تقارير النفطرئيسيةنفط

صناعة التكرير الروسية في خطر.. توقف مصفاة يخفض صادرات النفط ومشتقاته

أسماء السعداوي

منذ بداية العام الجديد، تعرّضت صناعة التكرير الروسية لعدة نكسات إنتاجية؛ ومنها حرائق وحوادث؛ ما تسبب في تراجع إنتاج الوقود والصادرات، وهو ما يؤجج مخاوف سوق النفط العالمية من نشوب أزمة جديدة تُضاف إلى توترات البحر الأحمر المستعرة حاليًا.

وفي مطلع هذا الشهر، وقع حادث داخل وحدة للتكسير التحفيزي لإنتاج البنزين في مصفاة نورسي التابعة لشركة لوك أويل الروسية (Lukoil) والتي تعالج نحو 17 مليون طن من النفط سنويًا (340 ألف برميل يوميًا)، بحسب البيانات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقاد الإنتاج المنخفض لمصفاة نورسي، تراجع معدلات التكرير الروسية إلى 5.5 مليون برميل يوميًا من النفط الخام خلال المدة بين 11 و17 يناير/كانون الثاني، نزولًا من 38 ألف برميل يوميًا في ديسمبر/كانون الأول 2023.

كما أعلن نائب رئيس الوزراء ألكساندر نوفاك، بلوغ هدف خفض صادرات النفط الخام ومشتقاته بمقدار 500 ألف برميل يوميًا، خلال شهر يناير/كانون الثاني الجاري.

مصفاة نورسي

أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي، مساء السبت 27 يناير/كانون الثاني (2024)، أن عمليات الصيانة في رابع أكبر مصافي التكرير الروسية (نورسي) قد تستمر لمدة تتراوح بين شهر وشهر ونصف الشهر على الأقل، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.

وقال نوفاك: "تقيّم الشركة (لوك أويل) الحلول التقنية للإصلاح، وتقيم إمكان إصلاح المعدات سريعًا، هذا سيحدد الوقت المستغرق. هذا سيتراوح بين 1 و1.5 شهرًا على الأقل".

نائب رئيس الوزراء الروسي ألكساندر نوفاك
نائب رئيس الوزراء الروسي ألكساندر نوفاك - الصورة من رويترز

لكن تصريحات من داخل الصناعة أشارت إلى أن الحادث أصاب وحدتين وليس واحدة وفق رواية شركة لوك أويل، وأن إحدى الوحدتين قد خرجت تمامًا من الخدمة، كما أن أعمال الصيانة ستستمر حتى نهاية شهر مارس/آذار المقبل (2024).

وقالت شركة لوك أويل في 4 يناير/كانون الثاني إنها أوقفت إحدى وحدات مصفاتها نورسي التي تبعد 430 كيلومترًا إلى الشرق من العاصمة موسكو، بعد "حادث" لم تكشف عن الكثير من التفاصيل بشأنه.

وأثار ذلك مخاوف بشأن شح إمدادات البنزين في روسيا، وخاصة بعدما كشفت تقارير إعلامية النقاب عن أن الحكومة تدرس فرض حظر لصادرات الوقود الروسي، على غرار ما حدث في خريف 2023 المنصرم.

إنتاج البنزين

في 15 يناير/كانون الثاني الجاري، قالت مصادر إن "نورسي" إحدى أكبر المصافي بصناعة التكرير الروسية ربما تخفض إنتاج البنزين عالي الأوكتان بسبب الحادث.

وبحسب أحد المسؤولين، فقد اضطرت "لوك أويل" لشراء البنزين من السوق من أجل محطات الوقود الخاصة بها.

وقال مسؤول: "الانهيار خطير.. سيكون هناك تخفيض في إنتاج بنزين 95 و98 هذا الشهر".

بدورها، قالت وزارة الطاقة إنها تعمل مع منتجي النفط الآخرين لضمان عدم تقطع إمدادات الوقود بالسوق المحلية خلال مدة الصيانة.

ووفق بيانات صناعية، لدى روسيا مخزون من البنزين يُقدر بـ1.982 مليون طن، وهو ما سيحول دون حدوث أزمة شح الإمدادات بالسوق المحلية.

محطة وقود تابعة لشركة لوك أويل
محطة وقود تابعة لشركة لوك أويل - الصورة من وكالة أسوشيتد برس الأميركية

تراجع إنتاج الوقود

يقول نائب رئيس الوزراء الروسي ألكساندر نوفاك، إن روسيا حققت في يناير/كانون الثاني هدف الخفض الطوعي لصادرات النفط والمشتقات بمقدار 500 ألف برميل يوميًا.

وتعهدت روسيا بخفض صادرات النفط الخام والمشتقات بمقدار 500 ألف برميل يوميًا خلال الربع الأول من 2024، مقارنة بالمتوسط خلال شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران 2023.

كما تعهدت باستمرار خفض إنتاج الخام بمقدار 500 ألف برميل يوميًا حتى نهاية العام (2024) مقارنة بمتوسط شهر فبراير/شباط 2023.

وتراجع إنتاج صناعة التكرير الروسية بصورة متزايدة بسبب حادث مصفاة نورسي، وفق ما جاء في تقرير نشرته وكالة بلومبرغ وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وعالجت المصافي الروسية 5.5 مليون برميل يوميًا من النفط الخام بين يومي 11 و17 يناير/كانون الثاني، نزولًا من 11 ألف برميل يوميًا في المتوسط خلال أول 10 أيام من الشهر نفسه.

كما تقل معدلات التشغيل (بين 11 و17 يناير/كانون الثاني) كثيرًا عن 38 ألف برميل يوميًا المسجلة في ديسمبر/كانون الأول 2023.

وعادةً ما تشهد قدرات مصافي النفط الروسية ضغطًا متزايدًا خلال أشهر الشتاء بسبب ارتفاع الطلب الموسمي على الديزل وزيت الوقود.

لكن الأضرار التي لحقت بمصفاة نورسي خفضت إنتاج البنزين، وهو ما قاد إلى تراجع في المتوسط الكلي لإنتاج البنزين الروسي.

وتراجعت قدرات التكرير في المصفاة الواقعة بمنطقة فولغا بأكثر من 51 ألف برميل يوميًا بين 11 و17 يناير/كانون الثاني.

وسجل متوسط معدلات التكرير الروسية خلال أول 17 يومًا من الشهر 5.51 مليون برميل يوميًا.

وتحمل معدلات التكرير أهمية حاسمة؛ لأنها إلى جانب صادرات الخام المنقولة بحرًا تُعد مؤشرًا رئيسًا لتقييم إنتاج النفط الروسي بعدما حظرت الحكومة الإفصاح عن بيانات الإنتاج الرسمية بعد العقوبات الغربية بسبب غزو أوكرانيا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق