التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةوحدة أبحاث الطاقة

قدرة تصنيع الطاقة الشمسية قد تتجاوز 1.3 تيراواط.. وفائض المعروض يهدد الصناعة

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • المنافسة تسهم في خفض أسعار مكونات الطاقة الشمسية
  • الصناعة تنشط بصورة ملحوظة بعد تعرضها لأزمة في عامي 2017 و2021
  • فائض قدرة الطاقة الشمسية وتراجع الأسعار يهدد الشركات الأقل كفاءة
  • تنويع سلاسل توريد الطاقة الشمسية ضروريًا ولكنه يشتمل تكاليف إضافية

تشهد قدرة تصنيع الطاقة الشمسية عالميًا نموًا مطردًا بقيادة الصين، ما أسهم في انخفاض أسعار المكونات الكهروضوئية بصورة قياسية، وسط المنافسة بين المصنعين، الأمر الذي قد يهدد العديد من الشركات الصغيرة.

وأوضح تقرير حديث -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أن المنافسة الشرسة بين الشركات المصنعة للطاقة الشمسية الكهروضوئية أدت إلى فائض في المعروض، ما أسهم في انخفاض أسعار الوحدات بنسبة 50% تقريبًا خلال العام الماضي (2023).

وتشير المشروعات قيد الإنشاء إلى أن قدرة تصنيع الطاقة الشمسية عالميًا ارتفعت خلال العام الماضي بمقدار 330 غيغاواط، لتصل إلى 800 غيغاواط، وهو ما يعادل 3 أمثال المستوى المسجل في عام 2021.

وكانت القدرة التصنيعية العالمية للطاقة الشمسية الكهروضوئية قد ارتفعت في عام 2022 بنسبة 80%، أو ما يعادل 200 غيغاواط.

توقعات قدرة تصنيع الطاقة الشمسية عالميًا

من المتوقع أن تصل قدرة تصنيع الطاقة الشمسية العالمية إلى ما يتجاوز 1.1 تيراواط خلال العام الجاري (2024)، لتواصل الصعود إلى 1.3 تيراواط في عام 2028، وفق تقديرات حديثة صادرة عن وكالة الطاقة الدولية.

وتأتي الطفرة الملحوظة في صناعة الطاقة الكهروضوئية وتوقعات استمرارها، بعد تعرض سلاسل التوريد لأزمة منذ عام 2017، نتيجة عدم القدرة على تصنيع البولي سيليكون المستعمل في الطاقة الشمسية.

وبرزت الأزمة بصورة واضحة في عام 2021، نتيجة تراجع الاستثمارات في تصنيع مادة البولي سيليكون، وتعرّض أحد أكبر المصانع لحريق أدى إلى نقص عالمي في تلك المادة ليتضاعف سعرها 3 مرات، وهو ما دفع أسعار الوحدات الكهروضوئية في ذلك الوقت إلى الارتفاع بصورة غير مسبوقة.

محطة طاقة شمسية
محطة طاقة شمسية - الصورة من الوكالة الدولية للطاقة المتجددة

وفي عام 2023، قدّرت وكالة الطاقة تضاعف الطاقة الإنتاجية لمادة البولي سيليكون في الصين أكثر من 3 مرات مقارنة بمستوى عام 2021.

بينما من المتوقع أن تكون صناعة رقائق السيليكون الأقل نموًا في سلاسل توريد الطاقة الشمسية عالميًا خلال العام الجاري (2024)، ولكن من المستبعد حدوث نقص في توفيرها، إذ تفوق القدرة التصنيعية الطلب المتوقع بصورة كبيرة.

ومن المتوقع أن تشهد الصين معظم الزيادات في قدرة تصنيع الطاقة الشمسية عالميًا حتى عام 2028، بعدما عززت الشركات الصينية استثماراتها خلال العامين الماضيين مع المخاوف المتعلقة بأمن الطاقة التي زادت منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، بالإضافة إلى طموحات الطاقة النظيفة.

استثمارات تصنيع الطاقة الشمسية

شهد عاما 2022 و2023 إعلان العديد من مشروعات تصنيع الطاقة الشمسية الكهروضوئية خارج الصين ومنطقة آسيان (دول جنوب شرق آسيا)، بدعم من الحوافز التي تقدمها الهند والولايات المتحدة.

وفي الولايات المتحدة، تركز نصف المشروعات على تجميع وحدات الطاقة الشمسية الكهروضوئية فقط، والنصف الباقي يتوزع بالتساوي مع عناصر الصناعة الأخرى من رقائق السيليكون وخلافه.

