يشهد احتجاز الكربون وتخزينه في إندونيسيا تطورات جديدة، إذ بدأ أول تعاون للبلد الآسيوي مع جارته سنغافورة في هذا المجال، في إطار توجه جاكرتا نحو تخصيص مساحات في أراضيها لاحتجاز الكربون وتخزينه من قِبل دول أخرى.
ووقّعت سنغافورة وإندونيسيا خطاب نيات، للتعاون في مجال احتجاز الكربون وتخزينه عبر الحدود، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
يأتي ذلك بعد أن أُصدرت لائحة رئاسية بشأن احتجاز الكربون وتخزينه في إندونيسيا، تسمح للشركات العاملة في هذا المجال بتخصيص 30% من سعة تخزين ثاني أكسيد الكربون لديها من مصادر دولية.
وعالميًا، يوجد نحو 40 منشأة تجارية لاحتجاز الكربون وتخزينه قيد التشغيل حول العالم، بطاقة إجمالية تزيد على 45 مليون طن سنويًا من ثاني أكسيد الكربون، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
اتفاقية مُلزمة
من المُقرر أن تتعاون مجموعة عمل تضم مسؤولين حكوميين من كلا البلدين، بشأن عقد اتفاقية ثنائية مُلزمة، من شأنها تمكين نقل ثاني أكسيد الكربون وتخزينه عبر الحدود بين سنغافورة وإندونيسيا، وفقًا لما نشرته منصة آرغوس ميديا (Argus media) المعنية بشؤون الطاقة، في 16 فبراير/شباط 2024.
وسنغافورة هي أول دولة توقع اتفاقية مع إندونيسيا، بعد إصدار اللائحة الرئاسية التي دخلت حيز التنفيذ نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ووفقًا للائحة الرئاسية، يُمكن لشركات الحفر والاستكشاف في مجالي النفط والغاز استغلال الخزانات المُستنفدة أو طبقات المياه الجوفية في مناطقها لعمليات احتجاز الكربون وتخزينه في إندونيسيا التي يُمكنها تخزين ما يتجاوز 400 غيغاواط طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
ولكي تسمح جاكرتا بتخزين الكربون من دول أخرى، يتعيّن أن تكون الانبعاثات صادرة عن شركات استثمرت في إندونيسيا، وينبغي في الوقت نفسه عقد اتفاقية ثنائية بين الحكومة الإندونيسية والحكومة التي صدرت عنها الانبعاثات، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز.
لدى سنغافورة هدف صافي صفر بحلول عام 2050، وتهدف إلى تحقيق مليوني طن سنويًا من احتجاز الكربون بحلول عام 2030، و6 ملايين طن سنويًا بحلول عام 2050.
وتستهدف إندونيسيا الوصول لمستهدفات الحياد الكربوني بحلول عام 2060، وتخطط سنغافورة لبلوغ مستهدفاتها بحلول 2050، وتهدف إلى تحقيق مليوني طن سنويًا من احتجاز الكربون بحلول عام 2030، و6 ملايين طن سنويًا بحلول عام 2050.
تخزين الكربون في إندونيسيا
تمتلك إندونيسيا إمكانات كبيرة لتخزين ثاني أكسيد الكربون، تقدر بما يصل إلى 600 مليار طن في خزانات النفط والغاز المُستنفدة أو طبقات المياه الجوفية.
وتُكثّف جاكرتا جهودها لمزيد من التعاون مع الشركاء الدوليين، من أجل التوسع في مشروعات احتجاز الكربوت وتخزينه في إندونيسيا.
وفي هذا الصدد، وقّعت شركة "بيرتامينا" Pertamina الحكومية عددًا من الاتفاقيات الجديدة مع شركات "شيفرون" Chevron و"إكسون موبيل" ExxonMobil، و"سينوبك" Sinopec الصينية، لتطوير مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه، وذلك في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
واتّفقت شركة بيرتامينا مع شركة شيفرون الأميركية على إجراء دراسة مشتركة حول جدوى احتجاز الكربون وتخزينه، وبالتحديد في شرق منطقة كليمنتان.
كما وقّعت بيرتامينا الإندونيسية اتفاقية مع "إكسون موبيل"، لتعزيز تعاونهما لتطوير مشروع احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه في منطقتي أسري وسوندا، الواقعتيْن في الجزء الغربي من بحر جاوة.
موضوعات متعلقة..
- احتجاز الكربون وتخزينه في إندونيسيا ينتعش بشراكات عالمية جديدة
- تحول الطاقة في إندونيسيا يدفعها لدراسة احتجاز وتخزين 400 غيغاواط من الكربون
- انتقال الطاقة في سنغافورة يضم تكتلات الشركات تحت لواء القطاعات المتجددة
اقرأ أيضًا..
- مصفاة الدقم العمانية تكشف عن خطط توسعية.. فرص لاستكشاف الهيدروجين الأخضر
- خطة انقطاع الكهرباء في مصر خلال شهر رمضان (خاص)
- وكالة الطاقة الدولية: ارتفاع المعروض من النفط العالمي يتجاوز نمو الطلب في 2024