من المتوقع أن تشهد صادرات الغاز الأميركية انفراجة بعد أن منحت السلطات المختصة في الولايات المتحدة الضوء الأخضر لتنفيذ مشروعين في تلك الصناعة الحيوية.
تأتي الموافقة في أعقاب قرار الرئيس الأميركي جو بايدن، في أواخر يناير/كانون الثاني (2024)، تعليق الموافقة على مشروعات قد تعزز صادرات الغاز المسال الأميركي إليها، وهي الخطوة التي تقوّض جهود اقتصادات القارة العجوز الساعية لفطم نفسها عن الغاز الروسي، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ولاقى قرار بايدن انتقادات واسعة من قبل شركات الطاقة العالمية، مثل إكسون موبيل وشيفرون الأميركيتين وشل متعددة الجنسيات، في حين عزاه معظم الخبراء إلى دوافع سياسية في إطار مساعي الرئيس لاسترضاء الناخبين المعنيين بشؤون البيئة قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني (2024).
مشروعان جديدان
أقرّت لجنة تنظيم الطاقة الفيدرالية (The US Federal Energy Regulatory Commission) مشروعين لزيادة صادرات الغاز الأميركية، وفق ما أوردته دورية أويل أند غاز جورنال (Oil & Gas Journal).
ورغم الاحتجاجات التي ينظّمها نادي سييرا (Sierra Club) -منظمة بيئية أميركية- وآخرون، منحت اللجنة المعروفة اختصارًا بـ"إف إي آر سي" (FERC) شركة تيلوريان إنك (Tellurian Inc)، تمديدًا لمدة 3 سنوات لتشغيل محطة الغاز المسال التابعة لها دريفتوود (Driftwood) البالغة سعتها 27.6 مليون طن سنويًا، والواقعة على نهر كالكاسيو جنوب مدينة ليك تشارليز بولاية لويزيانا.
وفي أكتوبر/تشرين الأول (2023) طالبت شركة تيلوريان للغاز الطبيعي ومقرها في هيوستن بولاية تكساس إف إي آر سي بمنحها مزيدًا من الوقت لبناء المصنع وأنبوب الغاز الطبيعي دريفتوود سعة 2.4 مليار قدم مكعبة يوميًا، مبررة طلبها بمواجهتها ظروفًا غير متوقعة بالمرة تتعلق بجائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، عرقلت "التقدم المحرَز في تسويق المشروع".
وفي حيثيات قرارها قالت لجنة تنظيم الطاقة الفيدرالية إن مشروع دريفتوود للغاز المسال قد أظهر سببًا وجيهًا لعملية التمديد المذكورة، مضيفة أن الصالح العام والنتائج البيئية في أمر الترخيص "ما زالا مواتيين".
وتخطط شركة تيلوريان –حاليًا- لتشغيل المشروع بحلول 18 أبريل/نيسان (2029)، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
قرار بايدن لا ينطبق
نظرًا إلى أن دريفتوود للغاز المسال قد تلقّى ترخيص صادرات طويل الأمد من وزارة الطاقة الأميركية في مايو/أيار (2019)؛ لا يخضع المشروع إذن لقرار وقف صادرات الغاز المسال الذي أقرّته إدارة بايدن في الآونة الأخيرة والذي يهدد قرابة 13 مليار قدم مكعبة من سعة الغاز المسال الأميركي الجديدة.
ويتعيّن أن تحدد لجنة تنظيم الطاقة الفيدرالية ووزارة الطاقة الأميركية إذا كان الطلب الخاص بمحطة غاز مسال يصب في الصالح العام، علمًا بأن إف إي آر سي مسؤولة عن "تحديد الموقع الفعلي للبنية التحتية للغاز المسال"، حسبما قال رئيس "إف إي آر سي" ويلي فيليبس، في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحفي.
في المقابل فإن وزارة الطاقة الأميركية منوط بها تحديد إذا كانت واردات الغاز المسال وصادراته تصب في الصالح العام، وفق فيليبس.
