التقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

حجم إنتاج السعودية من النفط في 2024 وتأثيراته عالميًا (تقرير)

سامر أبو وردة

يستمر إنتاج السعودية من النفط في 2024 بالقرب من 9 ملايين برميل يوميًا، حتى نهاية الربع الأول من العام الجاري، في 31 مارس/آذار المقبل.

وكانت المملكة قد أعلنت، في نوفمبر/تشرين الثاني (2023)، ببيان صحفي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه، تمديد خفضها الطوعي، البالغ مليون برميل يوميًا، الذي بدأ تطبيقه في شهر يوليو/تموز من العام نفسه، حتى نهاية الربع الأول من العام الجاري (2024).

وحينها، قال مصدر مسؤول في وزارة الطاقة، إن إنتاج السعودية من النفط في 2024 سيبلغ 9 ملايين برميل يوميًا، حتى نهاية مارس/آذار 2024، وستُعاد كميات الخفض الإضافية هذه تدريجيًا، وفقًا لظروف السوق.

وأشار إلى أن هذا الخفض يُضاف إلى الخفض الطوعي لإنتاج النفط، البالغ 500 ألف برميل يوميًا، والذي سبق أن أعلنته المملكة في أبريل/نيسان 2023، والممتد حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2024.

تأثير خفض الإنتاج في 2023

بلغ حجم التخفيضات الطوعية الإضافية المعلنة من السعودية و7 دول في تحالف أوبك+ نحو 2.193 مليون برميل يوميًا، وفق البيانات التي أصدرتها الدول بعد اجتماع يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

ومن المقرر أن يبلغ إنتاج السعودية من النفط في 2024 نحو 9 ملايين برميل يوميًا، حتى نهاية مارس/آذار، بينما كميات الخفض الإضافية ستُعاد تدريجيًا، وفقًا لظروف السوق.

وأوضحت تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن إنتاج أوبك من النفط الخام بلغ أعلى مستوياته في 2023 خلال شهري مارس/آذار، وأبريل/نيسان 2023، فوق 34 مليون برميل يوميًا، قبل بدء التخفيضات الطوعية من الدول الأعضاء في مايو/أيار، ليبدأ الإنتاج في الهبوط، مسجلًا 33 مليونًا في ديسمبر/كانون الأول.

إنتاج السعودية من النفط في 2024

وقدّرت وحدة أبحاث الطاقة انخفاض متوسط إنتاج منظمة أوبك من النفط الخام إلى 28.12 مليون برميل يوميًا في 2023، ليشهد الهبوط الأول في 3 سنوات، تماشيًا مع سياسة خفض الإمدادات من جانب الدول الأعضاء.

كان إنتاج السعودية الأكثر تأثيرًا في تغييرات إنتاج منظمة أوبك خلال عام 2023، خاصة أنها كانت في صدارة التخفيضات الطوعية للإمدادات من حيث الكمية، كما أنه من المتوقع أن يتواصل تأثير الخفض الطوعي لإنتاج السعودية من النفط عام 2024 في أسواق النفط، لا سيما فيما يخص منظمة أوبك وتحالف أوبك+.

وبدأ إنتاج النفط في المملكة عام 2023 عند 10.295 مليون برميل يوميًا، ليسجّل حتى نهاية الربع الثالث من 2023 انخفاضًا بنسبة 6.9%، نتيجة للخفض الطوعي لإنتاج للنفط الخام بمقدار 500 ألف برميل يوميًا -بدءًا من شهر مايو/أيار، والممتد حتى نهاية العام الجاري 2024- بالإضافة إلى الخفض الطوعي البالغ مليون برميل يوميًا بدءًا من شهر يوليو/تموز 2023، والذي يستمر حتى نهاية مارس/آذار المقبل.

إنتاج السعودية من النفط في 2024 وأثره عالميًا

قرّر وزراء تحالف دول أوبك+ تعديل شهر الأساس على مدار العام الحالي 2024، الذي تُحسب من خلاله حصص إنتاج النفط الخام، سواء بالخفض أو الزيادة، ما سبّب تباينًا واضحًا في حصص إنتاج الدول الأعضاء، وخاصة إنتاج السعودية من النفط في 2024.

وفي أعقاب هذا الإعلان، تراجعت أسعار النفط بشكل ملحوظ، في أول أيام عام 2024، لتُتَداوَل عند 76 دولارًا للبرميل، بعد ارتفاع مؤقت فوق الـ 80 دولارًا، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي هذا الإطار، رجّح مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي تعرُّض سوق النفط في 2024 لظروف صعبة، لأسباب سياسية واقتصادية مركبة.

وأضاف، في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، أن هناك مشكلة كبيرة في توقعات وكالة الطاقة لنمو الطلب بمقدار 1.1 مليون برميل يوميًا، في الوقت الذي تتوقع فيه نمو الإنتاج خارج دول أوبك بمقدار 1.2 مليون برميل.

مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن هذا يعني أن دول خارج أوبك ستفي بكل الزيادة في الطلب العالمي، ولا حاجة إلى أن ترفع دول أوبك الإنتاج بأيّ صورة من الصور.

من جانبه، يتوقع كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة أومود شوكري، أن يكون للتخفيضات الطوعية لدول تحالف أوبك+ تأثير كبير في أسعار النفط خلال الربع الأول من 2024.

كما توقّع شوكري أن يُسهم هذا الالتزام في مسار تصاعدي لأسعار النفط، وتابع: "توقّع محلّلو الصناعة أنه إذا التزم أعضاء أوبك+ بتعهداتهم، فمن المحتمل أن ترتفع أسعار النفط إلى 80-90 دولارًا للبرميل عام 2024".

بدوره، يرى محلل أسواق النفط بالشرق الأوسط في منصة آرغوس ميديا المتخصصة في الطاقة، نادر إیتیّم، أن أسعار النفط ستظل في النطاق الحالي عند 80 دولارًا للبرميل، أو أقلّ، خلال الربع الأول من 2024.

وقال إیتیّم، إن الأمر الوحيد غير المعروف الذي قد يؤدي إلى بدء ارتفاع الأسعار هو المخاطر الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وإذا استمرت الأمور في التصعيد، كما نرى في البحر الأحمر، على سبيل المثال، فقد يتغير هذا الأمر".

وكان الدكتور أنس الجي قد أشار إلى أن إنتاج دول خارج أوبك سيفي بكل متطلبات نمو الطلب، وذلك بالنظر إلى التوقعات المختلفة الخاصة بأسواق النفط في 2024 والطلب عليه، سواء من جانب وكالة الطاقة الدولية أو أوبك وإدارة معلومات الطاقة الأميركية.

أوبك

وأضاف: "يجب الالتزام بالحصص الإنتاجية، وبالتخفيضات، ما يعني -إذا كانت الأرقام صحيحة- أن تخفيض إنتاج السعودية من النفط في 2024، وروسيا وحلفاؤهما، الذي ينتهي في الربع الأول من العام، يجب تمديده حتى نهاية العام".

يشار إلى أن تقرير موازنة السعودية 2024 كان قد كشف توقعات بأن يبلغ بند الإيرادات الأخرى، الذي يشمل الإيرادات النفطية والأرباح من استثمارات الحكومة، ومبيعات السلع والخدمات، بالإضافة إلى الجزاءات والغرامات، نحو 812 مليار ريال (216.4 مليار دولار)، بانخفاض نسبته 3.5%، مقارنة بما كان مُتوقعًا تحقيقه في 2023.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق