آخر مصنع لإنتاج الوحدات الشمسية في ألمانيا ينهار أمام الهيمنة الصينية
محمد عبد السند
- تخمة واردات الخلايا الشمسية الصينية تهدد ألمانيا.
- الواردات الصينية من الألواح الشمسية تغرق السوق الأوروبية.
- وكالة الطاقة الدولية تحذر من هيمنة الصين على سلسلة إمدادات الطاقة الشمسية العالمية.
- أدت الصين دورًا فعالًا في تقليل تكاليف الطاقة الشمسية بجميع أنحاء العالم.
- صانعو السياسات لا يخلقون منافسة عادلة في سوق الطاقة الشمسية الأوروبية.
بات آخر مصنع لإنتاج الوحدات الشمسية في ألمانيا قاب قوسين أو أدنى من أن يغلق أبوابه بسبب المعروض الزائد من الألواح الشمسية الصينية في القارة العجوز؛ ما يشل قدرته على التنافسية أمام نظرائه في البلد الآسيوي.
ويهدد هذا الأمر، وفق تقارير رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، بخروج الشركات المصنّعة لهذه التقنيات النظيفة في أوروبا من دائرة المنافسة مع نظيراتها الصينية التي تستحوذ على نصيب الأسد من الحصة السوقية في القارة.
وحذّر القائمون على صناعة الطاقة الشمسية في أوروبا من أن التخمة في واردات الألواح الألواح الشمسية من الصين قد دفعت بعض المصنّعين في القارة إلى حافة الإفلاس؛ ما يقوّض مساعي الاتحاد الأوروبي لتعظيم الإنتاج المحلي من تلك التقنيات الخضراء.
تهديدات بالغلق
قالت شركة ماير بيرغر (Meyer Burger) المالكة لآخر مصنع لإنتاج الوحدات الشمسية في ألمانيا إنها ربما تضطر إلى غلق مقرها الكائن في فرايبيرغ بسبب آثار تشوهات السوق في أوروبا، والتي تُعزى بوجه عام إلى تخمة الواردات الصينية من الخلايا الشمسية رخيصة التكلفة، بحسب ما ورد في بيان منشور على الموقع الرسمي للشركة.
وقالت الشركة ومقرها سويسرا، هذا الأسبوع، إنها -وبينما تقود نمو أعمالها في الولايات المتحدة الأميركية- تستعد لغلق وحدتها الإنتاجية بألمانيا في إطار خُطة تستهدف من خلالها تقليص الخسائر التي تتكبدها إيراداتها في الاتحاد الأوروبي.
وتقول الشركة التي تلامس خسائرها ما لا يقل عن 126 مليون فرنك سويسري (220 مليون دولار أميركي) إن خطتها الحالية ترتكز على غلق مصنعها في فرايبيرغ في بداية شهر أبريل/نيسان (2024)، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويمثل آخر مصنع لإنتاج الوحدات الشمسية في ألمانيا كذلك أكبر مصنع لإنتاج الوحدات الشمسية في أوروبا، وسيؤثر غلقه الوشيك سلبًا في قرابة 500 موظف، وفق ما نشرته منصة رينيو إيكونومي (RenewEconomy) المتخصصة في شؤون الطاقة.
تبرير القرار
تقول ماير بيرغر إن زيادة حادة في السعة الإنتاجية إلى جانب القيود التجارية المفروضة بوساطة الهند والولايات المتحدة الأميركية، قادت إلى سعة كبيرة في المعروض، و"تشويه غير مسبوق" في سوق الطاقة الشمسية الأوروبية خلال العام المنصرم (2023).
وقالت الشركة إن انسحابها من آخر مصنع لإنتاج الوحدات الشمسية في ألمانيا من شأنه أن "يعزز اعتماد القارة العجوز على وارداتها الآتية من الصين"، وهو ما يجعل التحول إلى الطاقة الشمسية في الاتحاد الأوروبي أقل تأثرًا في المستقبل.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة ماير برغر غونتر إرفورت: "كنا نود أن نتجنب قرار غلق وحدتنا الإنتاجية في ألمانيا، والذي كان قد دخل حيز التشغيل قبل 3 سنوات"، في تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف إرفورت: "ما دام أن صانعي السياسات والقوانين لا يخلقون منافسة عادلة رغم إعلانهم ذلك مرارًا؛ فإننا نستعد لإعادة هيكلة في ألمانيا".
التركيز على أميركا
تقول ماير بيرغر إن القرار النهائي ذا الصلة بخطط إعادة هيكلة آخر مصنع لإنتاج الوحدات الشمسية في ألمانيا سيتعين اتخاذه بحلول النصف الثاني من العام الجاري (2024)، في تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضافت أنه وبينما سيقف تصنيع الوحدات الشمسية؛ سيستمر إنتاج الخلايا الشمسية في المانيا لدعم عملية تحديث إنتاج الوحدات في الولايات المتحدة الأميركية.
وفي هذا الصدد قال إرفورت: "التركيز –حاليًا- على النمو في السوق الأميركية الجذابة، وهو ما يساعد على تحقيق ربحية عالية".
وتابع: "في الولايات المتحدة، بمقدورنا أن نستغل مكانتنا التقنية الرائدة.. لبناء أعمال مربحة، ومن ثم منح المستثمرين لدينا آفاقًا إيجابية".
على صعيد متصل قال الرئيس التنفيذي لشركة ماير برغر غونتر إرفورت: "توسيع الأعمال في الولايات المتحدة الأميركية يتقدم بوتيرة سريعة في الوقت الراهن، كما هو مُخطط له، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل إنتاج الوحدات الشمسية في مدينة غوديير بولاية آريزونا خلال الربع الرابع من عام 2024".
وتسلط معضلة غلق آخر مصنع لإنتاج الوحدات الشمسية في ألمانيا الضوء على جسامة التحديات التي تواجهها سلاسل إمدادات الطاقة الشمسية العالمية، والتي أصبحت تعتمد بدرجة متزايدة على الصادرات الآتية من الصين، وفق بيانات وكالة الطاقة الدولية، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
قلق من الصين
خلال العام قبل الماضي (2022)، أصدرت وكالة الطاقة الدولية تحذيرًا من أن هيمنة الصين الشاملة على سلسلة إمدادات الطاقة الشمسية العالمية تشكل تهديدًا مباشرًا للتحول السلس إلى الحياد الكربوني، في دراسة هي الأولى من نوعها من قبل الوكالة.
وقدر تقرير وكالة الطاقة الدولية الصادر بشأن سلاسل الإمدادات العالمية للطاقة الشمسية حصة الصين الحالية في جميع مراحل التصنيع الرئيسة للألواح الشمسية بأكثر من 80%، مشيرًا إلى أنه بالنسبة للمكونات الرئيسية مثل البولي سيليكون والرقائق، كانت حصة الصين في طريقها للزيادة إلى أعلى من 95%.
وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، في ذلك الوقت: "أدت الصين دورًا فعالًا في تقليل تكاليف الطاقة الشمسية بجميع أنحاء العالم، مع فوائد متعددة للتحول إلى الطاقة النظيفة".
وأوضح بيرول: "في الوقت نفسه، فإن مستوى التركيز الجغرافي في سلاسل الإمدادات العالمية يطرح أيضًا تحديات محتملة يتعين على الحكومات مواجهتها".
وتقول الحكومة الألمانية -التي تردد أنها واجهت تهديدات على غرار تلك التي واجهتها من شركة ماير برغر- إنها على علم بالمشكلة.
وفي يوم 18 يناير/كانون الثاني (2024) صرح ناطق باسم الحكومة: "نجري محادثات مع ماير برغر، ونحن على دراية كاملة بالوضع الصعب لهذه الشركة وصناعة الطاقة الكهروضوئية في ألمانيا".
موضوعات متعلقة..
- الألواح الشمسية الصينية تتكدس في مخازن أوروبا.. ما القصة؟ (تقرير)
- وحدات الطاقة الشمسية المستوردة تثير جدلًا واسعًا بين بايدن والكونغرس (تقرير)
- صادرات الصين من الطاقة الشمسية تسجل قفزة قياسية عند 52 مليار دولار (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- مصافي آسيا تدرس خططًا بديلة لضمان إمدادات النفط.. ما دور أرامكو؟
- تسرب النفط يربك قطاع الطاقة في داكوتا الشمالية.. 7 حوادث في أسبوع
- هل تتأثر صادرات النفط السعودي بتوترات البحر الأحمر؟.. رئيس أرامكو يجيب