مصنع للطاقة الشمسية
مصنع للطاقة الشمسية - الصورة من رويترز

وتوقعت وكالة الطاقة أن تلبي قدرة تصنيع الطاقة الشمسية في أميركا الشمالية نحو 35% من الطلب بالمنطقة بحلول عام 2028، وفقًا للاستثمارات المخطط لها.

بينما من المتوقع أن تتجاوز القدرة التصنيعية للخلايا الشمسية في الهند الطلب المحلي بصورة كبيرة بحلول عام 2028، الأمر الذي يدعم فرص البلاد للتصدير إلى الخارج، إلا أن الاكتفاء الذاتي من الطاقة الشمسية بصفة عامة سيبلغ 50% فقط نتيجة تأخر استثمارات البولي سيليكون.

وعلى النقيض، تشهد دول الاتحاد الأوروبي وضعًا متراجعًا، نتيجة عدم كفاية السياسات الداعمة لصناعة الطاقة الكهروضوئية، بالتوازي مع انخفاض الطلب اللازم لتشجيع الصناعة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وفي مقابل ذلك، من المتوقع أن تجذب تركيا أغلب استثمارات الطاقة الشمسية في أوروبا، بدعم من الحوافز التي توفرها البلاد وتكاليف التصنيع المنخفضة.

وبناءً على ذلك، فإن أوروبا قد تحقق 10% فقط من الاكتفاء الذاتي، رغم الطموحات التصنيعية لديها، لتظل أكبر سوق مستوردة للطاقة الشمسية، على أن تكون الصين المورد الرئيس لها.

ورغم كل ما سبق ومنها خطط تطوير قدرة تصنيع الطاقة الشمسية الكهروضوئية غير المسبوقة في أميركا والهند، يرى التقرير أنه من غير المتوقع تحسن التنويع الجغرافي للصناعة خلال مدة القياس (2023-2028) نتيجة خطط الاستثمارات الضخمة في الصين.

وتقدر وكالة الطاقة، أن الصين سوف تنتج وحدها بحلول عام 2028، نسبة 90% من الرقائق، و85% من البولي سيليكون والخلايا، و75% من الوحدات.

تراجع الأسعار يهدد الصناعة

تحذّر وكالة الطاقة من تسبب فائض قدرة تصنيع الطاقة الشمسية وانخفاض أسعار الوحدات في زيادة التحديات المالية أمام الشركات المصنعة الأقل كفاءة، مع احتمال إلغاء مشروعات التصنيع.

محطة طاقة شمسية
محطة طاقة شمسية - الصورة من رويترز

وأوضحت الوكالة الدولية أن الشركات الصينية السبب الرئيس وراء انخفاض أسعار الوحدات، مع تمتعها بكفاءة عالية في تكاليف الإنتاج، وفق التقرير، الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

ورغم أن تنويع سلاسل توريد الطاقة الشمسية ضروريًا لتخفيف التركيزات العالمية الكبيرة في بعض المناطق، فإنه يشتمل أيضًا على تكاليف إضافية للحكومات والمستهلكين.

وعلى سبيل المثال، ترتفع تكلفة تصنيع وحدة كهروضوئية من البولي سيليكون في الهند مقارنة بالصين بنسبة 10%، وبنسبة 30% أعلى في الولايات المتحدة، و60% أعلى في الاتحاد الأوروبي مقارنة بالصين.

وأرجع التقرير ذلك الاختلاف إلى ارتفاع تكاليف الاستثمار والعمالة والكهرباء، بالإضافة إلى تراجع مستويات الإنتاج، متوقعًا أن تنمو تلك الزيادات مقارنة بالصين بحلول عام 2028 بنسبة 70% في الهند، و100% في الولايات المتحدة، و140% في الاتحاد الأوروبي.

وبناءً على ذلك، من المتوقع أن تبلغ تكلفة استبدال تصنيع محلي بواردات الطاقة الشمسية القادمة من الصين خلال المدة 2023-2028 نحو 12 مليار دولار في الولايات المتحدة، و8 مليارات دولار في الاتحاد الأوروبي والهند.

ومع ذلك، يظل التصنيع المحلي الأكثر فائدة لاقتصاد الدول، لأنه يؤدي إلى توفير فرص عمل وتحفيز الابتكار وتعزيز أمن الإمدادات وخلافه.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق