تقارير الغازتقارير النفطرئيسيةغازنفط

النفط والغاز في بحر الشمال.. "الأرباح المفاجئة" تشعل ثورة ضد زعيم حزب العمال

أسماء السعداوي

دافع زعيم حزب العمال المعارض في بريطانيا، السير كير ستارمر، عن اقتراحه بتمديد وزيادة ضريبة الأرباح غير المتوقعة على شركات النفط والغاز في بحر الشمال لمدة عامين إضافيين، بالإضافة إلى خفض إعانات الاستثمار وحظر تراخيص الحفر الجديدة، وذلك في حالة وصوله إلى السلطة.

ووصفت جمعية قطاع الطاقة البحرية أوفشور إنرجي يو كيه (OEUK) الأمر بكونه ضربة قاضية للطاقة، معلنة اعتزامها عقد اجتماعات طارئة بحضور رؤساء الشركات لبحث الخطوة التي قد تهدد بتسريح 100 ألف عامل وخسارة 26 مليار جنيه إسترليني من القيمة الاقتصادية للقطاع المهم.

وقال رئيس الجمعية، ديفيد وايتهاوس: "مازلنا قلقين للغاية بشأن ما قد تفعله مقترحات حزب العمال في شعبنا.. إذا لم نتمكن من جعل الشركات تستثمر هنا، لن تكون هناك وظائف.. الأمر بهذه البساطة".

وتضم الجمعية في عضويتها شركات "بي بي" (BP) وشركة النفط متعددة الجنسيات شل (Shell) وإكسون موبيل (ExxonMobil) وشيفرون (Chevron).

ووفق البيانات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، فقد فُرضت ضريبة الأرباح المفاجئة في مايو/أيار من عام 2022، بعد ارتفاع أسعار فواتير الطاقة، في الوقت الذي حققت فيه شركات النفط والغاز أرباحًا قياسية في أعقاب أزمة الحرب الروسية الأوكرانية.

ويعتزم حزب العمال المعارض تمديد السياسة حتى عام 2029، لترتفع الضريبة من 75% إلى 78%، لتحصد الحكومة 10.8 مليار جنيه إسترليني (13.6 مليار دولار) خلال 5 سنوات لتمويل خطط الإنفاق على مشروعات الطاقة الخضراء.

ضرائب النفط والغاز في بحر الشمال

واجه حزب العمال ردود أفعال غاضبة من قطاع النفط والغاز بسبب مقترح زيادة وتمديد ضريبة الأرباح غير المتوقعة، وسط تحذيرات من أن يؤدي لخسارة 100 ألف شخص وظائفهم المباشرة وغير المباشرة.

وحاول السير كير ستارمر في كلمته أمام مؤتمر حزب العمال الإسكتلندي في مدينة غلاسكو، طمأنة القطاع، مؤكدًا أهمية تحول الطاقة، وقال، إن العمل بقطاع النفط والغاز في بحر الشمال مستمر لعقود مقبلة، بحسب ما جاء في تقرير نشرته منصة "أبردين بيزنس نيوز" (aberdeen business news).

وأشار إلى سباق الابتكار في قطاع الطاقة، قائلًا، إن بريطانيا "يمكنها ويتعين عليها الفوز به".

وأوضح أنه ذهب مؤخرًا إلى أبردين، حيث التقى بعمال صيانة خطوط الأنابيب الممتدة لمسافة 100 ميل من حقول النفط والغاز، وهم فخورون بما بُنِيَ في مياه بحر الشمال، وبعملهم الجادّ رغم التحديات "الذي ترك إرثًا لهذه الأمة"، وأضاف: "قلت قبلًا وسأقول مجددًا، إن العمل سيستمر بعقود مقبلة".

وتابع: "لكنهم أخبروني بشأن الإرث الذي يمكنهم بناؤه من أجل مستقبل إسكتلندا.. الفخر لديهم بفرصة جديدة.. تحويل هذه البنية الأساسية إلى الصناعة المزدهرة لاحتجاز الكربون وتخزينه".

وأوضح: "وضع الكربون مجددَا في الأرض التي جاء منها، ومنح مجتمعاتهم مستقبلًا، ليس فقط على المدى القصير، ولكن لعقود".