وبسؤاله إذا كانت لجنة تنظيم الطاقة الفيدرالية سترجئ أو حتى توقف طلبات شهادة الغاز المسال بسبب توقف وزارة الطاقة عن مراجعة وإصدار تراخيص التصدير، قال فيليبس إن اللجنة ستواصل العمل على وجه السرعة.
وتابع: "لا ننسق مع وزارة الطاقة الأميركية بشأن مشروعات الغاز المسال"، مشيرًا إلى أن لجنة تنظيم الطاقة الفيدرالية "ستعمل على كل طلبات الغاز المسال المستوفاة للمعايير حينما تكون جاهزة".
مشروع خط أنابيب
منحت لجنة تنظيم الطاقة الفيدرالية أيضًا تصريحًا رئاسيًا إلى شركة وان أوك (ONEOK)، لبناء وتشغيل خط أنابيب الغاز الطبيعي ساغوارو كونيكتور (Saguaro Connector) العابر للحدود إلى المكسيك من مقاطعة هدزبيث في تكساس.
وسيستعمل خط أنابيب ساغوارو كونيكتور البالغة سعته 2.8 مليار قدم مكعبة يوميًا، أنبوبًا يمتد بطول 155 ميلًا لنقل الغاز من حوض برميان الذي ينقله خط الأنابيب الحالي التابع لشركة وان أوك والبالغة سعته 777 مليون قدم مكعبة، إلى المكسيك.
وسينقل خط أنابيب موجود على الجانب المكسيكي من الحدود الغاز إلى الساحل الغربي لتسييله وتصديره.
ويوضّح الرسم البياني أدناه -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- أكثر الدول المستوردة لشحنات الغاز المسال الأميركية من فبراير/شباط 2026 إلى يوليو/تموز 2023:
وقد تواجه لجنة تنظيم الطاقة الفيدرالية عدم اكتمال النصاب القانوني في وقت مبكر من 30 يونيو/حزيران 2024، إذا قررت مفوضة اللجنة أليسون كليمنتس، التي أعلنت أنها لن تسعى لولاية أخرى، عدم تمديد مدة ولايتها الحالية حتى نهاية عام الكونغرس في 3 يناير/كانون الثاني (2025)، علمًا بأنه ودون اكتمال النصاب القانوني، لا تستطيع إف إي آر سي إصدار أوامر أو سياسات جديدة.
توقعات صادرات الغاز الأميركية 2024
سجّلت صادرات الغاز الأميركي مستوى قياسيًا جديدًا لامس 88.9 مليون طن متري (4.2 تريليون قدم مكعبة سنويًا أو 11.69 مليار قدم مكعبة يوميًا) في 2023، صعودًا بنسبة 14.7% على أساس سنوي، بدعم من إعادة تشغيل محطة فريبورت للغاز المسال منذ فبراير/شباط 2023، بعد توقف 9 أشهر، وفقًا لتقديرات وكالة رويترز.
ومن المتوقع أن تستهل صادرات الغاز المسال العام الجاري على متوسط 12.75 مليار قدم مكعبة يوميًا، خلال الربع الأول من عام 2024، قبل أن تهبط إلى 11.92 مليار قدم مكعبة يوميًا في الربع الثاني، وفق تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية،
ويُتوقَع أن تستقر الصادرات إلى مستوى أقلّ من ذلك خلال الربع الثالث من عام 2024 عند متوسط 11.73 مليار قدم مكعبة يوميًا، قبل أن تقفز إلى ذروتها عند 13.03 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال الربع الأخير من العام.
موضوعات متعلقة..
- صادرات الغاز الأميركية قد ترتفع 22% بحلول 2025 (تقرير)
- "غلوبال داتا": لا نموَّ قريبًا في صادرات الغاز الأميركي المسال
- "إدارة معلومات الطاقة" ترصد رحلة هبوط صادرات الغاز الأميركي
اقرأ أيضًا..
- مصفاة الدقم العمانية تكشف عن خطط توسعية.. فرص لاستكشاف الهيدروجين الأخضر
- خطة انقطاع الكهرباء في مصر خلال شهر رمضان (خاص)
- وكالة الطاقة الدولية: ارتفاع المعروض من النفط العالمي يتجاوز نمو الطلب في 2024