تطورات أزمة ناقلات الغاز المسال القطرية وتحذيرات من التصعيد (التفاصيل كاملة)

دينا قدري

2024-01-17

0 856

اضطرت ناقلات الغاز المسال القطرية إلى تغيير مسارها بعيدًا عن البحر الأحمر، بسبب التوترات المتزايدة عند مضيق باب المندب، نتيجة الضربات الجوية الأميركية البريطانية ضد جماعة الحوثي في اليمن.

وقد أدت هجمات جماعة الحوثي إلى تعطيل التجارة على الطريق الرئيس بين الشرق والغرب الذي يشكّل نحو 12% من حركة الشحن العالمية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وكانت السفن، بما في ذلك سفن الغاز المسال، تتوقف مؤقتًا، أو تحوّل مسارها بعيدًا عن البحر الأحمر الذي يؤدي إلى قناة السويس، وهو أسرع طريق للشحن من آسيا إلى أوروبا، واضطرت بدلًا من ذلك إلى سلوك الطريق الأطول حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح.

كما أوقفت شركة شل (Shell)، العالمية متعددة الجنسيات، جميع الشحنات عبر البحر الأحمر إلى أجل غير مسمى، بعد أن أثارت الضربات الجوية، في 12 يناير/كانون الثاني 2024، مخاوف من المزيد من التصعيد.

تغيير مسال ناقلات الغاز

قال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إن التصعيد في مضيق باب المندب والبحر الأحمر بدأ يؤثّر في شحنات الغاز المسال القطرية.

وأضاف: "الحل العسكري لن ينهي هذا الأمر، ولن يحتويه.. أعتقد أنه سيخلق المزيد من التصعيد".

وأظهرت بيانات الشحن من كبلر (Kpler) وآي سي آي إس (ICIS) أن 3 من ناقلات الغاز المسال القطرية -الغارية والحويلة والنعمان- اتجهت جنوبًا أو جنوب شرقٍ بعيدًا عن البحر الأحمر، مساء الثلاثاء 16 يناير/كانون الثاني 2024، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

وما تزال الناقلات الـ3 -التي توقفت قبالة سواحل عمان منذ 14 يناير/كانون الثاني 2024- تشير إلى أوروبا بوصفها وجهة لها، ومن المقرر أن تصل إلى وجهاتها في 7 فبراير/شباط المقبل.

وأعلنت الناقلة "النعمان" -الآن- وصولها إلى لاس بالماس في غران كناريا، وهي نقطة منتصف مشتركة للسفن المسافرة إلى البر الرئيس لأوروبا من رأس الرجاء الصالح.

ناقلة الغاز المسال النعمان — ناقلة الغاز المسال "النعمان" - الصورة من منصة "فيسيل فايندر"

وكانت الناقلة "الغارية" تبحر في اتجاه الجنوب الشرقي، ما يشير إلى أنها قد تصل الآن إلى آسيا بدلًا من أوروبا.

ومن الممكن أن تعود 4 من ناقلات الغاز المسال القطرية أخرى فارغة إلى الدوحة عبر رأس الرجاء الصالح، بحسب بيانات تتبّع السفن التي اطّلعت عليها منصة الطاقة، نقلًا عن وكالة "آرغوس ميديا" (Argus Media).

وفي الوقت نفسه، أظهرت البيانات أن ناقلة الغاز المسال "الركيات" استأنفت الإبحار عبر البحر الأحمر وهي متجهة إلى قطر، بعد أن توقفت منذ 13 يناير/كانون الثاني، على طول طريقها عبر البحر الأحمر.

شحنات الغاز المسال

قال محلل الغاز المسال في "آي سي آي إس" أليكس فرولي، إن الطريق البديل إلى أوروبا حول رأس الرجاء الصالح يُمكن أن يضيف نحو 9 أيام إلى الرحلة، التي تستغرق 18 يومًا من قطر.

يُذكر أن قطر للطاقة تزوّد أوروبا بالغاز المسال من خلال صفقات، بما في ذلك صفقة 4.6 مليون طن سنويًا مع شركة المرافق الإيطالية إديسون (Edison)، واتفاق توريد 1.1 مليون طن سنويًا مع شركة النفط والغاز البولندية المملوكة للدولة أورلين (Orlen).

وتقدر وكالة إس آند بي (S&P) شحنات الغاز المسال القطرية عبر قناة السويس بـ14.8 مليون طن متري سنويًا، والشحنات الأميركية بـ8.8 مليون طن متري سنويًا، والشحنات الروسية بـ3.7 مليون طن متري سنويًا.

وفي عام 2023، صدّرت قطر أكثر من 75 مليون طن سنويًا من الغاز المسال، بما في ذلك 14 مليون طن سنويًا إلى المشترين في أوروبا، و56.4 مليون طن سنويًا إلى آسيا، وفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

بالإضافة إلى ناقلات الغاز المسال القطرية، تغيّر مسار 5 ناقلات مملوكة لشركة يامال للغاز المسال (Yamal LNG).

وأظهرت بيانات كبلر أن الناقلة الروسية "لينا ريفر" حوّلت مسارها بعيدًا عن البحر الأحمر في 16 يناير/كانون الثاني، وهي الآن في طريقها إلى تيانجين بالصين.

كما تحوّلت الناقلة "ينيسي ريفر" إلى رأس الرجاء الصالح المتجهة إلى جنوب وسط آسيا، بالإضافة إلى الناقلات "إل إن جي جينيفا" و"نورث إير" و"وين شينغ".

وهناك 3 ناقلات أخرى اضطرت إلى تغيير مسارها، وهي "فليكس فولونتير"، و"فليكس روينبو"، و"تريدير 2".

4 شركات شحن يابانية توقف سفنها

في سياقٍ متصل، أوقفت شركات الشحن اليابانية إن واي كيه لاين (NYK Line)، وميتسوي أو إس كيه لاين (Mitsui OSK Line)، وكيه لاين (K-Line)، مؤقتًا عبور جميع سفنها في البحر الأحمر، ردًا على هجوم المتمردين الحوثيين في اليمن على السفن.

وقررت شركة "إن واي كيه لاين"، في 12 يناير/كانون الثاني 2024، إيقاف عبور جميع سفنها في البحر الأحمر لأسباب تتعلق بالسلامة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة، نقلًا عن وكالة "آرغوس ميديا".

وكانت الشركة اليابانية قد سمحت لبعض السفن بالمرور عبر المنطقة بعد بدء هجمات الحوثيين، على الرغم من أن المخاطر المتزايدة أجبرتها على تغيير موقفها.

وتبدو الشركة غير متأكدة من الموعد الذي ستستأنف فيه عبور البحر الأحمر، ورفضت الكشف عن المكان الذي ستنتقل إليه.

كما قررت شركة "كيه لاين"، في 12 يناير/كانون الثاني 2024، وشركة "ميتسوي أو إس كيه لاين" الأسبوع الماضي، وقف عبور جميع سفنهما في البحر الأحمر، وتغيير مسارها إلى حول رأس الرجاء الصالح لنقل البضائع بين آسيا وأوروبا، دون تحديد موعد استئناف الرحلات عبر البحر الأحمر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..