شحنات النفط عبر قناة السويس قد تنخفض بمقدار الثلثين بنهاية يناير (تقرير)
مع استمرار التوترات في البحر الأحمر
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
توقّع تقرير حديث انخفاض شحنات النفط عبر قناة السويس إلى أدنى مستوياتها، مع استمرار التوترات الجيوسياسية وتعرض بعض السفن المارة من البحر الأحمر لهجمات الحوثيين في اليمن بسبب الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وتزايدت التوترات مع الغارات الأميركية والبريطانية التي استهدفت الحوثيين، ليقرر العديد من شركات الشحن تجنب البحر الأحمر، ومن ثم عدم المرور من قناة السويس، والاتجاه إلى الطريق البديل عبر رأس الرجاء الصالح؛ ما يزيد زمن الرحلة إلى أسبوعين تقريبًا، ويؤدي إلى تأخر تسليم السلع وزيادة التكلفة.
ومن بين شركات الشحن التي قررت بشكل مؤقت وقف المرور من البحر الأحمر كانت شركة ستينا بالك (Stena Bulk)، وهافنيا (Hafnia)، وتورم (Torm) ويوروناف (Euronav)، ومن بين شركات النفط جاءت شل وبي بي وإكوينور، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
تأثر تدفقات النفط عبر قناة السويس
تقدر وكالة الطاقة الدولية أنه في حالة استمرار التوترات الحالية، ستنخفض شحنات النفط عبر قناة السويس بنحو الثلثين بنهاية يناير/كانون الثاني 2024.
وبلغت كميات شحنات النفط عبر قناة السويس، خلال العام الماضي، نحو 7.2 مليون برميل يوميًا، أي ما يعادل 10% من تجارة النفط المنقولة بحرًا، كما شهدت مرور نسبة 8% من شحنات الغاز الطبيعي المسال عالميًا، وفق تقرير حديث صادر عن وكالة الطاقة الدولية،
وتحذر وكالة الطاقة الدولية من أن اتجاه شحنات النفط للطريق البديل رأس الرجاء الصالح سيؤثر في أسعار المنتجات النفطية المتجهة إلى أوروبا، بسبب زيادة زمن الرحلة إلى أسبوعين، ومن ثم زيادة تكلفة الشحن والتأمين؛ ما ينعكس على التضخم العالمي.
كما توقعت أن تتأثر أسواق البحر الأبيض المتوسط بشدة مع تحويل شحنات النفط عبر قناة السويس إلى طريق رأس الرجاء الصالح الأطول الذي سيؤدي إلى تأخير وصولها.
ماذا يحدث؟
كانت شحنات النفط عبر قناة السويس قد ارتفعت بشكل ملحوظ، خلال العام الماضي (2023)، والتي جاءت بالتزامن مع رفع رسوم المرور، ليسهم ذلك في مواصلة المجرى الملاحي تحقيق إيرادات قياسية.
وتظهر البيانات الحكومية، التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة في حصاد 2023، أن إجمالي شحنات النفط عبر قناة السويس صعدت خلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2023 إلى 7 آلاف و764 ناقلة، مقابل 5 آلاف و934 ناقلة نفط خلال المدة نفسها من 2022.
وكان شهر مايو/أيار 2023 شاهدًا على أعلى معدل عبور شهري لناقلات شحنات النفط عبر قناة السويس، بنحو 717 ناقلة، مقابل 533 ناقلة في المدّة نفسها من 2022.
ويستعرض الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، عدد ناقلات النفط العابرة لقناة السويس في 2023:
وتوضّح تقديرات قناة السويس أن إيرادات العام الماضي قفزت إلى 10.315 مليار دولار، مقابل نحو 7.9 مليار دولار في عام 2022، أي بنسبة نمو سنوية 30%.
ومع بداية 2024، تشير الأحداث إلى أن العام الجاري لن يكون سهلًا على قناة السويس في ظل الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، واستهداف جماعة الحوثي السفن القادمة إلى إسرائيل ليتطور الأمر إلى السفن الأميركية والبريطانية بعد الهجوم الذي شنّته البلدان على أهداف للحوثيين في اليمن.
وبحسب تصريحات رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع، تراجعت إيرادات المجرى الملاحي خلال أول 11 يومًا من العام الجاري (2024) بنسبة 40%، على أساس سنوي.
ويوضح أن عدد السفن المارة بالقناة انخفضت خلال الأيام الـ11 الأولى من العام الجاري إلى 544 سفينة، مقارنة بـ777 سفينة العام الماضي، لتتراجع الحمولات هي الأخرى بنسبة 41%.
موضوعات متعلقة..
- خبير: صراع البحر الأحمر يمهد لأهداف خفية.. وأميركا تقتحم "المنطقة الملتهبة" (صوت)
- صادرات الغاز المسال الأميركية تهجر قناة السويس والبحر الأحمر
- إيرادات قناة السويس تهبط مع تراجع عبور ناقلات النفط
اقرأ أيضًا..
- واردات الغاز المسال العالمية ترتفع إلى مستوى قياسي في ديسمبر
- إنرجيان الإسرائيلية تعلن تطورات إنتاج الغاز في مصر والمغرب
- صادرات الغاز المسال المصرية في 2023 تنخفض 50%.. وتركيا أبرز المستوردين
- مخزونات النفط الأميركية تنخفض 2.5 مليون برميل في أسبوع