إعلان ملامح أول محطة طاقة نووية خاصة في بريطانيا
4 مفاعلات صغيرة تنتج 1.5 غيغاواط من الكهرباء
دينا قدري
ظهرت ملامح أول محطة طاقة نووية خاصة في بريطانيا، بعد الكشف عن اختيار موقع البناء وعدد المفاعلات ونوعها، والموعد المتوقع للتشغيل.
وأعلنت شركة وستنغهاوس إلكتريك الأميركية (Westinghouse Electric) توقيع اتفاقية مع شركة كوميونيتي نيوكلير باور البريطانية (Community Nuclear Power)، تضعها على المسار الصحيح لنشر أول أسطول مفاعلات معيارية صغيرة في بريطانيا بتمويل خاص.
وأشادت الشركة الأميركية بهذه الخطوة بوصفها مهمة في جعل الطاقة النووية حقيقة واقعة، مع توقع التشغيل التجاري بحلول أوائل ثلاثينيات القرن الحالي.
وبحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، ينص الاتفاق على بناء 4 مفاعلات معيارية صغيرة في منطقة شمال تيسايد بشمال شرق إنجلترا، إذ تشهد المنطقة تنمية صناعية واقتصادية كبيرة، ما يؤدي إلى زيادة الطلب على الكهرباء الموثوقة والخالية من الكربون.
وتعمل كوميونيتي نيوكلير باور -أيضًا- مع شركاء إستراتيجيين، لتطوير موقع مرخص بالكامل للمشروع، مع تحديد هدف عام 2027.
تفاصيل أول محطة طاقة نووية خاصة
ستركب 4 مفاعلات معيارية صغيرة على الضفة الشمالية لنهر تيس بموجب المخطط، لإنتاج 1.5 غيغاواط من الكهرباء التي تكفي لإنارة نحو مليوني منزل، دون مشاركة دافعي الضرائب لأول مرة في تاريخ بريطانيا، وفق ما رصدته منصة الطاقة، نقلًا عن صحيفة "التليغراف" (The Telegraph).
والهدف هو بدء التشغيل بحلول أوائل ثلاثينيات القرن الحالي، ما يعني أن محطة الكهرباء يُمكن أن تكون قيد التشغيل قبل محطة "هينكلي بوينت سي" قيد الإنشاء الآن في سومرست، وقبل مدّة طويلة من إنشاء محطة "سايزويل سي"، المخطط لها على ساحل سوفولك، وكلتاهما مدعومة من الدولة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة كوميونيتي نيوكلير باور، بول فوستر: "يجمع هذا المشروع بين تكنولوجيا وستنغهاوس التي أثبتت جدواها وسلسلة التوريد الناضجة مع خبرتنا العميقة في تنفيذ البرامج النووية، في منطقة تعمل على تحويل مشهدها الصناعي.. يسعدنا أن نعمل مع وستنغهاوس لدعم النشر الخاص في شمال تيسايد".
ومن جانبه، توجه رئيس قطاع أنظمة الطاقة في شركة وستنغهاوس، ديفيد دورهام، بالشكر إلى شركة كوميونيتي نيوكلير باور "على هذه الفرصة الهائلة لتقديم تقنية المفاعلات المعيارية الصغيرة المتقدمة والمثبتة إلى سوق المملكة المتحدة"، وفق ما جاء في بيان صحفي، اطّلعت عليه منصة الطاقة.
وأوضح أن مفاعلات الشركة "مناسبة بصورة مثالية، ليس فقط لدعم توليد الكهرباء وإنما أيضًا للمواقع الصناعية لتوليد كهرباء نظيفة وآمنة، والقدرة على إنتاج الهيدروجين، والوقود الاصطناعي، وتحلية المياه، والتدفئة".
ورحّب متحدث باسم وزارة أمن الطاقة والحياد الكربوني بـ"مساعي كوميونيتي نيوكلير باور لدعم المفاعلات المعيارية الصغيرة، التي تُعد حيوية لتحقيق طموحنا للوصول إلى ما يُقدر بنحو 24 غيغاواط من الطاقة النووية بحلول عام 2050".
وتابع: "سيساعد إحياؤنا النووي على توفير كهرباء أرخص وأكثر نظافة وأكثر أمانًا للعائلات والشركات في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وقد أطلقنا مؤخرًا مشاورة لتشجيع المزيد من الاستثمار الخاص في المشروعات النووية المتقدمة".
الطاقة النووية في بريطانيا
تعتزم شركة كوميونيتي نيوكلير باور، إعلان المشروع رسميًا، إذ أوضح متحدث باسم الشركة أن الإعلان أصبح وشيكًا.
