السعودية وأوبك+ أنقذا أسعار النفط من الانخفاض 20 دولارًا.. ما القصة؟
أحمد بدر
عندما أعلنت السعودية وعدد من دول تحالف أوبك+ بدء تطبيق الخفض الطوعي لإنتاج النفط، خلال النصف الأول من العام الماضي (2023)، كان الهدف هو الحفاظ على استقرار الأسواق، وتحريرها من أيدي المضاربين والتجار، ولكن انعكاس الأمر على الأسعار ما زال محيرًا.
يوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن هناك إشكالية كبيرة وشائعة، وهي أنه عندما أعلنت المملكة التخفيض الطوعي الأول في مارس/آذار 2023، كتبت بعض وسائل الإعلام، وخاصة "بلومبرغ"، بنوع من السخرية أن الخفض السعودي فشل.
ولكن، وفق ما صرح به الحجي، فإن التعليق نفسه كان فاشلًا؛ لأن الهدف في الأصل أن يكون التخفيض استباقيًا لمنع الأسعار من الانخفاض.
جاء ذلك خلال حلقة من برنامجه "أنسيات الطاقة"، قدّمها بعنوان "هجمات الحوثيين على السفن وناقلات النفط.. وآثارها اللوجستية والاقتصادية والمالية"، على منصة "إكس".
الأهداف الحقيقية للخفض الطوعي
يقول مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، إن بلومبرغ أخطأت في الفهم، وكذلك أخطأت لاحقًا في معنى الخفض الطوعي لإنتاج النفط الذي طبّقته السعودية ودول عديدة ضمن تحالف أوبك+.
وأضاف: "علينا أن ندرك أنها منعت الانخفاض، أو منعت انخفاضًا أكبر؛ إذ إنه دون التخفيضات الطوعية من جانب بعض دول أوبك+، لكانت الأسعار الآن في الستينيات، ومن ثم نعم، السعودية لها أثر كبير، وقد يتجاوز أثر التخفيض 7 أو 8 دولارات، أو حتى 10 دولارات".
"كان من المفترض لأسعار النفط أن تكون في الستينيات بدلًا من السبعينيات حاليًا، وبالنسبة للأزمة السياسية الشيء نفسه أيضًا، ترتفع الأسعار بحدود دولارين أو 3 دولارات".
هكذا قال الدكتور أنس الحجي، متابعًا: "هذا يختلف تمامًا عن هجمات ضخمة مثل التي حصلت على أرامكو في سبتمبر/أيلول 2019، والتي دمرت جزءًا من الطاقة الإنتاجية ورفعت الأسعار بنحو 20 دولارًا للبرميل".
وأشار إلى أنه لا يوجد اليوم أي دمار لأي طاقة إنتاجية على الإطلاق، وكل ما هنالك هو زيادة المخاطرة من جهة، وزيادة وقت الدوران حول أفريقيا من جهة أخرى.. هذا يؤدي إلى ارتفاع خفيف في الأسعار، وليس ارتفاعًا كبيرًا، لذلك يتعين على الجميع النظر إلى الجانب الآخر، لإدراك أن الأسعار ليست في الستينيات؛ فهي تدور حاليًا بين 77 و80 دولارًا، وذلك بفضل السعودية ودول أوبك+.
الخفض الطوعي لإنتاج النفط
في ديسمبر/كانون الأول 2023، أكدت السعودية وروسيا ضرورة التزام كل الدول الأعضاء في أوبك+ بسياسة الإنتاج، التي أقرّها التحالف في آخر اجتماعاته، بهدف دعم استقرار أسواق النفط.
وجاء خلال بيان مشترك، في نهاية زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المملكة، أن البلدين يتعاونان بشكل وثيق في إطار تحالف أوبك+، مع استمرار المشاورات بينهما، لخدمة مصالح المنتجين والمستهلكين.
يشار إلى أن الرياض وموسكو كانتا قد عمّقتا تخفيضات الإنتاج الطوعية، من قِبل دول تحالف أوبك+ البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا، خلال الربع الأول من العام الجاري (2024)، والعمل على مواصلتها حتى النصف الأول إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
وأشار البيان المشترك إلى زيارة بوتين للرياض، واستقباله من جانب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان؛ إذ استعرضا العلاقات التاريخية والإستراتيجية، وسبل تطويرها، مع تبادل وجهات النظر حول الأوضاع الإقليمية والدولية.
موضوعات متعلقة..
- مدير وحدة أبحاث الطاقة: إنتاج دول أوبك سجل أكبر انخفاض منذ 2020.. وهذا دور السعودية (صوت)
- بيان من السعودية وروسيا حول أوبك+ وتخفيضات إنتاج النفط (صور)
- أنس الحجي: دول أوبك والسعودية تأخذان زمام الأمور بالأسواق العالمية (صوت)
اقرأ أيضًا..
- خبير: صراع البحر الأحمر يمهد لأهداف خفية.. وأميركا تقتحم المنطقة الملتهبة
- هل تتأثر صادرات النفط السعودي بتوترات البحر الأحمر؟.. رئيس أرامكو يجيب
- توليد الطاقة الحرارية الأرضية من مكامن البراكين