تقارير النفطالتقاريرسلايدر الرئيسيةنفط

واردات الصين من النفط في 2023 تسجل مفاجآت.. و5 دول عربية بالقائمة

أسماء السعداوي

شهدت واردات الصين من النفط خلال عام 2023 المنصرم ارتفاعًا قياسيًا في أحجام الشحنات، مع تغيرات بارزة طرأت على قائمة أكبر 10 مصدرين إلى أكبر مشترٍ للنفط في العالم.

ووفق أحدث البيانات الجمركية التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة، استقبلت بكين ما إجماليه 563.99 مليون طن من النفط خلال 2023، أي 11.28 مليون برميل يوميًا.

(طن النفط الروسي = 7.3 برميلًا)

وحلّت روسيا على رأس قائمة مصدري النفط إلى الصين، لتتخطى المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم، في تحدٍّ واضح للعقوبات الغربية على موسكو في أعقاب غزو أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.

ورغم التوترات السياسية، ارتفعت واردات الصين من النفط الأميركي في 2023 بنسبة 81.1%.

ووصلت إلى بكين شحنات من 5 دول عربية هي السعودية والعراق وسلطنة عمان والإمارات والكويت.

النفط الروسي إلى الصين

بعد حظر واردات أوروبا من النفط الروسي، فرضت دول الغرب بقيادة الولايات المتحدة سقف أسعار على صادرات النفط الروسي عند 60 دولارًا في نهاية عام 2022، في إطار حزمة عقابية واسعة تستهدف تحجيم قدرات تمويل خزينة الكرملين في حربه على أوكرانيا.

وفي المقابل، انتقمت روسيا بقرار حظر تصدير النفط ومشتقاته إلى الدول التي فرضت سقف أسعار، ليجد النفط الروسي ضالته في أسواق الصين والهند بصورة رئيسة.

وكانت الحسومات المغرية السبب الرئيس وراء زيادة شحنات النفط الروسي إلى الصين في 2023، وهو ما دفع الأخيرة صاحبة ثاني أكبر تعداد سكاني في العالم بعد الهند إلى الإقبال بشراهة على الشراء، للاستفادة من فارق الأسعار.

عامل داخل مصفاة نفط صينية
عامل داخل مصفاة نفط صينية - الصورة من صحيفة "تشاينا ديلي"

وبعدما نبذه كثيرون حول العالم، جرى تداول النفط الروسي بحسومات كبيرة، مقارنة بالأسعار العالمية خلال معظم أوقات عام 2023، وفق ما جاء في تقرير نشرته وكالة رويترز.

ودعّم تهافت مصافي التكرير الصينية والروسية على شراء النفط الروسي سعر خام إسبو الروسي، ليرتفع سعره متجاوزًا حدود السقف السعري، في ظل توافر خيارات شحن وتأمين بديلة للتحايل على العقوبات.

وتشير بيانات الجمارك الصينية إلى أن روسيا صدّرت 107.02 مليون طن من النفط الخام إلى الصين، أي 2.14 مليون برميل يوميًا، وهو ما يضع موسكو على رأس قائمة الموردين بفارق كبير عن السعودية ودولة العراق اللتين حلتا في المركز الثاني والثالث.

وفي ديسمبر/كانون الأول (2023) وحده، استوردت بكين 9.56 مليون طن من النفط الروسي.

النفط السعودي إلى الصين

كانت السعودية أكبر مصدر للنفط إلى الصين، إلا أن حجم صادرات الدولة الخليجية انخفض بنسبة 1.8% إلى 85.96 مليون طن خلال 2023، بفارق كبير عن روسيا التي انتزعت الصدارة من الرياض.

وفي ديسمبر/كانون الأول، بلغ حجم صادرات النفط السعودي إلى الصين 5.98 مليون طن.

يوضح الرسم البياني أدناه -أعدته منصة الطاقة المتخصصة- حجم صادرات النفط والمشتقات السعودية في 2023:

صادرات النفط السعودية في 2022

وبحسب مصادر تجارية، جرى بيع خام إسبو الروسي -تسليم ديسمبر/كانون الأول 2023- بسعر أقل عن سعر برميل خام برنت القياسي بمقدار يتراوح بين 20 و50 سنتًا للبرميل.

في المقابل، رفعت السعودية سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف في يوليو/تموز، وهو ما حدا ببعض مصافي التكرير إلى البحث عن شحنات أرخص ثمنًا.

وقررت شركة أرامكو السعودية رفع أسعار بيع النفط السعودي من الخام العربي الخفيف رسميًا إلى عملائها في آسيا، بمقدار 45 سنتًا، لترتفع إلى 3 دولارات للبرميل فوق متوسط أسعار سلطنة عمان/دبي.

ثم أعلنت السعودية وروسيا خفض إنتاج النفط وصادراته.

وفي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت السعودية تمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط بمقدار مليون برميل يوميًا حتى نهاية الربع الأول من 2024 الجاري.

كما قالت روسيا، إنها سترفع مقدار خفض صادراتها النفطية خلال العام الجاري إلى 500 ألف برميل يوميًا ارتفاعًا من 300 ألف برميل يوميًا سابقًا.

واردات الصين من النفط العربي

بلغ إجمالي صادرات النفط العراقي إلى الصين خلال 2023، 59.26 مليون طن، وفي ديسمبر/كانون الأول وحده 5.12 مليون طن.

وصدّرت سلطنة عمان 39.14 مليون طن من النفط إلى الصين في 2023، وفي ديسمبر/كانون الأول شحنت 3.94 مليون طن.

كما بلغ إجمالي صادرات الإمارات 41.81 مليون طن، وفي ديسمبر/كانون الأول 3.63 مليون طن.

وبلغ حجم صادرات النفط الكويتي إلى الصين في 2023، 24.53 مليون طن، وفي ديسمبر/كانون الأول 1.91 مليون طن.

النفط الفنزويلي والإيراني

يستعمل مشترو النفط الروسي المنطقة البحرية الواقعة قبالة سواحل ماليزيا، بوصفها نقطة عبور للنفطين الفنزويلي والإيراني الخاضعيْن لعقوبات أميركية.

وقفزت الصادرات التي يُقال إن منشأها ماليزيا بنسبة 53.7% في 2023، إلى 54.79 مليون طن، وفي ديسمبر/كانون الأول 4.64 مليون طن.

ولم تعلن الصين رسميًا وصول شحنات من النفط الفنزويلي في ديسمبر/كانون الأول، رغم تخفيف حدة العقوبات على كاراكاس في أكتوبر/تشرين الأول بعد اتفاق بين إدارة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مع المعارضة السياسية في البلد اللاتيني.

كما وصلت بكين شحنات من النفط البرازيلي والأنغولي، بنحو 37.74 مليون طن، و30.02 مليون طن على الترتيب.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق