طاقة الرياح المهدرة في بريطانيا.. دعوة لاستغلالها بإنتاج الهيدروجين الأخضر
يمكن أن يحل مكان ثلثي الهيدروجين الرمادي
حياة حسين
نصح تقرير حديث بضرورة استغلال طاقة الرياح المهدرة في بريطانيا بإنتاج الهيدروجين الأخضر، في ظل تزايد الاهتمام العالمي بهذا الوقود، ضمن المساعي الهادفة للحدّ من الاحتباس الحراري، والوصول إلى الحياد الكربوني.
وكشف تقرير المركز البحثي البريطاني المرموق "بوليسي إكستشانج" (Policy Exchange) أن حشد أجهزة التحليل الكهربائي اللازمة للإنتاج في مناطق تشتد فيها الرياح، وغير مستغلة في توليد الطاقة، يطلق العنان لإمكانات الطاقة المتجددة المهدرة.
وأصدر المركز البحثي التقرير الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، تحت عنوان "تحويل طاقة الرياح المهدرة إلى هيدروجين نظيف"، في 16 يناير/كانون الثاني 2024.
ويرى التقرير أن العمل بهذه النصيحة يمكن أن يوفر كمية هيدروجين تكفي لتحلّ مكان ثلثي استهلاك الهيدروجين الرمادي الملوث، والذي تبلغ انبعاثاته السنوية من الكربون 700 ألف طن.
خسائر طاقة الرياح المهدرة في بريطانيا
خلص تقرير المركز البحثي البريطاني "بوليسي إكستشانج" إلى أن المملكة المتحدة تخسر نحو مليار جنيه إسترليني (1.27 مليار دولار أميركي) سنويًا؛ بسبب قيود ومعوقات أنظمة الطاقة لديها.
وتوقّع تفاقم هذه المشكلة، وزيادة خسائر طاقة الرياح المهدرة في بريطانيا بصورة متضاعفة، لتبلغ 3.5 مليار جنيه إسترليني (4.45 مليار دولار أميركي) مستقبلًا.
(الجنيه الإسترليني = 1.7 دولارًا أميركيًا).
وأوضح التقرير أن إزاحة تلك القيود تمكّن من الاستفادة من طاقة الرياح المهدرة في بريطانيا، عبر تحويلها إلى هيدروجين أخضر.
ووفق التقرير الخاص ببحث نفّذه المركز بشراكة مع "إل سي بي دلتا" (LCP Delta)، فإن حجم طاقة الرياح المهدرة في بريطانيا خلال 2022 كان كافيًا لإنتاج أكثر من 118 ألف طن من الهيدروجين الأخضر.
وتوقّع التقرير أن يرتفع حجم طاقة الرياح المهدرة في بريطانيا، ومعها كمية الهيدروجين الأخضر المفترض إنتاجها، خلال 2029، إلى 455 ألف طن.
لذلك، وضع التقرير المنشور في الموقع الإلكتروني للمركز البحثي، عدّة توصيات تستهدف الاستفادة من طاقة الرياح المهدرة في بريطانيا.
ومن هذه التوصيات، تعزيز المرونة في رسوم النظم لتشجيع أفضل الممارسات في مجال إدارة الشبكات.
ويرى التقرير أن الاستفادة من طاقة الرياح المهدرة في بريطانيا لا تعود على البلاد بمنافع في مجال خفض انبعاثات الكربون فحسب، بل تعود -أيضًا- بمكاسب للاقتصاد الكلي.
أسطول الرياح البحرية
قال التقرير البريطاني، إن أسطولًا من توربينات الرياح يتمدد على ساحل بريطانيا، وشمال أيرلندا، ولدى هذا الأسطول القدرة على توليد كميات هائلة من الطاقة النظيفة، تضمن أمن الطاقة في البلاد.
غير أن استغلال طاقة تلك التوربينات بحسب التقرير- يحتاج إلى بنية تحتية للنقل والتوزيع، مؤكّدًا أن عدم نموها بشكل كافٍ يستوعب ناتج تلك المشروعات، يؤدي إلى كميات كبيرة من طاقة الرياح المهدرة في بريطانيا.
ومن المتوقع أن تنمو طاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة من 14 غيغاواط –حاليًا- إلى 50 غيغاواط بحلول 2030؛ "ما يعني أننا نسير على الطريق الصحيح لزيادتها بمقدار 5 أضعاف"، وفق التقرير.
ويرى التقرير أن هذا يعني –أيضًا- إهدار كميات كهرباء سنويًا تكفي احتياجات 5 ملايين منزل؛ بسبب عقبات البنية التحتية، وقيود النقل.
ونبّه التقرير إلى مجموعة من مبادرات طويلة الأمد، يجري تفعيلها للعلاج، مثل تطوير شبكة نقل الكهرباء، وتخزين الطاقة، ومراجعة معايير سوق الكهرباء.
غير أن اكتمال تلك الإجراءات يحتاج إلى مدة زمنية تصل إلى 10 سنوات؛ ما يعني أنها قد لا تكون مواكبة لتقنيات الهيدروجين مستقبلًا.
الحياد الكربوني
بينما تستطيع بريطانيا تحويل النسبة الكبرى من اقتصادها لاقتصاد حيادي الكربون، فإن الهيدروجين منخفض الكربون يستطيع أداء دور ضخم في تحقيق الحياد الكربوني، وفق تقرير حديث لمركز "بوليسي إكستشانج" البحثي البريطاني.
وتتعدد استعمالات الهيدروجين، فمن الصناعات الثقيلة إلى وقود الطائرات المستدام، وتخزين الطاقة، وغيرها، ومن المتوقع أن يزوّد بريطانيا بخُمس احتياجاتها من الطاقة بحلول 2050.
وأشار التقرير إلى أن تكلفة إنتاج ونقل الهيدروجين المرتفعة لا تشجع المستثمرين على الانخراط في مشروعاته، ويحدّ من انتشاره.
كما دفع عدم اليقين السياسي في بريطانيا إلى خفض قدرتها التنافسية في قطاع الهيدروجين، من ثاني أكبر اقتصاد جاذب عام 2021 إلى المركز الثامن حاليًا، أي خلال 3 سنوات فقط.
ورغم أن التقرير ينظر بإيجابية لبعض الإجراءات التي تبنّتها بريطانيا، مؤخرًا، لتمويل إنتاج ونقل وتخزين الهيدروجين، والسماح بمزج هذا الوقود مع الغاز الطبيعي، فإنه يرى ضرورة إصدار قرار مهم بشأن استعمال الهيدروجين في التدفئة.
موضوعات متعلقة..
- مزارع الرياح تولد أكثر من نصف الكهرباء في بريطانيا خلال 30 دقيقة فقط
-
توليد الكهرباء بالغاز والرياح في بريطانيا يزدهر بدعم تنامي الطلب على الصادرات
اقرأ أيضًا..
- الطلب على النفط في 2025.. أوبك تعلن أول توقعاتها
-
خبير أوابك: أسعار الغاز لم تتأثر بأزمة الناقلات القطرية.. وهذه أبرز الأسباب