تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية يدفع فورد لتخفيض استثماراتها في البطاريات (تقرير)
نوار صبح
دفع تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية شركة صناعة السيارات الأميركية العملاقة "فورد (Ford) إلى اتخاذ قرار بخفض استثماراتها في إنتاج البطاريات.
ويرى المحللون أن التحول إلى السيارات الكهربائية لن يتوقف ولن يُلغى، ولكنه سيكون أبطأ وأكثر تكلفة بكثير مما كان متوقعًا في الأصل.
وكان الاندفاع لبناء مصانع البطاريات قد تسارع في أوروبا لتلبية الطلب المتزايد حتى عام 2023، وسط دلائل على استمرار هذا الوضع في عام 2024 وما بعده، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وكان الدافع الأبرز هو التخلص التدريجي من مبيعات السيارات العاملة بمحرك الاحتراق الداخلي في جميع أنحاء أوروبا بحلول عام 2035، حسب المجلة الشهرية لموقع أوتوموتيف وورلد (Automotive World) المتخصص بأخبار النقل والمركبات في العالم، والتي حصلت منصة الطاقة على نسخة منها.
خلال هذه المدة، ستجد الشركات المصنّعة للمعدّات الأصلية أن قدرتها على بيع السيارات العاملة بمحرك الاحتراق الداخلي مقيّدة بشدة بقوانين اعتماد السيارات المحايدة كربونيًا في المملكة المتحدة .
بدورها، تتطلب قوانين الاتحاد الأوروبي تخفيضًا ثابتًا في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من خلال مزيج مبيعات الشركات المصنّعة للمعدّات الأصلية.
فورد تلغي بناء مصنع بطاريات جديد
ألغت شركة فورد الأميركية خطط بناء مصنع بطاريات جديد في تركيا لعربة النقل ترانزيت Transit، وشاحنة فولكسفاغن جديدة ستُصَنَّع هناك.
وكانت فورد تخطط لإنشاء مصنع بطاريات في تركيا بالتعاون مع شركة كوتش Koc (شريكها المحلي الذي يدير مصنع فورد أوتوسان Ford Otosan حيث تُصَنَّع عربة النقل ترانزيت Transit) وشركة البطاريات الكورية إل جي إنرجي سوليوشن LG Energy Solution.
وفي نوفمبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت شركة كوتش التركية أنها انسحبت من المشروع الذي كان يعتزم إنشاء أحد أكبر مصانع البطاريات في أوروبا.
ويؤكد محللون أنه كان من الممكن أن يكون أكبر مصنع من نوعه في تركيا، باستثمار يزيد عن 2 مليار دولار أميركي وسعة نحو 45 غيغاواط/ساعة سنويًا.
وستستمر فورد في تصنيع سيارات النقل الكهربائية في تركيا، وستستعمل بطاريات مصدرها أماكن أخرى في أوروبا، من أحد المواقع الأخرى التي تنشئها شركة فورد مع شركة إل جي إنرجي سوليوشن، على الأرجح في بولندا.
على صعيد آخر، سيستمر تصنيع بعض سيارات الديزل في عام 2030، لأن التحول إلى كهربة الشاحنات الصغيرة من المقرر أن يكتمل في وقت متأخر عن السيارات.
وستُطرَح عربة النقل فورد "ترانزيت Transit" في الأسواق غير الأوروبية، إذ سيُسمَح بمبيعات محرك الاحتراق الداخلي لمدة أطول مما كانت عليه في أوروبا.
مصنع بطاريات ميشيغان
في الوقت نفسه تقريبًا، الذي أُلغي فيه الاستثمار التركي (أو تأجيله وفقًا لبعض التقارير)، أعلنت شركة فورد أنها ستقلّص خططها لإنشاء مصنع بطاريات جديد في ميشيغان كانت تخطط لبنائه مع شركة كونتمبوراري أمبريكس تكنولوجي (كاتل) الصينية.
وتعرّض بناء هذا المصنع لانتقادات بسبب مشاركة الشركة الصينية والنظرة السلبية للاستثمار من الصين عبر الولايات المتحدة، خصوصًا أن قانون الحدّ من التضخم سيوفر الدعم لشركة صينية، وإن كان ذلك بشكل غير مباشر، عندما يشتري المستهلكون السيارات المزوّدة ببطاريات من هذا المصنع.
وأوقِفَ البناء مؤقتًا لمدة شهرين، ولكن أُعيدَ تشغيله، وما تزال شركة فورد تنوي الحصول على خلايا بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم من هذا الموقع بحلول عام 2026.
وكان من المقرر أن تبلغ قدرة مصنع ميشيغان 35 غيغاواط/ساعة سنويًا، ويعمل به 2500 شخص، ولكن خُفِضَت هذه القدرة إلى 20 غيغاواط/ساعة، والوظائف إلى 1700 وظيفة فقط.
وسينخفض الاستثمار في المصنع من 3.5 مليار دولار أميركي إلى ملياري دولار أميركي، حسب المجلة الشهرية لموقع أوتوموتيف وورلد (Automotive World) المتخصص بأخبار النقل والمركبات في العالم، والتي حصلت منصة الطاقة على نسخة منها.
ويُعدّ هذا التخفيض في الاستثمار جزءًا من خطة أعلنتها شركة فورد في وقت سابق من العام لخفض -أو على الأقل تأخير- نحو 12 مليار دولار أميركي من الاستثمار في السيارات الكهربائية، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
بالإضافة إلى خفض الاستثمار في ميشيغان، أُلغِيَت منشأة بطاريات أخرى مخطط لها في كنتاكي بالكامل، وقد أشارت فورد إلى ارتفاع تكاليف العمالة وتباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية عمّا كان متوقعًا في الأصل أسبابًا للتخفيضات في الولايات المتحدة.
وتتوقع فورد خسارة نحو 4.5 مليار دولار أميركي في أعمالها الخاصة بالسيارات الكهربائية عام 2023، ما يسلّط الضوء على حجم المخاطر التي يواجهها مصنّعو السيارات في سوق ستنمو بمرور الوقت، ومن الواضح أنها لا تنمو بالمعدل الذي كان متوقعًا في السابق.
اقرأ أيضًا..
- صفقة اندماج ضخمة بقطاع الطاقة.. الأولى في 2024
- الغاز النيجيري لن يلبي طموحات المغرب أو الجزائر.. ومشروع جديد قد يصبح فرصة (تقرير)
- مدير وحدة أبحاث الطاقة: 3 نتائج لإغلاق حقل الشرارة في ليبيا