وأضاف: "لدينا موقع والمفاعلات جاهزة، ولا نبحث عن دعم حكومي أو دافعي الضرائب. سيُمول المخطط من القطاع الخاص".
وتحدثت خريطة الطريق النووية التي أطلقتها الحكومة الشهر الماضي عن آفاق المفاعلات المعيارية الصغيرة، قائلة: "على عكس المفاعلات النووية التقليدية التي تُبنى في الموقع، فإن المفاعلات المعيارية الصغيرة أصغر حجمًا، ويُمكن تصنيعها في المصانع، ويُمكن أن تغير طريقة بناء محطات الكهرباء من خلال جعل البناء أسرع وأقل تكلفة".
ومع ذلك، قال عمدة تيس فالي، اللورد هوشن، إن العقبة الرئيسة هي القواعد التي وضعتها الحكومة بشأن الطاقة النووية الجديدة، محذرًا من أن هناك "نقصًا في الوضوح" حول نظام التصميم والتفتيش في المملكة المتحدة للمفاعلات الجديدة.
وأضاف: "ستوفر محطة الطاقة النووية الجديدة كهرباء منخفضة الكربون للصناعات المحلية، بما في ذلك استعمالها لإنتاج الهيدروجين لتزويد الشركات الكيميائية المحلية وغيرها بالوقود".
ويقول اللورد هوشن: "لقد كانت تيسايد مثالًا نموذجيًا على الاضمحلال في مرحلة ما بعد الصناعة، لكن الطاقة النووية الجديدة، جنبًا إلى جنب مع تصنيع الهيدروجين، واحتجاز الكربون وغيرها من التقنيات الجديدة، ستعمل على إحياء المنطقة بأكملها".
دعم حكومي لمحطات الطاقة النووية
في سياقٍ متصل، خصصت حكومة المملكة المتحدة مبلغًا إضافيًا قدره 800 مليون جنيه إسترليني (نحو مليار دولار أميركي) لمحطة طاقة نووية مخطط لها، وفق ما رصدته منصة الطاقة، نقلًا عن صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times).
وهذا يعني أن الحكومة خصصت حاليًا 2.5 مليار جنيه إسترليني (3.15 مليار دولار)، لتمهيد الطريق لمحطة سايزويل سي للطاقة النووية المقترحة في سوفولك بجنوب شرق إنجلترا، ارتفاعًا من 1.7 مليار جنيه إسترليني سابقًا.
يأتي ذلك في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة البريطانية وصندوق التنمية الأوروبي جمع ما يُقدر بنحو 20 مليار جنيه إسترليني (25.2 مليار دولار) من مستثمرين خارجيين في هيئة ديون وأسهم لبناء مشروع سايزويل سي.
ويجري تطوير مشروع سايزويل سي من قبل شركة كهرباء فرنسا (EDF)، ومن المقرر اتخاذ قرار الاستثمار النهائي في وقت لاحق من العام الجاري (2024).
ويقارن إنفاق حكومة المملكة المتحدة البالغ 2.5 مليار جنيه إسترليني (3.15 مليار دولار) على مشروع سايزويل سي بنحو 700 مليون جنيه إسترليني (881.94 مليون دولار) التي تعهدت بها شركة كهرباء فرنسا للمشروع في عام 2022، ما يعني أن الحكومة أصبحت المساهم الأكبر.
ومن المفترض أن تكون محطة سايزويل سي ثاني محطة للطاقة النووية من الجيل التالي تُطور في بريطانيا، بعد محطة هينكلي بوينت سي، التي تبنيها شركة كهرباء فرنسا في سومرست.
ومن المقرر أن تبدأ محطة هينكلي بوينت سي توليد الكهرباء في يونيو/حزيران 2027، لكن الشركة الفرنسية حذرت من وجود خطر احتمال تأخيرها لمدة 15 شهرًا.
موضوعات متعلقة..
- موطن أول محطة طاقة نووية في العالم يستضيف منتدى دوليًا
- أول محطة طاقة نووية في تركيا تحصل على الموافقة لبدء التشغيل
- هل تنفذ روساتوم أول محطة طاقة نووية في الجزائر؟ (خاص)
اقرأ أيضًا..
- هبوط قوي بأرباح شركات النفط الكبرى في 2023 (إنفوغرافيك)
- ألمانيا توقع أول صفقة لاستيراد الغاز الجزائري عبر خطوط الأنابيب
- شبكة خطوط أنابيب الهيدروجين في أوروبا قد تتجاوز 31 ألف كيلومتر (تقرير)
- أزمة السيارات الكهربائية في أميركا.. هيرتز تكشف ثاني ضحاياها بعد تيسلا