تقارير النفطالتقاريررئيسيةنفط

شركات خدمات حقول النفط تتوقع زيادة الاستثمارات رغم التحديات

إيمان محمود

في عالم يشهد تقلبات متزايدة وتحديات متنوعة، تقف كبرى شركات خدمات حقول النفط على أرض صلبة، متحدية العوائق قصيرة الأمد من ضعف الطلب والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة، ومتفائلة بشأن مستقبل الحفر خارج حدود أميركا الشمالية، مع التركيز على الحفر البحري.

هذه الشركات، بقيادة عمالقة مثل شركتي إس إل بي (SLB) المعروفة سابقًا باسم شلمبرجيه، وهاليبرتون (Halliburton)، ترى في الأفق طفرة مستدامة في الحفر الدولي والبحري، تعد بتوسعات وفرص نمو لسنوات مقبلة.

كما تتجه الشركات نحو تعزيز حضورها العالمي خاصة بعدما شهدت السوق الأميركية عمليات دمج لشركات في قطاع النفط الصخري، بقيادة شركتي إكسون موبيل (ExxonMobil) وشيفرون (Chevron)، الأمر الذي سيقلل عدد الشركات المنتجة، لكنها ستكون أكبر حجمًا، وبالتالي ستزيد فرص التوسع الدولي.

وبعد التعافي من آثار جائحة كورونا، تحافظ شركات خدمات النفط على مستويات إنفاق "متحفظة"، مفضلة الحفاظ على قوة التسعير عبر تجنب التوسع الكبير في الأصول، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

هذه الإستراتيجية، إلى جانب الطفرة في الطلب من منتجي النفط البحري والشركات الوطنية في الشرق الأوسط وآسيا، تعزز التدفقات النقدية، ما يمكّن شركات خدمات حقول النفط من زيادة عائدات المساهمين بصورة ملحوظة.

نمو وتفاؤل

في هذا السياق، تتوقع شركة خدمات حقول النفط إس إل بي استثمارات بحرية عالمية تفوق 100 مليار دولار، من قرارات الاستثمار الخارجي خلال العام الجاري 2024 والعام المُقبل 2025، بالإضافة إلى تسجيل أعلى إيرادات في العام الماضي 2023.

وأكدت الشركة أن الاستثمارات طويلة الأجل في المنطقة، ما زالت غير مرتبطة بالتقلبات قصيرة الأجل لمستويات الأسعار، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

قال الرئيس التنفيذي للشركة أوليفييه لو بوش: "رغم استمرار التوترات الجيوسياسية في مناطق عدة، فإننا لا نتوقع أي تأثير كبير في عملنا خلال عام 2024"، بحسب آرغوس ميديا (Argus Media).

عمال إحدى شركات الخدمات النفطية
عمال شركة "إس إل بي" في أحد مواقع استخراج النفط - الصورة من (The Guardian)

وتشهد شركة الخدمات النفطية نموًا ملحوظًا في إيراداتها الدولية، مدفوعًا بالنشاط في الشرق الأوسط وآسيا، بالإضافة إلى أوروبا وأفريقيا.

ورغم تباطؤ النشاط في أميركا الشمالية، تتفاءل الشركة بفضل محفظتها التكنولوجية التي تدعم نمو الإيرادات في المناطق البرية في الولايات المتحدة وخليج المكسيك.

ولم يختلف موقف شركة هاليبرتون كثيرًا، إذ ترى أن شركات خدمات حقول النفط ما زالت تشهد طلبًا في ظل الحاجة المتزايدة لها.

ويقول الرئيس التنفيذي للشركة جيف ميللر، إن "العملاء في حاجة إلى المزيد من الخدمات لتطوير مواردهم، ومن بين هذه الخدمات الحفر الجانبي في أميركا الشمالية، وحفر خزانات صغيرة الحجم في الحقول الناضجة، أو الحفر البحري في المياه العميقة".

ورغم توقعات الشركة بزيادة محدودة في حجم إنفاق شركات خدمات حقول النفط، فإنها رجحت حالة من النمو المستدام مستقبلًا.

تحذيرات

على الرغم من النمو الواعد لشركات خدمات حقول النفط، تقف شركة بيكر هيوز الرائدة في المجال على أرض حذرة مع تقديمها رؤية متحفظة.

وسلطت الشركة الضوء على مخاوف توقعات الطلب، إذ تشير إلى مخاطر متزايدة مع الإفراط في الإنتاج خارج حدود تحالف أوبك+.

وحذر الرئيس التنفيذي للشركة، لورينزو سيمونيلي، من أن مسألة نمو الطلب تظل "المجهول الأكبر" في عام 2024، مشددًا على أن تجاوز الإنتاج للطلب قد يدفع أوبك+ لمواصلة خفض إنتاجه، ما يعيد رسم خريطة خطط التطوير.

ومع خفض توقعات النمو في الإنفاق الخارجي إلى نطاق متواضع على الحفر واستكمال الآبار، تعيد الشركة تقييم آفاق النمو، متنبئة بفترة من الركود في نشاط أميركا الشمالية خلال النصف الأول من العام 2024.

وأوضحت شركة خدمات حقول النفط أن الأسباب هي: تقلبات أسعار السلع، وتوحيد القطاع، والطبيعة المرنة لتطورات النفط الصخري مقابل التقليدي، ما يضيف تحديات أخرى أمام الشركة.

وتبرز مسألة أخرى تثير القلق، وهي تعليق الحصول على تصاريح مشروعات الغاز المسال الجديدة في الولايات المتحدة، ما يضيف إلى الغموض الذي يكتنف مستقبل الصناعة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق