رئيسيةأسعار النفطنفط

ارتفاع أسعار الوقود في أوروبا وآسيا لن يستمر رغم توترات البحر الأحمر (تقرير)

أسماء السعداوي

سجلت أسعار الوقود في أوروبا وآسيا صعودًا كبيرًا بسبب توترات البحر الأحمر الذي تمر من خلاله 12% من حركة التجارة العالمية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

آخر وأبرز الحوادث التي هزّت السوق العالمية كان استهداف الناقلة "مارلين لواندا" (Marlin Luanda) يوم 26 يناير/كانون الثاني الجاري (2024) بصاروخ أطلقه مسلّحو جماعة الحوثي في اليمن؛ ما أدى لاشتعال النيران بها.

وكانت الناقلة التي استأجرتها شركة تجارة السلع ترافيغورا (Trafigura) تنقل شحنة من النافثا الروسية إلى سنغافورة، وبعد الحادث قالت الشركة، إنه لا توجد أيّ من سفنها تمر حاليًا بالبحر الأحمر، وأنها تقيّم المخاطر الأمنية لمرور سفنها بالطريق المتوتر.

وأعلن الحوثيون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل بغية الضغط على الأخيرة لوقف حربها على غزة؛ ما دفع الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف عسكري باسم "حارس الازدهار" لاستهداف مواقع الحوثيين داخل اليمن.

وفي هذا الصدد، يقول محلل شؤون الطاقة والسلع الآسيوية، كلايد راسل، إن التأثير الرئيس لتصاعد حدّة التوترات في الشرق الأوسط والتهديدات للسفن المارة بالبحر الأحمر، ليس في أسعار النفط الخام، وإن أسعار الوقود المكرر هي الأكثر عرضة للأخطار.

وبينما يرى أن ارتفاع أسعار الوقود هو "ردّ فعل متوقع" للتوترات الحالية وما نجم عنها من ارتفاع تكاليف الشحن، فإن هذا الاتجاه لن يستمر طويلًا كما حدث في أسواق الطاقة بعد غزو روسيا أوكرانيا في أوائل 2022.

أسباب ارتفاع أسعار الوقود

الهجوم بصاروخ على الناقلة مارلين لواندا قبل أيام أكد المخاطر التي تعتري شحنات المشتقات النفطية المكررة بين أسواق آسيا وأوروبا، وفق ما ذكره المحلل كلايد راسل في مقال له، نشرته وكالة رويترز.

بعد ذلك الحادث، أجرت أسواق الوقود في آسيا وأوروبا تقييماتها الخاصة، التي أسفرت عن ارتفاع حادّ لهوامش أرباح إنتاج الوقود، مثل الديزل والبنزين.

اشتعال النيران بالناقلة مارلين لواندا
اشتعال النيران بالناقلة مارلين لواندا - الصورة من "تانكر تراكر"

وارتفع هامش ربح إنتاج برميل البنزين الذي يُنتَج منه الديزل ووقود الطائرات، في مصفاة سنغافورية عادية بنسبة 18% عند الإغلاق يوم أمس الإثنين 29 يناير/كانون الثاني، إلى 25.58 دولارًا للبرميل، ارتفاعًا من 21.68 دولارًا عند إغلاق يوم 26 يناير/كانون الثاني.

كما ارتفعت هوامش الأرباح لأعلى مستوياتها منذ 3 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم (2023) يوم أمس الإثنين، في أكبر زيادة بالنسبة المئوية ليوم واحد خلال 3 أشهر.

كما ارتفعت هوامش إنتاج برميل بنزين أوكتان 92 من خام برنت في سنغافورة بنسبة 7.4% إلى 16.45 دولارًا، وهو أعلى مستوى في 5 أشهر.

وعلى الجانب الآخر في أوروبا، ارتفع هامش تكرير الديزل لأعلى مستوى له في شهرين، إلى 32.85 دولارًا للبرميل يوم أمس الإثنين، من 30.84 دولارًا للبرميل سابقًا.

هل يستمر ارتفاع أسعار الوقود؟

يقول كاتب المقال كلايد راسل، إن القفزة في أسعار الوقود هي ردّ فعل متوقع على الهجوم على ناقلة النافثا مارلين لواندا، لكنه تساءل بشأن ما إذا كانت هوامش الأرباح "مبررة" في ضوء ظروف السوق الحالية.

وشبّه راسل ديناميكية ارتفاع أسعار الوقود حاليًا بما حدث في أسواق الطاقة إثر الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022.

في ذلك التوقيت، ارتفعت أسعار النفط الخام والمشتقات المكررة والفحم الحراري والغاز المسال، في ظل مخاوف من اضطرابات واسعة النطاق قد تتعرض لها الإمدادات القادمة من روسيا التي نبذتها دول الغرب، ثم عاقبتها بحظر الواردات، وفرضت سقف أسعار النفط الروسي.

لكن الأسعار انخفضت إلى مستويات ما قبل الغزو في غضون أشهر، بعدما وجدت الأسواق طرقًا لإدارة التدفقات التجارية الجديدة، وامتصت الصين والهند معظم إنتاج روسيا من النفط الخام والفحم والغاز المسال الذي كان يتوجه سابقًا إلى المشترين الأوروبيين وإلى اليابان وكوريا الجنوبية.

وبناءً على ذلك السيناريو، يرى الكاتب أن التهديد الحالي الذي يواجه حركة الشحن في البحر الأحمر ليس بمقدار الاضطرابات نفسها التي سببها غزو أوكرانيا، ولذلك، فمن المحتمل أن تتمكن السوق من التكيف بسرعة معقولة.

وسيكون التأثير الرئيس لاضطرابات حركة الملاحة في البحر الأحمر في ارتفاع تكاليف الشحن؛ لأن الناقلات ستغير دفّتها باتجاه طريق رأس الرجاء الصالح، وهي رحلة أطول من استعمال البحر الأحمر وقناة السويس.

وإذا تجنبت الناقلات المرور بطريق البحر الأحمر لمدة طويلة، فمن المحتمل أن ترتفع أسعار الوقود في آسيا وأوروبا، لكن تلك الأسعار ربما تعكس الزيادة في تكاليف الشحن، كما ستنخفض علاوة المخاطر الحالية.

الديزل الأميركي

الكاتب كلايد راسل
الكاتب كلايد راسل - الصورة من وكالة رويترز

يتوقع كلايد راسل أن ترتفع صادرات الديزل الأميركي إلى أوروبا، في حين إن الوقود المكرر قد يتجه إلى آسيا والأميركتين، وليس أوروبا.

وبالفعل، ظهر هذا التوجه في التدفقات التجارية خلال يناير/كانون الثاني الجاري؛ إذ أظهرت بيانات شركة تحليلات البيانات كبلر (Kpler) أن صادرات الديزل الأميركي إلى أوروبا بلغت 9.29 مليون برميل، أو نحو 36% من إجمالي واردات أوروبا.

يمثّل ذلك ارتفاعًا من نسبة 31% في ديسمبر/كانون الأول المنصرم (2023)، كما أنها أعلى بكثير من معظم شهور 2023، عندما كانت تحوم حول 15 و20%.

في المقابل، انخفضت صادرات الديزل الأسيوية إلى أوروبا في يناير/كانون الثاني إلى 12.85 مليون برميل، نزولًا من 22.93 مليون برميل في ديسمبر/كانون الأول، لكن صادرات الديزل الأسيوية إلى الأميركتين ارتفعت إلى 2.19 مليون برميل في يناير/كانون الثاني من 440 ألفًا في ديسمبر/كانون الأول.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق