تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

تركيبات الألواح الشمسية على الأسطح في إسبانيا تتراجع "بعنف"

لأول مرة منذ 2018

أسماء السعداوي

في أول تراجع منذ عام 2018، سجلت تركيبات الألواح الشمسية على الأسطح في إسبانيا خلال عام 2023 المنصرم هبوطًا عنيفًا يثير شكوكًا بشأن تحقيق مستهدفات المناخ.

وتتميز إسبانيا بكونها أحد أكثر بلدان أوروبا المشمسة، كما أنها رائدة في مجال الطاقة المتجددة، ما قد يؤهلها لإنتاج المزيد من الكهرباء النظيفة بوساطة الطاقة الشمسية، لكن مدريد تتخلف بفارق كبير عن بلدان أخرى بهذا القطاع مثل ألمانيا.

وكان إجمالي قدرات الألواح الشمسية على الأسطح في إسبانيا في 2023 خُمس نظيرتها في ألمانيا، ونحو نصف نظيرتها في إيطاليا.

وانخفض عدد تركيبات الألواح الشمسية على الأسطح إلى نحو 112 ألفًا فقط، وهو ما يقل بمقدار النصف تقريبًا عن الرقم القياسي المسجل في عام 2022 السابق له، بسبب تراجع حجم الإعانات الحكومية.

وإجمالًا، أُضيف نحو 1.9 غيغاواط من قدرات الألواح الشمسية على الأسطح في 2023، انخفاضًا بنسبة 27% عن 2022، لكنها أعلى بالمقارنة بعام 2021.

وأرجع محللون سبب تراجع الإقبال في إسبانيا وأوروبا ككل إلى انخفاض أسعار الطاقة والضغوط التي فرضها التضخم على ميزانيات الأسر المعيشية.

رحلة الألواح الشمسية على الأسطح في إسبانيا

بدأت إسبانيا في عام 2018 اللحاق بالركب عندما ألغت ما يُسمى "ضريبة الشمس"، ضمن سلسلة إجراءات استهدفت خفض فواتير الكهرباء لكلٍ من المنازل والأعمال التجارية الصغيرة.

وخصصت إسبانيا 2.16 مليار دولار من أموال حزمة التعافي بعد جائحة كورونا التي قدمها الاتحاد الأوروبي، للطاقة الشمسية وتخزين الكهرباء وأنظمة التدفئة المحلية العاملة بمصادر طاقة نظيفة، كما تقدم الكثير من السلطات المحلية إعفاءات ضريبية على الألواح الشمسية.

وتعليقًا على ذلك التراجع، يقول محلل شؤون السوق في رابطة "سولار باور يوروب" (SolarPower Europe)، كريستوف ليتس، إن الطلب شهد هبوطًا حادًا خاصة في إسبانيا، لأن السوق غير ناضجة، وستتعرض لمزيد من التقلبات نتيجة للصدمات الخارجية.

ألواح شمسية على الأسطح في إسبانيا
ألواح شمسية على الأسطح في إسبانيا - الصورة من "catalannews"

كما يرى المدير التقني في شركة "كامبيو إنرجيتكو" (Cambio Energetico) لأنظمة الطاقة المتجددة خافيير دومينغيز، أن السوق في 2022 كانت مُخدرة بفعل الإعانات والحرب في أوكرانيا وحالة عدم الاستقرار، وفي 2023 كانت الآثار ما زالت موجودة.

وتقول المديرة في مجموعة "يو إن إي ف" العاملة بمجال الطاقة الشمسية (UNEF)، لوسيا فاريلا، إن تراجع إقبال الأسر على تركيب الألواح الشمسية على الأسطح في إسبانيا كان متوقعًا، بسبب تراجع أسعار الطاقة مقارنة بذروتها في 2022 بعد غزو روسيا لأوكرانيا.

لكنها وصفت ذلك التراجع في الطلب بـ"المقلق"، ما قد يدفع باتجاه البحث عن تركيبات جديدة تخدم مجموعات من الأسر والمجتمعات وليس منزلًا واحدًا، كما لفتت إلى تراجع تركيبات القطاع الصناعي قليلًا في 2023، بحسب ما جاء في تقرير نشرته وكالة رويترز واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

أزمة دعم

يقول الرئيس التنفيذي لشركة صن هيرو لتوريدات الطاقة الشمسية (Sunhero)، كريستوفر سيديرسكوغ، إن القطاع الإسباني متخلف 15 عامًا بسبب الضرائب، بالإضافة إلى تأخر مدفوعات الإعانات، وهو ما دمّر التصورات الشعبية.

ويشير إلى أن الخطر يكمن في أن المواطنين الأكثر فقرًا يشعرون بانعدام القدرة على المخاطرة بنفقات التركيب الأولية للألواح الشمسية.

وتبلغ تكلفة تركيب نظام داخلي نحو 7 آلاف يورو (7.5 ألف دولار أميركي) في المتوسط، ووفق أسعار الطاقة في 2023، سيسترد المواطن الذي يركّب لوحًا شمسيًا فوق سطح منزله ذلك المبلغ بعد 7 سنوات، حال عدم تقديم دعم حكومي.

وفي المتوسط تصل مدة الحصول على الإعانات نحو عام كامل، وفي بعض الحالات عامين.

بدوره، رد المتحدث باسم وزارة الطاقة قائلًا، إن الوزارة تحول تلك الإعانات إلى حكومات المقاطعات وفق مخطط، امتثالًا لقواعد المفوضية الأوروبية الصارمة.

ورغم تراجع تركيبات الألواح الشمسية على الأسطح في إسبانيا، قال المتحدث إن الوزارة ألغت ضريبة الشمس، وطورت إطار العمل التنظيمي، مشيرًا إلى أن السوق نمت 14 ضعفًا منذ 2018.

ألواح شمسية فوق أحد الأسطح
ألواح شمسية فوق أحد الأسطح - الصورة من منصة "إنرجي وورلد" الهندية

توقعات 2024

رغم كل ما سبق، ما زال المسؤول في جمعية الطاقة المتجددة الإسبانية (APPA)، جون ماسياس، متفائلًا في ضوء إمكانات النمو المستمر لتحقيق أهداف رفع حصة الألواح الشمسية على الأسطح إلى 7% للأسر المكونة من عائلة واحدة، و2% للشركات.

كما يتوقع أن تظل معدلات التركيبات ثابتة خلال هذا العام (2024) بالمقارنة بعام 2023، مؤكدًا أن مدريد في طريقها لبلوغ هدف تركيب 19 غيغاواط على أسطح المنازل والشركات.

لكن آخرين يرون أن ثمة حاجة إلى إدخال تغييرات لضمان تحقيق الأهداف المقررة.

ولأن قرابة ثلثي الإسبان يعيشون في مبانٍ مكونة من عدة شقق، يقول مراقبون إن المستقبل مرهون بالألواح الشمسية التي توفر الكهرباء لمجموعة من المستهلكين وليس لمنزل وحيد.

وحاليًا، تشكل التركيبات الجماعية 1% فقط من السوق، وتواجه تحديات عديدة أقلها الثقافية منها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق