التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

الاحتباس الحراري يستنزف الممرات المائية في أكبر غابة مطيرة بالعالم (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • الجفاف في الأمازون أدى إلى حرائق الغابات وتلف المحاصيل في عام 2023
  • في بحيرة تيفي بالبرازيل ارتفعت درجات حرارة المياه إلى 39.1 درجة مئوية
  • على امتداد نهر الأمازون رأى الناس محاصيلهم تذبل والأسماك تختفي
  • العديد من نباتات الأمازون لها جذور أعمق بكثير من المحاصيل

يستنزف الاحتباس الحراري الناجم عن النشاط البشري الممرات المائية في أكبر غابة مطيرة في العالم، ما يؤدي إلى مقتل مئات الدلافين المهددة بالانقراض، وعزل ملايين الأشخاص الذين يعتمدون على الممرات المائية في المنطقة للحصول على الغذاء والدخل.

وأدى الجفاف إلى انخفاض مياه الأنهار إلى مستويات قياسية، وتطلب توصيل الغذاء ومياه الشرب إلى مئات المجتمعات النهرية، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقال باحثون، يوم الأربعاء 24 يناير/كانون الثاني الجاري، إن ظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن النشاط البشري، وليس ظاهرة النينو، هي المحرك الرئيس للجفاف الشديد الذي شهدته منطقة الأمازون العام الماضي.

وأسهم تغير المناخ وظاهرة النينو، بالتساوي تقريبًا، في انخفاض هطول الأمطار. لكن ارتفاع درجات الحرارة العالمية كان السبب الأكبر للجفاف، وفقًا لوورلد وذر أتريبيوشن World Weather Attribution، وهي مبادرة تجمع علماء المناخ لتحليل الأحداث المتطرفة بسرعة وارتباطاتها المحتملة بتغير المناخ.

وطال الجفاف المناطق الزراعية، إذ جمع بين انخفاض هطول الأمطار والظروف الأكثر سخونة التي تتسبب في تبخر الرطوبة من النباتات والتربة، بحسب منصة يورونيوز غرين (Euronews Green)، المعنية بالشؤون البيئية.

آثار الاحتباس الحراري

قالت المؤلفة المشاركة في الدراسة، عالمة المناخ في الكلية الإمبراطورية في لندن، فريدريك أوتو، إن "التبخر الناتج عن الحرارة كان له دور حاسم في شدة الجفاف".

وأوضحت أن "ما يحدث الآن هو حدث واحد كل 50 عامًا، كان من غير المرجح أن يحدث في عالم أكثر برودة بمقدار 1.2 درجة".

وقالت أوتو، في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، 24 يناير/كانون الثاني الجاري: "إذا استمر ارتفاع درجة حرارة المناخ، فإن هذا المزيج من انخفاض هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة فسيصبح أكثر تواترًا".

تجدر الإشارة إلى أن الفريق يستعمل طريقة مقبولة علميًا لإجراء عمليات محاكاة حاسوبية لأحداث الطقس كما لو كانت ستحدث في عالم خيالي دون ظاهرة الاحتباس الحراري، ومقارنة تلك النتائج بما حدث بالفعل.

بتروبراس البرازيلية
منطقة مصب الأمازون - الصورة من موغابي

تداعيات الجفاف في الأمازون

جاء الجفاف في منطقة الأمازون، أكبر الغابات المطيرة في العالم، التي تؤدي دورًا حاسمًا في تخزين ثاني أكسيد الكربون، الذي من شأنه أن يسهم في ارتفاع درجات الحرارة، في الوقت الذي شهدت فيه الأرض العام الأكثر سخونة على الإطلاق.

وأصبح الكوكب أقرب من أي وقت مضى إلى الزيادة البالغة 1.5 درجة مئوية منذ عصور ما قبل الصناعة، التي كانت الدول تأمل في الحفاظ عليها، لتجنب أسوأ عواقب تغير المناخ، مثل الحرارة القاتلة وارتفاع منسوب مياه البحار والفيضانات وحرائق الغابات.

وفي بحيرة تيفي بالبرازيل، ارتفعت درجات حرارة المياه إلى 39.1 درجة مئوية، ما تسبب على الأرجح في نفوق أكثر من 150 من الدلافين الوردية ودلافين نهر توكوكسي، وهما من الأنواع المهددة بالانقراض.

وعلى امتداد نهر الأمازون، رأى الناس محاصيلهم تذبل والأسماك تختفي، ومع استحالة السفر بسبب انخفاض الأنهار، شكلوا طوابير طويلة على ضفاف النهر لتلقي إمدادات الإغاثة.

وشهدت ماناوس، أكبر مدينة في المنطقة، اختناق أكثر من مليوني نسمة لعدة أشهر، بسبب دخان حرائق الغابات، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

توصيل مساعدات غذائية ومائية أثناء فترة الجفاف بولاية أمازوناس في البرازيل
توصيل مساعدات غذائية ومائية في أثناء فترة الجفاف بولاية أمازوناس في البرازيل - الصورة من أسوشيتد برس

أهمية منطقة الأمازون في مكافحة تغير المناخ

قالت المؤلفة المشاركة في الدراسة، من جامعة سانتا كاتارينا الفيدرالية، ريجينا رودريغز، إن "الجفاف أكد أهمية نهر الأمازون في مكافحة تغير المناخ"، بحسب منصة يورونيوز غرين (Euronews Green)، المعنية بالشؤون البيئية.

وأضافت رودريغيز: "إذا قمنا بحماية الغابة فسوف تستمر في العمل بصفتها أكبر مخزن للكربون على الأرض في العالم".

وأوضحت: "ولكن إذا سمحنا للانبعاثات الناجمة عن النشاط البشري وإزالة الغابات بدفعها عبر نقطة التحول، فسوف يؤدي ذلك إلى إطلاق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، ما يزيد من تعقيد معركتنا ضد تغير المناخ".

من ناحيته، قال خبير الأرصاد الجوية في المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الأمازون، لويز كانديدو، الذي لم يشارك في الدراسة، إن "النتائج تدعم الإجماع العلمي على أن التغيرات المناخية في المنطقة تصاعدت إلى ظروف قاسية".

وأشار كانديدو إلى أن "التفاعلات بين المحيطات والغلاف الجوي والغابات معقدة، وليس من الممكن بعد فصل تأثيرات تقلب المناخ الطبيعي عن تأثيرات الاحتباس الحراري الناجم عن النشاط البشري".

وتساءل كانديدو عما إذا كانت الدراسة بالغت في تقدير تبخر النباتات، مشيرًا إلى أن العديد من نباتات الأمازون لها جذور أعمق بكثير من المحاصيل، وكانت قادرة على الاحتفاظ بالكثير من رطوبتها من خلال الوصول إلى طبقات رطبة وأعمق.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق