التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسية

ظاهرة النينو تهدد الطاقة الكهروضوئية في أميركا الجنوبية

حياة حسين

انعكست الرطوبة الناجمة عن ظاهرة النينو وحرائق بوليفيا على مستوى الأشعة الكهروضوئية في عدد من دول أميركا الجنوبية، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي (2023).

وبحسب تقرير للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، تعود تلك الظاهرة المناخية إلى الظهور في المناطق الاستوائية بالمحيط الهادئ للمرة الأولى منذ 7 سنوات، وتحديدًا في عام (2016).

وفي الوقت نفسه، كشف التقرير الأسبوعي المحدث لشركة دي إن في (DNV) أن حرائق الغابات في بوليفيا، خلال الشهر الماضي، جلبت طقسًا شاذًا في هذه المنطقة خلال هذا الوقت من العام، بحسب ما نشرته مجلة "بي في ماغازين" (PV-Magazine).

رطوبة ظاهرة النينو

كشف تقرير حديث أن "السخام" الناجم عن دخان حرائق بوليفيا، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أثّر سلبًا بالأشعة اللازمة لتوليد كهرباء الطاقة الشمسية (الأشعة الكهروضوئية) في بعض مناطق أميركا الجنوبية.

وعلى وجه التحديد، تأثرت بارغواي وشمال الأرجنتين وجنوب البرازيل وأورغواي، كما هبطت الرطوبة المتولدة من ظاهرة النينو بأشعة الشمس، بصورة غير طبيعية في هذا الوقت من العام، على الساحل الغربي لأميركا الجنوبية.

إلّا أن جبال الإنديز وقفت حارسًا لباقي دول القارة، وحمتها من آثار تلك الرطوبة، لذلك ارتفع فيها مستوى الأشعة عمّا تستقبله عادة في هذا الوقت، وخفض سخام دخان حرائق بوليفيا الأشعة الكهروضوئية في المناطق سابقة الذكر في أميركا الجنوبية، بنسبة تزيد عن 30%.

وكانت حرائق بوليفيا نشطة حتى منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ورغم ذلك كان تأثيرها واضحًا بالنسبة إلى توليد الطاقة الشمسية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

جانب من حرائق بوليفيا
جانب من حرائق بوليفيا - الصورة من سي إن إن

وحظيت مناطق وسط وشرق البرازيل بطقس غير طبيعي في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لكنه أثّر إيجابًا في الأشعة الكهروضوئية، رغم بعض الآثار المحدودة لسخام دخان حرائق بوليفيا.

وشهدت هذه المناطق ارتفاعًا للضغط في الغلاف الجوي العلوي، ما منع تكوين العواصف، وأسهم في صفاء سمائها، وارتفاع مستوى الأشعة الكهروضوئية.

ويختلف نموذج الطقس هذا عن وضع نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، والذي عادة ما يغذّي فيه الهواء الدافئ الرطب الأمطار والعواصف الرعدية في البرازيل.

لكن ارتفاع الضغط في الغلاف الجوي العلوي الاستثنائي أبعد تلك الظواهر عنها، وحصدت الطاقة الشمسية فوائدها.

غلام الكريسماس الصغير

عرّف صيّادو القرن الـ16 ظاهرة النينو بأنها "غلام الكريسماس الصغير"، إذ لاحظوا حينها ارتفاع حرارة المحيط عند ساحل أميركا الجنوبية خلال أشهر ديسمبر/كانون الأول العاصفة.

وتعدّ زيادة دفء المحيط الهادئ المؤشر الرئيس لبزوغ هذه الظاهرة، التي ترفع معدل الرطوبة والعواصف على امتداد ساحل جنوب قارة أميركا الجنوبية، لذلك لفتت انتباه وجذبت اهتمام الصيادين في العصور القديمة.

وخلال عام 2023، بدأت بوادر هذه ظاهرة النينو في الظهور مجددًا، ما زاد من الضباب في الطقس، وخفض الأشعة الكهروضوئية بنسبة 10% عن متوسط معدلها خلال مدة طويلة في بعض مناطق القارة الجنوبية.

وحجزت جبال الإنديز الرطوبة الزائدة من الاندفاع إلى أنحاء القارة، ما حصر تأثير ظاهرة النينو في الغرب منها، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وحصلت دولة مثل تشيلي على أعلى معدل من الأشعة الكهروضوئية في أميركا الجنوبية الشهر الماضي، لكنها أقلّ من معدلها الطبيعي في هذا الوقت من العام.

ومن المثير للانتباه أن هذا النموذج من الطقس تكرر في تشيلي خلال أشهر أخرى.

وتعدّ المنطقة الواقعة بين صحراء أتاكاما وهضبة التيبلانو من أكثر المناطق التي تحظى بأشعة كهروضوئية في العالم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق