طاقة الرياح في أوروبا.. هل تتحقق الأهداف الطموحة رغم التكاليف الباهظة؟
نوار صبح
- • نجاح الحزمة سوف يتوقف على التنفيذ السلس لتدابير واضحة ودقيقة على مستوى الدولة
- • حزمة طاقة الرياح الأوروبية تدعو إلى بذل الجهو لإعادة الصناعة إلى مسارها الصحيح.
- • المفوضية الأوروبية ستتعاون مع المستثمرين لتحديد عقبات الاستثمار ومعالجتها
حدّد إعلان حزمة طاقة الرياح في أوروبا 6 ركائز رئيسة للعمل، وهي تسريع الترخيص والنشر وتحسين تصميم المزاد والوصول إلى التمويل وتوسعة تنمية المهارات ومراقبة الممارسات التجارية غير العادلة والتزامات الدول الأعضاء بشأن ميثاق طاقة الرياح الجماعي للاتحاد الأوروبي.
في أكتوبر/تشرين الأول الماضي (2023)، نشرت المفوضية الأوروبية حزمة طاقة الرياح المتضمنة 15 إجراءً فوريًا لتعزيز القدرة التنافسية لسلسلة قيمة طاقة الرياح الأوروبية، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتمثّل حزمة طاقة الرياح في أوروبا اعترافًا بالحاجة إلى بذل الجهود لإعادة الصناعة إلى مسارها الصحيح، إذ ترى مديرة المبيعات الأوروبية لدى شركة استشارات الطاقة المتجددة "كيه 2 مانجمنت" K2 Management، كريستينا فرنانديز، أن نجاح تنفيذ حزمة تدابير الاتحاد الأوروبي سيعتمد على الدول الأعضاء.
تحديات طاقة الرياح في أوروبا
قالت مديرة المبيعات الأوروبية لدى شركة استشارات الطاقة المتجددة "كيه 2 مانجمنت"، كريستينا فرنانديز: "إن التحديات تنتظرنا، وخصوصًا في تنفيذها عبر مشهد متنوع من الدول الأعضاء، ولكل منها مناطقها الجغرافية، واقتصاداتها، وبنيتها التحتية للشبكات، وتشريعاتها".
وأوضحت أنه "من أجل حماية القدرة التنافسية لأوروبا، فإن نجاح الحزمة سيتوقف على التنفيذ السلس لتدابير واضحة ودقيقة على مستوى الدولة"، وفق مقال نشرته مجلة "ويند باور منثلي" (Windpower Monthly) الشهرية المتخصصة في قطاع طاقة الرياح العالمي.
وتُظهر مبادرة أكسيل-آر إي إس Accele-RES لرقمنة عمليات إصدار التراخيص، والسيولة التي يوفرها صندوق الابتكار المقترح، على سبيل المثال، مسارات واضحة من البداية إلى النهاية.
معايير موضوعية جيدة التصميم
من المقرر تحسين تصميم المزاد من خلال "معايير موضوعية جيدة التصميم"، وستعمل المفوضية الأوروبية على "التعاون مع المستثمرين لتحديد ومعالجة العقبات التي تعترض الاستثمار".
وسيُصاغ ميثاق طاقة الرياح في أوروبا بعد "مشاركة الصناعة والتزامات الدول الأعضاء"، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وعلى الرغم من أن الوضوح في هذه التوجيهات يُعدّ أمرًا واعدًا، فإنه سيكون ضروريًا للمواءمة الفعالة على مستوى الصناعة، وهو أمر من غير المرجّح أن يحدث بسبب الشكوك المستمرة بشأن تعقيدات سلسلة التوريد والمزادات.
ويُعدّ التضخم عنصرًا حاسمًا في المعادلة، وقد تسبَّب ارتفاع تكاليف المواد والعمالة في تردد المطورين والمستثمرين بشراء مشروعات طاقة الرياح في أوروبا، حسبما قالته مديرة المبيعات الأوروبية لدى شركة استشارات الطاقة المتجددة "كيه 2 مانجمنت"، كريستينا فرنانديز.
وعلى الرغم من أن الطلب على الطاقة في حدّ ذاته ما يزال غير مرن، فإن هذه الهوامش الضيقة تتفاقم بسبب الضغوط التنافسية من الخارج - فالدول ذات العمالة الرخيصة، التي تتمتع بقدرة أكبر على الوصول إلى المواد الخام، ما تزال تشكّل خيارات جذابة.
ولا يمكن تحقيق التنفيذ العادل لأهداف حزمة طاقة الرياح في أوروبا بمجرد تصنيف الدول الأعضاء حسب مستوى نضجها في السوق مع مراعاة الاختلافات العددية، بحسب مجلة ويند باور منثلي Windpower Monthly.
وتعاني مناطق مثل بلدان الشمال الأوروبي، التي قطعت شوطًا طويلًا، نسبيًا، في رحلاتها في مجال طاقة الرياح في أوروبا، بشكل أقل من حيث التمويل، ولكنها تواجه عوائق أعلى مستوى بسبب الافتقار إلى الوضوح الحكومي بشأن المسارات المقبلة، مع تأخّر البناء في العديد من المشروعات المعلّقة.
من ناحية أخرى، شهدت بلدان أخرى، مثل ليتوانيا وإستونيا، التي يُنظر إليها عادة على أنها أقل نضجًا، نجاحًا في الآونة الأخيرة.
حذر المستثمرين
يواجه المستثمرون تكاليف أولية أعلى وأهداف طموحة فيما يتعلق بالقدرات، ويتعاملون مع فرص المشروعات بحذر متزايد من خطر جديد، وسوء التعامل مع اللوائح التنظيمية.
وأثارت الانتكاسات الملحوظة في الأسواق خارج الاتحاد الأوروبي، مثل الإخفاق الأولي لمزادات الجولة الخامسة لعقود مقابل الفروقات في المملكة المتحدة، وإلغاء شركة أورستد الدنماركية مشروعاتها في الولايات المتحدة، تساؤلات بشأن التهديد المحتمل بالخروج عن المسار بسبب الأخطاء في صنع السياسات.
ويواجه مصنّعو المعدّات الأصلية ضغوطًا لتطوير منصات أكبر حجمًا، على الرغم من أهمية تحسين المنصات الحالية.
ويمكن للمعدل السريع لهذا الابتكار وحجمه أن يفوق في كثير من الأحيان المخاوف بشأن موثوقية التكنولوجيا المستعمَلة.
وتسمح التوربينات الموحدة بإستراتيجيات تشغيل وصيانة أكثر فعالية، وتمثّل ضمانًا ضد التبني الواسع النطاق للتقنيات غير الناضجة.
أهداف طاقة الرياح الأوروبية
تهدف أوروبا إلى تصنيع ما لا يقل عن 40% من التكنولوجيا النظيفة محليًا بحلول عام 2030، وهو ما يتطلب الدراسة المتأنية لكل العوامل ذات الصلة، منطقة تلو الأخرى، والتعاون المثمر من جانب جميع أصحاب المصلحة في الصناعة.
ووسط الشكوك بشأن القدرة التنافسية للاتحاد الأوروبي في الآونة الأخيرة، فإن تحقيق زيادة في إنتاج الطاقة النظيفة يتطلب إبرام اتفاق بين جميع المشاركين في الصناعة، وهو ما يمكن أن يتضح بميثاق طاقة الرياح في أوروبا، من جانب الاتحاد الأوروبي.
وتضمن المواءمة السليمة للمصالح نجاح حزمة طاقة الرياح الأوروبية عبر العديد من الأسواق المتنوعة في القارة.
موضوعات متعلقة..
- استثمارات طاقة الرياح في أوروبا تهبط لأقل مستوى منذ 13 عامًا
- ألمانيا تقود انتعاشة طاقة الرياح في أوروبا خلال 2022
- المخاطر تلاحق طاقة الرياح في أوروبا.. و5 خطوات لحماية الصناعة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أكبر مستوردي الديزل الروسي في 2023.. السعودية والمغرب بالقائمة
- وحدة أبحاث الطاقة: السيارات الكهربائية محاطة بالأزمات.. والصين تحتل عرش المبيعات
- البطاريات الشمسية تنقذ الكهرباء في أفريقيا بـ6 مشروعات جديدة