كهرباءتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءرئيسيةطاقة متجددة

توليد الكهرباء بالغاز والرياح في بريطانيا يزدهر بدعم تنامي الطلب على الصادرات

محمد عبد السند

تشهد بريطانيا صعودًا قياسيًا في توليد الكهرباء بالغاز والرياح، في إطار جهود لندن لسد معدلات الطلب المتزايدة على صادرات الكهرباء، في ظل شُح الإمدادات في أوروبا على خلفية الحرب الأوكرانية.

ووصل معدل استعمال الغاز الطبيعي بتوليد الكهرباء في بريطانيا إلى أعلى مستوى له في 3 سنوات، في العام الفائت (2022)، في حين قفز الطلب على إنتاج الكهرباء وتصديرها في البلاد، وفق ما أوردته شبكة "بلومبرغ" الإخبارية الأميركية.

واستحوذ الغاز الطبيعي على نحو 39% من إجمالي توليد الكهرباء في بريطانيا في 2022، قياسًا بزهاء 38% في عام 2021، و35% عام 2020، بحسب أحدث التقديرات الصادرة عن هيئة تشغيل شبكة الكهرباء الوطنية في المملكة المتحدة، وطالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويجيء هذا الارتفاع مدعومًا بانخفاض واردات بريطانيا من الكهرباء، التي لم تمثّل سوى 5.5% من إجمالي الكهرباء في البلاد في 2022، بتراجع من 10.3% في 2021.

وتسعى البلدان الأوروبية لفطم نفسها تدريجيًا عن الغاز الروسي في أعقاب قطع موسكو إمداداتها عن بلدان القارة العجوز، في إطار ردة فعلها على العقوبات الغربية المفروضة عليها على خلفية الحرب الأوكرانية التي اندلعت شرارتها في 24 فبراير/شباط (2022).

ومع ذلك فقد قادت الأعطال المتكررة في المفاعلات النووية الفرنسية، إلى ارتفاع مستويات الطلب على واردات الكهرباء الآتية من بريطانيا.

وأضحت بريطانيا بلدًا مصدرًا للكهرباء بصورة كاملة، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق خلال عام 2022، وفق ما صرّح به ناطق باسم هيئة تشغيل شبكة الكهرباء الوطنية في المملكة المتحدة.

 توليد الكهرباء بالغاز بمحطة نورفولك في بريطانيا
محطة نورفولك لتوليد الكهرباء بالغاز في بريطانيا - الصورة من governmentbusiness

وخلال عام 2022، استحوذت مصادر الطاقة النظيفة على 49% من توليد الكهرباء في المملكة المتحدة. واشتملت تلك المصادر على الرياح والطاقة النووية وطاقة المياه، من بين مصادر أخرى.

وهبط استعمال الفحم إلى أدنى معدل على الإطلاق، بنحو 1.5%، رغم مئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية التي رصدتها هيئة تشغيل شبكة الكهرباء الوطنية، للإبقاء على العمل في بعض محطات الطاقة التي تعمل بالوقود الأحفوري، حال شهدت عجزًا طارئًا هذا الشتاء.

ازدهار مزارع الرياح

للمرة الأولى على الإطلاق، مثّلت الرياح ما يربو على رُبع الكهرباء المولَدة في البلد الكائن شمال غرب أوروبا، وفق الأرقام الصادرة عن شبكة الكهرباء الوطنية اليوم الجمعة 6 يناير/كانون الثاني (2022).

فقد أسهمت مزارع الرياح في بريطانيا بما نسبته 26.8% من إجمالي توليد الكهرباء في البلاد، عام 2022، رغم أن محطات الكهرباء العاملة بالفحم ظلت المساهم الأكبر في إنتاج الطاقة، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

وسجلت المملكة المتحدة رقمًا قياسيًا في توليد الكهرباء من طاقة الرياح -بنوعيها البرية والبحرية- ما يدعم نهج لندن في تأمين احتياجاتها المتنامية من مصادر الطاقة النظيفة.

ولا عجب في ذلك بالنظر إلى أن بريطانيا تُعد أحد أكثر البلدان ازدهارًا في مجال الرياح؛ لما تتمتع به من مقومات كبيرة في هذا الخصوص، متمثلة في وفرة المسطحات المائية التي تطل عليها البلاد.

وتستهدف بريطانيا الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وهو ما يتطلب التوسع الكبير في توليد الكهرباء من مصادر متجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية.

ولدى بريطانيا خطة طموحة ترمي من خلالها إلى التوسع في تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة، من أجل خفض الانبعاثات الكربونية، عبر تقليص اعتمادها على الوقود الأحفوري، لا سيما بعد اشتعال فتيل الحرب الأوكرانية، حسبما قال موقع "ري نيوز بيز" المتخصص في الطاقة المتجددة.

وقفزت حصة طاقة الرياح بمزيج الكهرباء في المملكة المتحدة خلال العام المنصرم (2022) من 21.8% في العام السابق (2021)، مع تنفيذ العديد من مشروعات الرياح، وفق أرقام شبكة الكهرباء الوطنية، التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

أكبر مزرعة للرياح البحرية في العالم

بدأ العمل الفعلي في أكبر مزرعة للرياح البحرية في العالم وتُدعى "هورنسي 2"، الواقعة قبالة ساحل يوركشاير في بحر الشمال، في أغسطس/آب (2022).

ولدى "هورنسي 2" القدرة على توليد كهرباء تكفي لتشغيل نحو 1.4 مليون منزل في عموم المملكة المتحدة.

وتستهدف بريطانيا التعويل على المزارع البحرية في توليد الكهرباء لإنارة كل منزل في المملكة المتحدة بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، عبر مضاعفة السعة البحرية الحالية بواقع 4 مرات، لتصل إلى 40 غيغاواط.

يُذكر هنا أن المملكة المتحدة تمتلك أكبر عدد من مزارع الرياح البحرية في العالم، بنسبة 28.9%، تليها الصين في المركز الثاني بزهاء 28.3%.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق