تقنيات خفض الانبعاثات.. أرامكو السعودية تقدم 4 حلول واعدة

تتعدد تقنيات خفض الانبعاثات وإزالة الكربون، للحد من ظاهرة التغير المناخي، وتحقيق أهداف الحياد الكربوني.

وتبلغ انبعاثات غازات الاحتباس الحراري نحو 60 مليار طن سنويًا، في حين يتواصل ارتفاع درجات الحرارة العالمية، ويحتاج العالم إلى تسريع وتيرة تقليل الانبعاثات، لتحقيق هدف اتفاق باريس المتمثل في وضع حد لظاهرة الاحتباس الحراري، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومن خلال تعزيز نطاق تقنيات خفض الانبعاثات وإزالة الكربون الجديدة وتوسيعها، يُمكن استعمال الكربون وتدويره وتحويله إلى منتجات ذات فائدة وقيمة مضافة.

طرق إزالة الكربون

تُصنّف طرق إزالة الكربون إلى طريقتيْن رئيستيْن، تعتمد الأولى على تعزيز قدرة الطبيعة على امتصاص الكربون وتخزينه مثل أشجار المانغروف، التي تعمل على احتجاز الكربون بفاعلية واستدامة أكبر من الغابات البرية.

أمّا الطريقة الثانية فهي الالتقاط المباشر من الهواء، وتستعمل العمليات الكيميائية لنزع ثاني أكسيد الكربون، ثم إعادة تدويره للاستعمال الصناعي أو حبسه في التكوينات الصخرية المسامية أو طبقات الفحم غير المستعملة أو طبقات المياه الجوفية المالحة.

ويُمكن جمع الطريقتين في تقنية واحدة، مثل الطاقة الحيوية المصحوبة باحتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه (BECCS)، وهي تقنية مطبقة في منشآت الطاقة الحيوية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويشير مصطلح "احتجاز الكربون" إلى التقاط انبعاثات الكربون من مصادر محددة، مثل محطات الوقود الأحفوري والصناعة، وعزلها تحت الأرض فيما يُعرف بـ"بالوعات ثاني أكسيد الكربون"، في حين تعني إزالة ثاني أكسيد الكربون (CDR) التقاط الغاز من الهواء أو المحيطات.

وهناك نحو 40 مشروعًا واسع النطاق لاحتجاز الكربون قيد التشغيل في جميع أنحاء العالم، إذ تلتقط هذه المشروعات قرابة 45 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

إلا أن هذه الكمية تُمثل نحو 0.1% فقط من الكميات المُنبعثة، إذ يُشير إحصاء مشروع الكربون العالمي إلى أن هناك 36.8 مليار طن متري من ثاني أكسيد الكربون منبعثة على مستوى العالم.

استخلاص الكربون وتخزينه

يُمكن تعريف عملية استخلاص الكربون واحتجازه، بأنها استخلاص لمخلفات غاز ثاني أكسيد الكربون من مصادر كبرى، مثل محطات الكهرباء، ثم احتجازه في باطن الأرض لمنع انبعاثه في الغلاف الجوي، بحسب شركة أرامكو السعودية.

ومع تطور تقنيات خفض الانبعاثات باستخلاص الكربون، يمكن الآن خلق قيمة مضافة على مخلفات غاز ثاني أكسيد الكربون، من خلال تحويله إلى منتجات صناعية وتجارية يمكن طرحها في الأسواق.

تقنيات تخلق قيمة مضافة

تُعد إعادة استعمال الكربون واحدة من 4 طرق تشمل الحدّ والإزالة وإعادة التدوير، التي تُسهم في تعزيز الاقتصاد الدائري منخفض الكربون، ولعل من أبرز تقنيات استخلاص الكربون التي يُعاد فيها استعماله، ما يلي:

1- الاستخلاص المعزز للنفط: من أبرز تقنيات خفض الانبعاثات، التي يمكن باستعمالها إضافة قيمة للمنتجات، تقنية الاستخلاص المعزز للنفط، وتتضمن استخراج النفط من الحقول عن طريق تغيير الخصائص الأصلية للنفط، مثل الغمر الكيميائي أو حقن ثاني أكسيد الكربون أو الاستخلاص الحراري.

ويمكن، من خلال هذه التقنية، احتجاز ثاني أكسيد الكربون، والمحافظة على مستوى الضغط في المكمن، والمساعدة في استخراج كميات أكبر من النفط، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ونجحت شركة أرامكو السعودية في مضاعفة معدلات إنتاج النفط من 4 آبار لديها، منذ تدشين فكرة حقن غاز ثاني أكسيد الكربون للمرة الأولى، عام 2015، وتُجري الشركة، حاليًا، الدراسات اللازمة لحقن ثاني أكسيد الكربون في مرافق وحقول نفط أخرى في المملكة.

ويُمكن لأرامكو استخلاص 45 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا من غاز ثاني أكسيد الكربون ومعالجتها بمعمل الشركة في الحوية، إذ يُنقَل ثاني أكسيد الكربون في خط أنابيب بطول 85 كيلومترًا إلى حقل النفط في العثمانية.

وتعمل أرامكو، حاليًا، على تنفيذ أحد أكبر المشروعات التجريبية في الشرق الأوسط، لاستخلاص غاز ثاني أكسيد الكربون وحقنه في مكامن النفط.

2- استخلاص الكربون من المصادر المتنقلة: أيضًا، تتضمن تقنيات خفض الانبعاثات تقنيات استخلاص الكربون من المصادر المتنقلة، التي تقوم باستخلاص ثاني أكسيد الكربون من المصادر المتنقلة وتخزينه بها، إذ يكون جاهزًا للاحتجاز أو الاستعمال، والاستخلاص المباشر من الهواء -وليس من المصدر- بهدف احتجازه أو استعماله.

وتعمل أرامكو مع عدد من الشركاء لتطوير تقنيات خفض الانبعاثات، باستخلاص الكربون من المصادر المتنقلة وتقنيات التخزين للسيارات والشاحنات، إذ ساعدت النسخة الأحدث من هذه التقنيات المستهلكين على استخلاص قرابة 25% من ثاني أكسيد الكربون المنبعث من عادم السيارة وتخزينه على متنها، قبل تفريغ الغاز في محطات الوقود لعزله أو إعادة تدويره، وبمجرد تفريغه يمكن استعماله في أغراض صناعية وتجارية متنوعة.

3- تقنية الاستعمال، وتعني الاستعمال المباشر لثاني أكسيد الكربون المستخلص -مثل صناعة الأسمنت-، إذ يُعاد استعمال ثاني أكسيد الكربون المُحتجز لمعالجة الخرسانة مسبقة الصب، بصفتها واحدة من أبرز تطبيقات تقنيات خفض الانبعاثات في صناعة الخرسانة.

وتُصبح الخرسانة المعالجة أكثر متانة من نظيرتها التقليدية، نتيجة انخفاض نفاذية الماء مع مقاومة أكبر للكلور والكبريتات، تُستعمل للبناء في المناطق البحرية أو الأماكن ذات الرطوبة العالية.

4- الطبيعة: تعمل بعض المصادر الطبيعية على احتجاز الكربون، فيُمكن احتجاز ثاني أكسيد الكربون عن طريق زراعة الطحالب، التي يمكن حصادها ومعالجتها لإنتاج منتجات مفيدة مثل الوقود الحيوي والأعلاف الحيوانية الغنية بالبروتين.

جهود أرامكو

تسعى شركة أرامكو السعودية إلى تحقيق الحياد الصفري للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، التي تقع ضمن النطاقين (1 و2) في مرافق أعمالها التي تملكها وتديرها بالكامل، بحلول عام 2050.

وتستعمل أرامكو، أكبر شركة متكاملة للنفط والكيماويات في العالم، تقنيات خفض الانبعاثات المتطورة لمجابهة تحديات الانبعاثات العالمية، وحققت نجاحات كبيرة في خفض مستوى الانبعاثات الكربونية الناجمة عن أعمالها على مستوى قطاع الطاقة.

ويُطوّر مركز إكسبك للأبحاث المتقدمة في مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية تقنيات خفض الانبعاثات وإدارة الكربون في الشركة.

موضوعات متعلقة..

• سابك السعودية توقع اتفاقًا لبحث إزالة الكربون من صناعة البتروكيماويات
• منتدى غاز شرق المتوسط يبحث إزالة الكربون بالمنطقة.. وهذه شروط تحقيقها
• الاحتباس الحراري يستنزف الممرات المائية في أكبر غابة مطيرة بالعالم (تقرير)

اقرأ أيضًا..

• خطة لزيادة صادرات الأردن من الكهرباء إلى فلسطين.. ما دور محطة الرامة؟
• أكبر مصفاة نفط في أفريقيا تستعد لتصدير أولى شحنات الوقود
• إيرادات صادرات الطاقة الروسية تهبط 10%.. و6 دول عربية ضمن المستوردين