زعيم حزب العمال البريطاني السير كير ستارمر
زعيم حزب العمال البريطاني السير كير ستارمر - الصورة من مجلة "ذي إيكونوميست"

وتعليقًا على ذلك، قال رئيس حزب المحافظين الإسكتلندي، كرايغ هوي، إن تصريحات السير كير قد قوّضتها سياسات حزبه المدمرة لصناعة النفط والغاز.

وقال: "حزب العمال يخون عمال بحر الشمال، ويتخلى عن صناعة إسكتلندية مهمة".

ردود الأفعال

أبدى رئيس جمعية قطاع الطاقة البحرية "أوفشور إنرجي يو كيه"، ديفيد وايتهاوس، قلقه من تأثير خطوة زيادة وتمديد ضريبة الأرباح المفاجئة بشركات النفط والغاز في بحر الشمال.

وقال: "أسمع بالفعل من سلسلة الإمداد لدينا ومن منتجي الطاقة أن مقترحاتهم ستوجّه ضربة قاضية للطاقة التي نحتاج إليها اليوم، وللتحول المحلي إلى مصادر طاقة أنظف التي يريد الجميع في المملكة المتحدة رؤيتها".

ويستهدف اجتماع الجمعية، الذي سيُعقد قريبًا، تقديم أدلة إضافية من العاملين بالقطاع لتقديمها إلى قيادة حزب العمال.

وأضاف وايتهاوس أن القطاع يدعم 200 ألف فرصة عمل، ويُسهم بأكثر من 200 مليار جنيه إسترليني (251.7 مليار دولار) سنويًا للاقتصاد الأوسع في المملكة المتحدة، ويمتلك مهارات وبنية أساسية لتقديمها لتحول الطاقة المحلي، ولذلك "لدينا الكثير لنقدّمه".

وفي خطاب أعدّته غرفة التجارة في أبردين وغرامبيان ووقّعه 800 رئيس شركة وزعيم مدني، طالبت الغرفة حزب العمال بتقديم توضيح عاجل بشأن تمديد وزيادة ضريبة الأرباح غير المتوقعة.

وحذّر الخطاب قائلًا: "إذا مضيتم قدمًا في تنفيذ هذه الخطط، فقد يفقد ما يصل إلى 100 ألف شخص وظائفهم.. تعهدت مرارًا بتحقيق تحول طاقة عادل ومنصف للعمال، لكن موقفكم الحالي سيعجّل بنهاية خطرة لإنتاج بحر الشمال، وهو ما وعدتم بتجنّبه".

تحول الطاقة

من جانبه، ردّ رئيس حزب العمال الإسكتلندي، أنس سروار، على خطاب الجمعية وذلك في مقابلة تلفزيونية، متعهدًا بالانخراط والعمل مع الصناعة.

رئيس حزب العمال الإسكتلندي أنس سروار
رئيس حزب العمال الإسكتلندي أنس سروار- الصورة من صحيفة "الغارديان"

وقال سروار: "يمكنني تفهُّم مخاوف الناس لأنهم رأوا ما يحدث عندما لا تدير تحولًا بصورة صحيحة.. عندما تخطئ في التحول، يمكنك تدمير مجتمعات لأجيال.. لا يمكننا تحمُّل ارتكاب ذلك الخطأ عندما يتعلق الأمر بصناعتنا للنفط والغاز".

وأضاف: "بالتأكيد، نحتاج إلى إجراء حوار، لكن نحتاج -أكثر من ذلك- لشراكة؛ لأن التحول الذي نتحدث بشأنه لن يكون ممكنًا دون الاستفادة من دعم واستثمار صناعة النفط والغاز".

وتابع: "سياساتنا الطاقية كلّها ستحركها 4 مبادئ. الأول: المزيد من الوظائف وليس أقلّ، ثانيًا: نريد خفض الفواتير وليس زيادتها. ثالثًا: نريد أمن طاقة أكبر وليس مزيدًا من الاعتماد على أنظمة استبدادية مثل روسيا، ورابعًا -وهو حاسم لإسكتلندا-: نريد إثبات الريادة في العمل المناخي".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق