الألواح الشمسية سلاح الفلسطينيين للتواصل مع أسرهم في غزة (تقرير)
محمد عبد السند
- تعتمد فلسطين على إسرائيل بنسبة 100% في سد احتياجاتها من مصادر الوقود الأحفوري
- اضطر سكان غزة إلى اللجوء للألواح الشمسية في السنوات الأخيرة لمواجهة انقطاع الكهرباء المتكرر
- يمتلك قطاع غزة قرابة 12400 نظام للطاقة الشمسية على الأسطح
- يستطيع الفلسطينيون الاعتماد على الطاقة الشمسية في سد ما نسبته 13% من الطلب على الكهرباء نظير 6.6% لطاقة الرياح
- استعان الفلسطينيون في قطاع غزة الذي دمرته الحرب الإسرائيلية بسلاح "الألواح الشمسية" في شحن هواتفهم المحمولة
يستعين الفلسطينيون في قطاع غزة الذي دمرته الحرب الإسرائيلية بسلاح "الألواح الشمسية" لشحن هواتفهم المحمولة، ما يمكّنهم من مواصلة الاتصال بأسرهم وذويهم في المناطق المنكوبة من القطاع المحاصَر.
وتعتمد فلسطين على إسرائيل بنسبة 100% في سد احتياجاتها من مصادر الوقود الأحفوري، وبنحو 87% من وارداتها من الكهرباء، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويستطيع الفلسطينيون الاعتماد على الطاقة الشمسية في تلبية 13% من الطلب على الكهرباء نظير 6.6% لطاقة الرياح، كما أن تحويل النفايات الحيوانية إلى غاز حيوي يمكن أن يلبي احتياجات 20% من سكان الريف.
قطع إمدادات الكهرباء
وسط الحرب الشرسة التي تشنها إسرائيل على المدنيين في قطاع غزة، يحاول الفلسطينيون إيجاد طرق لشحن هواتفهم المحمولة، كي يتمكنوا من الاستمرار في التواصل مع أسرهم وأصدقائهم وذويهم، وفق تقرير نشره موقع يورونيوز (Euronews).
واعتادت إسرائيل تزويد غزة بالكهرباء قبل اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول (2023)، غير أنها قطعت تلك الإمدادات منذ ذلك الحين، ما نتج عنه انقطاع الكهرباء في جميع أرجاء القطاع المنكوب، حسبما قال خبراء.
لكن ووسط الظلام الدامس الذي يعايشه المدنيون حاليًا، تبرُز الألواح الشمسية الوسيلة الوحيدة التي يلجأ إليها الفلسطينيون لشحن هواتفهم الخلوية وبنوك الطاقة مقابل أسعار زهيدة.
وقال صاحب مشروع لشحن الألواح الشمسية، يُدعى وسام غُبين: "هذا المشروع بديل للكهرباء المنزلية، ولدينا رغبة قوية في أن نوفر لهم الكهرباء اللازمة لشحن هواتفهم".
وأضاف غبين: "حينما يتعلق الأمر بالقدرة على شحن هواتفكم، بمقدوركم أن تروا أنه لا توجد كهرباء، وأن الوضع في حالة يُرثى لها"، في تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويكافح الفلسطينيون الذين فروا إلى مناطق أخرى من قطاع غزة من أجل الاتصال للاطمئنان على أفراد أسرهم وأصدقائهم ممن لم تُسعفهم الظروف للهروب من المناطق التي دمرها القصف الإسرائيلي.
ويوضح الفيديو أدناه مقتطفات من مشروع شحن الهواتف المحمولة بالطاقة الشمسية في غزة:
الحياة مشلولة
قال مواطن في دير البلح، ويُدعى يامن حمد: "الكهرباء مقطوعة بالكامل، ومظاهر الحياة مصابة بالشلل التام، إذ إنك تتحدث عن انقطاع وسائل الاتصالات والمياه، وكل شيء، بل والحياة كلها".
