غازتقارير الغازرئيسية

شبكة الغاز البريطانية تعتمد على معدات منتجة وقت الحرب الباردة

تحتاج إلى استثمارات ضخمة للتحديث

حياة حسين

تعاني شبكة الغاز البريطانية من التقادم، إذ تعتمد على محركات طائرات منتجة في خمسينيات القرن الماضي، وبعضها يعود لحقبة الحرب الباردة، وفق تصريحات مسؤول، اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

والحرب الباردة تصف التوتر الذي ساد بين المعسكرين الغربي بقيادة الولايات المتحدة والشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي سابقًا، وبدأت مع نهاية الحرب العالمية الثانية (عام 1947) حتى أواخر ثمانينات القرن الماضي.

وقال الرئيس التنفيذي للشبكة الوطنية للغاز، جون بترورث، إن بعض المحركات تنتمي إلى طراز الطائرة النفاثة الخفيفة (RAF Lightning fighter jets ) التي أُنتجت في ستينيات القرن الماضي سنة (1954).

ويرى أن تقادم شبكة الغاز البريطانية، التي يبلغ طولها 7.8 ألف كيلومتر من خطوط الأنابيب الممتدة في أنحاء البلاد، يخلق حاجة إلى التطوير والتحديث، بتكلفة تصل إلى ملايين الجنيهات الإسترلينية.

ملايين المنازل تستفيد من شبكة الغاز البريطانية

تنقل شبكة الغاز البريطانية الغاز اللازم لاحتياجات التدفئة، والقادم من المواني والمحطات إلى نحو 23 مليون منزل، و500 ألف شركة ومصنع في أنحاء المملكة المتحدة.

يقول الرئيس التنفيذي للشبكة الوطنية للغاز جون بترورث: "لدينا ضواغط توربين الغاز في الشبكة تمتد من بحر الشمال حتى العاصمة (لندن)، حوّلتها السلطات من محركات الطائرة RAF Lightnings".

وأضاف: "لقد نجحت تلك المحركات في أداء عملها بشبكة الغاز البريطانية لمدة طويلة، لكن الآن جاء الوقت لتحديثها".

وأوضح أن محرك هذه الطائرة دخل الخدمة في الشبكة عام 1960، في وقت تصاعد توتر الحرب الباردة، وبهدف حماية المملكة المتحدة من تفجيرات نووية سوفيتية.

وأوضح أن هناك -أيضًا- محركات رولز رويس أفون (Rolls Royce Avon)، التي كانت قوية جدًا لدرجة أن الطائرة يمكن أن تصل إلى ضعف سرعة الصوت، وغالبًا ما يقارنها الطيارون بتحليق صاروخ.

واشترت شبكة الغاز البريطانية محركات أسطول الطائرات النفاثة الخفيفة عند إعلان توقّفها، الذي تزامن مع تحول المملكة المتحدة لغاز بحر الشمال، للاعتماد عليها في ضخ الغاز، حسبما ذكرت صحيفة "التليغراف"، يوم الأحد 14 يناير/كانون الثاني 2024.

ضرورة التحديث

أكد الرئيس التنفيذي جون بترورث ضرورة تحديث محركات ضخ الغاز في الشبكة القديمة، ليس لضعف كفاءتها فحسب، ولكن -أيضًا- لارتفاع معدلات الانبعاثات الضارة منها.

غير أن بتروث يرى أن ارتفاع تكلفة التحديث قد يكون عائقًا في تحقيق هذا الهدف.

وأوضح أن شبكة الغاز البريطانية تشمل 68 توربينًا موزعًا على 21 محطة ضغط، وتبلغ تكلفة تحديث التوربين الواحد 40 مليون جنيه إسترليني (50.8 مليون دولار أميركي)، ما يعني أن إجمالي تكلفة تحديث التوربينات يصل إلى 2.7 مليار جنيه إسترليني (3.5 مليار دولار أميركي).

ولأن تلك التكلفة ستُمرَّر إلى المستهلكين، ما يرفع الأسعار، فإن التحديث يتطلب مواءمة تشريعية وسياسية، وفق بتروث.

وتواجه استثمارات قطاع الغاز بصورة عامة صعوبات، بسبب تجنّب المستثمرين الوقود الأحفوري، والتركيز على مصادر الطاقة التي تحقق مستهدفات الحياد الكربوني، لذلك باتت الطاقة المتجددة الأكثر قبولًا لديهم.

وأصدرت إدارة تقييم البنية التحتية الحكومية، الخريف الماضي، توصية بضرورة تعديل شبكة الغاز البريطانية.

وقال بتروث: "نحن نخوض معركة قديمة، لأن الجميع يعتقدون أنه من المفترض وقف استعمال الغاز في 2035.. هذا يعني أني أصارع لاستبدال أجزاء من الأصول القديمة لضمان مرونة تحتاج إليها البلاد".

طاقة متجددة
طاقة متجددة - الصورة من إنستيتيو إنترناشيونال أرايايا

شركة الغاز الوطنية

تُعدّ شركة الغاز الوطنية في بريطانيا (National Gas) حديثة نسبيًا، إذ انبثقت عن شركة ناشيونال غريد (National Grid)، التي كانت مسؤولة سابقًا عن كل من شبكات نقل الغاز والكهرباء في المملكة المتحدة.

وتوقّع الرئيس التنفيذي للشبكة الوطنية للغاز في المملكة المتحدة، جون بترورث، أن تواصل شبكة الغاز البريطانية عملها لعقود مقبلة، رغم التزام الحكومة بتحقيق الحياد الكربوني في 2050.

وحذّر من قلق متزايد بشأن إمدادات الغاز بسبب النفاد السريع لحقول النفط والغاز البحرية الحالية في البلاد، وفق تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ومن المتوقع إغلاق نحو 180 من الحقول النشطة الحالية البالغ عددها 284 حقلًا بحلول عام 2030، ما يعني أن إمدادات الغاز ستنخفض بنسبة 80%، وستعتمد المملكة المتحدة على الواردات.

وقال: "أشعر بالحزن الشديد لأننا نستورد الغاز الطبيعي المسال من كل دول العالم المنتجة له.. ولدينا كميات كبيرة من الغاز في بحر الشمال، لذلك يحزنني عدم استعمال أصولنا، والاعتماد على الواردات".

وأضاف أنه "علينا إدراك أن استخراج الغاز الطبيعي من بحر الشمال أقلّ ضررًا وتلويثًا للبيئة من جلب الغاز من خارج البلاد".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق