أبرز 5 تطورات مرتقبة في سوق السيارات الصينية عام 2024 (تقرير)
نوار صبح
- شركتا فولكسفاغن وستيلانتس تتعاونان مع شركات السيارات الكهربائية الصينية غير المعروفة
- من المرجح أن يستمر ضغط الأسعار في عام 2024
- الظروف المعاكسة للتسعير قد تستمر خلال معظم عام 2024، إذ تظل ثقة المستهلك منخفضة
- الصين نافست اليابان على الريادة العالمية في صادرات سيارات الركاب العام الماضي
يترقب المحللون 5 تطورات بارزة في سوق السيارات الصينية في عام 2024، بعد الصعود الجامح لشركة بي واي دي BYD الصينية، التي أطاحت في البداية بشركة فولكسفاغن بصفتها العلامة التجارية الأكثر مبيعًا للسيارات في الصين، ثم أزاحت شركة تيسلا بصفتها أكبر صانع للسيارات الكهربائية في العالم.
وأسفرت الهيمنة المتزايدة لشركات صناعة السيارات المحلية عن تعاون شركتي فولكسفاغن وستيلانتس العالميتين العملاقتين مع شركات السيارات الكهربائية الصينية غير المعروفة للاحتفاظ بمكانتها في أكبر سوق للسيارات في العالم.
وأدى نفوذ الصين المتنامي في الصناعة العالمية، التي أصبحت الآن أكبر مصدّرة للسيارات في العالم، إلى ردود فعل انتقامية من أوروبا، التي أطلقت تحقيقًا في الدعم الحكومي للسيارات الكهربائية، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
يأتي ذلك في وقت تدرس الولايات المتحدة فيه رفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية.
أبرز 5 تطورات مرتقبة في سوق السيارات الصينية
تتمثل التطورات البارزة التي يتوقعها المحللون في سوق السيارات الصينية عام 2024 في التالي:
استمرار ضغط الأسعار
بالنظر إلى تحقيق ثلث شركات صناعة السيارات الكبرى فقط لأهداف مبيعاتها في العام الماضي، من المرجح أن يستمر ضغط الأسعار حتى عام 2024، خصوصًا أن شركات صناعة السيارات تواجه توقعات اقتصادية غير مؤكدة.
وبلغ التخفيض ذروته في شهر مايو/أيار الماضي، عندما خُفِّضَت أسعار ما يقرب من 900 نوع من السيارات بأكثر من 5% في الأشهر الـ3 السابقة، حسبما نشرته وكالة بلومبرغ (Bloomberg).
وعلى الرغم من تراجع عمليات خفض الأسعار إلى حدّ ما منذ ذلك الحين، فإنها ما تزال مرتفعة مقارنة بالعامين الماضيين. من ناحية أخرى، شهدت نماذج قليلة، إن وُجِدت، زيادات في الأسعار خلال الربع الماضي.
ويشير المحللون إلى أن الظروف المعاكسة للتسعير قد تستمر خلال معظم عام 2024، إذ تظل ثقة المستهلك منخفضة.
هل تستطيع بي واي دي الحفاظ على هيمنتها؟
تُوجّت شركة بي واي دي BYD عام 2023 بتفوقها على تيسلا Tesla بصفة أكبر بائع للسيارات الكهربائية بالكامل على مستوى العالم في الربع الرابع.
وقامت العلامة التجارية للسيارات الأكثر مبيعًا في الصين بتسليم ما يزيد قليلًا عن 3 ملايين سيارة كهربائية وهجينة طوال العام، بمساعدة مجموعة واسعة من النماذج، بدءًا من سيارة "سيغول" الصغيرة منخفضة السعر، إلى السيارة الرياضية الفاخرة يانغ وانغ يو 8.
وستُراقَب بي واي دي عن كثب لمعرفة ما إذا كان بإمكانها الحفاظ على أدائها المتصاعد.
ويتوقع رئيس أبحاث السيارات الصينية في بنك إتش س بي سي كيانهاي سيكيوريتز HSBC Qianhai Securities، يوكيان دينغ، تغييرًا جذريًا في نماذج شركة "بي واي دي" عام 2024، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
الهيمنة على العالم
بعد أن تفوقت الصين على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وألمانيا على مدى الأعوام القليلة الماضية، نافست الصين اليابان على الريادة العالمية في صادرات سيارات الركاب العام الماضي.
وكان نحو 1.4 مليون من أصل 4 ملايين سيارة شُحِنَت من الصين في الأشهر الـ11 الأولى من عام 2023 كهربائية.
وتخاطر شركات صناعة السيارات الغربية بخسارة حصتها في السوق العالمية بسبب الارتفاع الجامح للسيارات الكهربائية الصينية ذات الأسعار المعقولة والأرخص في الإنتاج، وفقًا لمحللي بنك الاستثمار السويسري يو بي إس UBS.
ووفق تقرير صدر في سبتمبر/أيلول الماضي، توقّع البنك أن تنخفض حصة شركات صناعة السيارات الغربية من نحو 81% إلى 58% بحلول عام 2030.
وأثار صعود الصين السريع قلق صنّاع السياسات الأوروبيين والأميركيين الذين يتطلعون إلى حماية صناعات السيارات المحلية خلال قيامهم بالتحول المكلف إلى السيارات الكهربائية.
الرابحون والخاسرون
مع صعود شركات مثل بي واي دي BYD، من المرجح الضغط على الشركات الصغيرة الناشئة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تقدمت شركة دبليو إم موتور WM Motor الصينية بطلب لإشهار إفلاسها.
في المقابل، ليست الشركات الناشئة وحدها هي التي تعاني؛ فقد انسحبت شركة ميتسوبيشي موتورز اليابانية من الصين العام الماضي، في حين باعت شركة ستيلانتيس بعض أصولها من السيارات إلى شريكتها شركة دونغ فينغ موتور، حسبما نشرته وكالة بلومبرغ (Bloomberg).
وفشلت شركة هوزون نيو إنرجي أوتو Hozon New Energy Auto، التي تركّز على قطاع السيارات الكهربائية التنافسية في السوق الشاملة، بتحقيق هدف مبيعاتها لعام 2023، وسجلت انخفاضًا في الشحنات السنوية، وهو ما دفع مؤسسها تشانغ يونغ إلى إلقاء اللوم على التسويق الرديء وسوء الأسعار.
دور عمالقة التكنولوجيا
مع ازدياد ذكاء السيارات الكهربائية، مثل القيادة الآلية، وتحديثات برمجية "عبر الأثير"، والكاريوكي على متنها، شهد عمالقة التكنولوجيا في الصين انفتاحًا في سوق السيارات.
وأطلقت شركات هواوي وشاومي وبايدو سيارات كهربائية العام الماضي، وروّجت لميزات تتراوح من أنظمة مساعدة السائق المتقدمة إلى قمرة القيادة الذكية التي يجري التحكم فيها بالصوت.
وأعلن المؤسس المشارك لشركة شاومي Xiaomi، لي جون، طموحاته في أن يصبح من أكبر شركات تصنيع السيارات العالمية في غضون 15 إلى 20 عامًا، والتنافس ضد شركتي تيسلا وبورشه.
اقرأ أيضًا..
- المغرب يتفاوض على صفقة غاز مسال ضخمة
- شركة بريطانية تبيع نصف أصولها في مصر بقطاع الغاز.. ما السبب؟
- إنتاج الهيدروجين يترقّب نموًا سريعًا في 2040.. بشرط واحد (دراسة)