وأضاف حمد: "عليك -الآن- أن تشحن هاتفك كي تتحدث مع الناس، وعليك أن تجد شخصًا بحوزته الطاقة الشمسية كهذا الفتى (في إشارة منه إلى وسام غبين)، حتى تتمكن من الاتصال بشبكة الإنترنت".
ووسام وقريبه علي غبين، الذي يعمل في مشروع الألواح الشمسية، هما نازحان من شمال غزة، واضطرتهما الظروف إلى الفرار نحو دير البلح وسط القطاع.
وقال علي غبين: "ندخل -الآن- يومنا الـ125 على اندلاع الحرب، ولم نشهد كهرباء على الإطلاق، وقبل ذلك كانت الكهرباء تأتينا لمدة 8 ساعات يوميًا، وكنا نستطيع تدبير أمورنا، لكن وضع الكهرباء الآن غاية في السوء".
ورغم أن أكشاك الشحن بالطاقة الشمسية تُعد بمثابة الجانب المشرق للكثيرين، فإن الطقس وارتفاع الطلب غالبًا ما يتسببان في انتظار طويل.
وفي هذا الصدد قال وسام غبين: "يتوقف عملنا على الطقس، أي أنه إذا كان الطقس مشمسًا، يمكننا حينها شحن الهواتف، لكن إذا كانت هناك أمطار أو غيوم، نتوقف على الفور".
وتابع: "والأسوأ من ذلك هو أننا نجد صعوبة في شحن هواتف الجميع بسبب وجود عدد كبير جدًا من الأشخاص ولا توجد مساحة، ومن ثم يتعين عليهم أحيانًا الانتظار حتى تُشحن هواتف الآخرين"، مؤكدًا: "الوضع الذي نضطر إلى التعايش معه غير طبيعي نهائيًا".
الألواح الشمسية
خلال السنوات الأخيرة اضطر سكان غزة إلى اللجوء للألواح الشمسية، لمواجهة انقطاع الكهرباء المتكرر، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومنذ الحصار الإسرائيلي الخانق الذي بدأ في عام 2007، لم يكن لغزة سوى وصول محدود جدًا إلى الكهرباء ولمدة 12 ساعة يوميًا في المتوسط، وهو ما تناقص منذ تصاعد وتيرة المعارك التي تدور رحاها -حاليًا- دون توقف في القطاع.
ووفق دراسة نُشرت في دورية الطاقة والاستدامة والمجتمع في عام 2022، فإن نحو 20% من الأسر التي لديها أفراد في مراحل الدراسة في غزة كانوا يعتمدون على الطاقة الشمسية.
ويمتلك قطاع غزة قرابة 12 ألفًا و400 نظام للطاقة الشمسية على الأسطح، مع وجود 655 لوحًا في مساحة لا تتجاوز ميلًا مربعًا واحدًا من المرجح أن تمثل أعلى كثافة من الألواح الشمسية على الأسطح في العالم، وفق ما ورد في تقرير صادر عن مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية سي إس آي إس (CSIS)، ومقره الولايات المتحدة الأميركية.
واستُشهِد ما يزيد على 28 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال حتى الآن خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، وفقًا لمصادر صحية محلية.
واندلعت الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول (2023) بهجوم مباغت شنه مسلحو حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على المستوطنات الإسرائيلية، ما أسفر عن مقتل نحو 1200 مستوطن إسرائيلي وأسر قرابة 250 آخرين.
موضوعات متعلقة..
- "نيوتن غزة" يستغل طاقة الرياح لتوليد الكهرباء.. هل ينقذ القطاع من الظلام؟
- الباخرة بغداد تنقل شحنة وقود عراقية إلى غزة (صور)
- الألواح الشمسية في غزة.. هل تحل أزمة نقص الكهرباء المتفاقمة؟
اقرأ أيضًا..
- أول حقل نفط بحري في السنغال يقترب من التشغيل
- تطورات سوق الغاز المسال والهيدروجين خلال 2023 في 18 رسمًا بيانيًا
- مصافي النفط في سلطنة عمان.. أبرز الأرقام والقدرات (إنفوغرافيك)