تكلفة أهداف الطاقة النظيفة "غير واقعية".. والبدائل الانتقالية خيار أنسب
مثل الغاز والسيارات الهجينة
هبة مصطفى
رغم واقعية أهداف الطاقة النظيفة التي تشهد اتفاقًا عالميًا يشبه الإجماع، فإن تكلفتها الهائلة تشكّل عائقًا أمام نشر آلياتها وتنفيذها حسب الحصص المطلوبة؛ ما يؤدي في نهاية الأمر إلى كونها "غير كافية" لتلبية الطلب.
وشكّك بعضهم بجدوى هذه الأهداف في ظل التقدير غير الواقعي للتكلفة، أو حتى مدى توافرها، سواء فيما يتعلق بتأهيل شبكات وأنظمة الكهرباء للتعامل مع مصادر الطاقة المتجددة، أو حتى نشر السيارات الكهربائية المخفضة لانبعاثات النقل.
ويُعتقد أن حجم خسائر بعض كبريات شركات طاقة الرياح، وصعوبة افتراض التحول التام والكامل للسيارات الكهربائية، قد يكون دلالة على صعوبة تنفيذ الأهداف المناخية، رغم واقعيتها والحاجة البيئية المُلّحة لها، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وربما لم تكن التكلفة العائق الوحيد أمام نشر أهداف الطاقة النظيفة، رغم أنها التحدي الأبرز، إذ خاض بعض المستهلكين تجارب سيئة لتطبيقات هذه الأهداف كانت كفيلة بتجنّب الشريحة المتبقية لها.
تقديرات غير واقعية
أخذت غالبية حكومات الغرب على عاتقها الالتزام بأهداف الطاقة النظيفة، وسارعت سلطات الدول المعنية إلى إعلان إسهاماتها الوطنية والتعهدات وتوجيهات الصناعات والشركات.
ويبدو أن هذه الحكومات لم تدرس جيدًا تكلفة خفض الانبعاثات الكربونية، وكان يتعين عليها أولًا الاستعانة بخبراء المجال لتقييم إمكان تحمّل التكلفة الواقعية لذلك.
وفضلت الحكومات تحميل كبريات الشركات الصناعية ومزوّدي الطاقة مسؤولية تنفيذ هذه الأهداف، حسب مقال للكاتب الصحفي دومينيك لوسون، المنشور بصحيفة الديلي الميل (Daily Mail).
وبدلًا من وضع الساسة وصنّاع القرار أمام الواقع الفعلي، اضطرت بعض الشركات وأصحاب المشروعات -تحت ضغط حزم الدعم والإعانات المقدمة- إلى تأكيد إمكان تنفيذ طموحات الطاقة النظيفة رغم عدم واقعية تقدير هذه التكلفة، ما أخّر ظهور عدد من المشروعات إلى النور.
واللافت للنظر أن الحكومات لم تضع نصب أعينها ما سيلحق بالمستهلك جراء التقدير "غير الواقعي" لتكلفة تنفيذ الالتزامات المناخية، إذ يتعين على دافعي الضرائب والفواتير إنفاق المزيد والمزيد لتوفير فارق التكلفة.
وكانت هيئة البنية التحتية التابعة للحكومة البريطانية قد خصصت تريليوني جنيه إسترليني لتنفيذ أهداف الحياد الكربوني بحلول 2050، في حين إن بناء نظام كهرباء متصل بالشبكة يلائم مصادر الطاقة المتجددة يكلّف وحده 3 تريليونات جنيه.
الغاز أكثر أمانًا
ربما يجعل التقدير غير الواقعي للتكلفة من أهداف الطاقة النظيفة خيارًا غير مفضل، للمستهلك أو لأصحاب الشركات والمُصنّعين على حدّ سواء.
وفجّر الرئيس السابق لعملاقة تصنيع توربينات الرياح شركة سيمنس الألمانية، جو كيزر، مفاجأة بتأكيده أن الغاز مصدر طاقة أكثر أمانًا وأقل تكلفة، مقارنة بمصادر الطاقة المتجددة، طبقًا لما نقله عنه كاتب المقال.
وبنى كيزر وجهة نظره بعدما خسرت الشركة 4 مليارات جنيه إسترليني خلال العام الماضي 2023، نظرًا لما عانته مشروعات الرياح البحرية في المملكة المتحدة من عثرات.
(الجنيه الإسترليني = 1.27 دولارًا أميركيًا).
ويُشير ذلك إلى أكذوبة انخفاض تكلفة أهداف الطاقة النظيفة، إذ قال كيزر: "أهداف الحياد الكربوني واقعية، لكنها تحتاج إلى تكلفة عالية".
ولم يكن لصناعة السيارات اتجاه يختلف عن طاقة الرياح البحرية، واتفق رئيس شركة تويوتا اليابانية لتصنيع السيارات "أكيو تويودا" مع رؤية الرئيس السابق لسيمنس.
حقيقة سوق السيارات
يعدّ التحول للسيارات الكهربائية ضمن الركائز الأكبر لتلبية أهداف الطاقة النظيفة؛ لما تؤديه من دور في خفض انبعاثات قطاع النقل، لكن تحميل التكلفة -إمّا للمُصنعين أو المستهلك- دفع تويوتا لإرجاء اقتحام هذا المضمار، مقارنة بنظيراتها من الشركات الأخرى.
وأكد أكيو تويودا أن الافتراض بإمكان التحول العالمي الكامل للاعتماد على السيارات الكهربائية "غير واقعي".
وللدلالة على ذلك، تَصدَّر طراز تويوتا الهجين لسيارة تعمل بالبنزين والكهرباء معًا مبيعات العام الماضي 2023، ببيع 9.2 مليون سيارة.
وتوقّع تويودا أن تشكّل مبيعات السيارات الكهربائية 30% من إجمالي مبيعات سوق السيارات العالمية على أقصى تقدير إذ إن اختيارات العملاء والمستهلكين هي المتحكمة في مسار أهداف الطاقة النظيفة، وليس التقديرات الجزافية.
ويُشير حجم مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا وأميركا والمملكة المتحدة إلى الاتجاه ذاته، إذ تشهد تراجعًا عن مبيعات السنوات السابقة، بعدما ظهرت عيوب جسيمة بعد استهلاك هذه السيارات، من بينها حرائق البطاريات، ما يضيف إلى تكلفتها المزيد من الأعباء.
وتسعى الحكومة البريطانية إلى تجنّب تراجع المبيعات عبر إقرار تشريعات وفرض قيود، من بينها إجبار الشركات المُصنّعة على بيع سيارات كهربائية فقط بحلول عام 2035، وتوسعة نطاق حصة تصنيعها إلى 80% من إجمالي السيارات التي تنتجها الشركات.
موضوعات متعلقة..
- قفزة باستثمارات الطاقة النظيفة في 2023.. والصين تستحوذ على 38%
- 5 ولايات أميركية تعزز أهداف الطاقة النظيفة في توليد الكهرباء
- استثمارات الطاقة النظيفة عالميًا قد ترتفع إلى 5.6 تريليون دولار بحلول 2030
اقرأ أيضًا..
- مشترو الغاز المسال في آسيا يبحثون عن بدائل أميركا.. و3 دول عربية بالمقدمة
- إنتاج الهيدروجين الأخضر في السعودية.. إمكانات وتكلفة أرخص من أوروبا (دراسة)
- أرامكو السعودية توقف خطة زيادة إنتاج النفط لـ13 مليون برميل يوميًا
المقال غير دقبق
.. انظر الى غابات مراوح طاقة الرياح في كل اوروبا.. انظر الى سخنات المياه الشمسية المنتشرة في دول اوروبا المتوسطية...
لان سعر الطاقة الاحفورية منخفض جدا ومدعوم في الدول النفطية ..فيبدو ان اسعار الطاقة البديلة مرتفع.
ميزة السيارات الكهربلئية بساطة الصيانة فلم تعد تحتاج كرنك شافت وبستوني وما يلزم لها من شبكة تزييت وتبريد.. فالمحرك الكهربائي به عدد اثنان من المدحرجات البسيطة...