تعليق صادرات الغاز المسال الأميركي يواجه انتقادات من شركات الطاقة العالمية
أحمد بدر
وجه قيادات ورؤساء تنفيذيون إلى شركات الطاقة العالمية انتقادات حادة لقرار وقف تصاريح محطات تصدير الغاز المسال الأميركي الجديدة، الذي اتخذه الرئيس جو بايدن، معتبرين أنه يؤدي إلى "تآكل الثقة في الصناعة".
وحذر الرئيس التنفيذي لشركة "شل" (Shell) العالمية متعددة الجنسيات وائل صوان، من الإضرار بصناعة الغاز المسال، التي أصبحت واحدة من ركائز النظام العالمي للطاقة، إذ إن القرار لا يؤثر بالضرورة في الإمدادات على المدييْن القصير والمتوسط، وإنما يضر الثقة على المدى الطويل، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
يشار إلى أن شركة شل -التي تعد واحدة من كبريات شركات الطاقة العالمية، وهي أكبر شركة لشحن الغاز المسال بعد شركة قطر للطاقة- تراهن بقوة على الطلب على الغاز، إذ تتوقع أن يستمر في النمو حتى في حال تراجع استهلاك أنواع الوقود الأحفوري الأخرى.
انتقادات شركات الطاقة العالمية
قال الرئيس التنفيذي لشركة شل وائل صوان، إن الرئيس الأميركي جو بايدن يضيف بقراره إلى سلوك شركة "فنشر غلوبال" في عدم احترام العقود مع المشترين الرئيسين، وهو ما يبدأ في إثارة مزيد من الأسئلة بشأن استقرار إمدادات الغاز المسال الأميركية.
من جانبها، عدت المديرة المالية لشركة إكسون موبيل الأميركية (Exxon Mobil) كاثي ميكيلز، أن قرار وقف تصاريح محطات تصدير الغاز المسال الأميركي قد يضر بجهود إبعاد الدول عن الفحم، وفق ما نقلته عنها صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times) البريطانية.
وأضافت ميكيلز: "يعني هذا أن هناك كميات أقل من الغاز الطبيعي المنتج في الولايات المتحدة، التي يمكن إتاحتها لتحل محل الفحم حول العالم، وهو أمر سيئ"، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
يشار إلى أن شركة إكسون موبيل تبني محطة للغاز المسال بقيمة 10 مليارات دولار في ولاية تكساس الأميركية، التي من المتوقع أن تكون جاهزة للعمل ابتداء من عام 2025، إلا أن المحطة حصلت بالفعل على التصاريح المطلوبة، قبل أن يتخذ بايدن قرار وقف تصاريح محطات تصدير الغاز المسال الأميركي.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد وضع قارة أوروبا في موقف حرج، بعدما علّق الموافقة على مشروعات قد تزيد صادرات الغاز المسال الأميركي إليها، وهي الخطوة التي تهدد اقتصاد القارة العجوز، الساعية للاستغناء عن الغاز الروسي.
لا يجب تسييس الطاقة
واصلت شركات الطاقة العالمية انتقاداتها للقرار، إذ قال المدير المالي لشركة شيفرون (Chevron) الأميركية بيير بريبر، إن موقف شركته يتلخص في أن الطاقة لا يجب تسييسها، إذ إن العالم في حاجة الآن إلى طاقة نظيفة وموثوقة بأسعار معقولة.
وأضاف: "تصدير الغاز المسال الأميركي مفيد للولايات المتحدة، فهو يخلق فرص عمل، ويسهم في تحقيق توازن تجاري، وهو ما يفيد بدوره الحلفاء الباحثين عن مصادر للطاقة، وكذلك يفيد البيئة، لأنه في كثير من الأحوال يحل محل الفحم".
وعلى الرغم من أن شركة شيفرون الأميركية لا تملك بنية تحتية للغاز المسال داخل الولايات المتحدة فإنها ترتبط باتفاقيات لشراء الإمدادات التي من المقرر تشغيلها خلال السنوات المقبلة، بما في ذلك محطة "سي بي تو" (CP2) التابعة لشركة فينشر غلوبال، التي لم تحصل على الموافقة حتى الآن.
ويرى الخبراء أن قرار وقف تصاريح محطات تصدير الغاز المسال الأميركي يأتي بصفته محاولة من جانب الرئيس جو بايدن، لكسب دعم الناخبين المهتمين بشؤون المناخ في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويؤيد نشطاء المناخ داخل الولايات المتحدة وجهة نظر تقول إن المحطات التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات تُسهم في المحافظة على استمرار الاعتماد على الوقود الأحفوري لعقود من الزمن، في حين يحاول بايدن استرضاءها من خلال قراره.
يُشار إلى أن أوروبا أصبحت تعتمد على الغاز المسال الأميركي بصورة كبيرة، ليحل محل الغاز الروسي المنقول عبر الأنابيب، إذ صدرت واشنطن نفسها بصفتها منقذًا للأوروبيين من أيدي الطاقة الروسية، منذ غزو أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
موضوعات متعلقة..
- وحدة أبحاث الطاقة: وقف مشروعات الغاز المسال الأميركية يؤذي أوروبا.. وهذا دور قطر والجزائر
- صادرات الغاز المسال الأميركية كلفت المستهلكين 111 مليار دولار.. ما القصة؟
- تعليق صادرات الغاز المسال الأميركي من المحطات الجديدة.. بايدن يقلب الطاولة على أوروبا
اقرأ أيضًا..
- أكبر 5 صفقات نفطية في يناير 2024 تشهد صدارة جزائرية
- خبير بريطاني يدعو للعودة إلى الفحم والغاز لحماية بلاده من الأعداء
عدد محطات توليد الكهرباء في البحرين يشهد قفزة كبيرة