الغاز الطبيعي في أفريقيا يترقب نموًا في 2024.. وطفرة جزائرية متوقعة
نوار صبح
- • جنوب أفريقيا تعمل على توسيع عملياتها في النفط والغاز للحدّ من اعتمادها على الفحم.
- • العديد من الشركات العاملة حاليًا في أفريقيا تدرك قيمة الغاز الطبيعي بوصفه وقودًا انتقاليًا.
- • الغاز الطبيعي الخيار الأفضل للأفارقة لتحقيق أمن الطاقة وتحقيق إزالة الكربون.
يترقّب قطاع الغاز الطبيعي في أفريقيا نموًا تدريجيًا على أساس سنوي خلال عام 2024، ومن المتوقّع أن تشهد تدفقات الغاز المسال وحدها نموًا بنسبة 8% على أساس سنوي.
ويُعَد مشروع تطوير الغاز المسال الذي وُقِّعَ مؤخرًا بمقاطعة مبومالانغا في جنوب أفريقيا خطوة واعدة على الطريق الطويل نحو التحول العادل للطاقة في أفريقيا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وسيستفيد المشروع -الذي يعد أحد أهم مشروعات الغاز الطبيعي في أفريقيا- من اكتشاف الغاز الطبيعي الذي قامت به شركة كينيتك إنرجي مؤخرًا، والذي تبلغ احتياطياته 3.1 مليار قدم مكعبة في بلدة أمرسفورت، بمقاطعة مبومالانغا.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يُنتج المشروع 50 ميغاواط من الطاقة المكافئة ويتوسع في النهاية إلى 500 ميغاواط.
ويجسّد المشروع -الذي تصفه شركة كينيتك إنرجي بأنه أكبر مشروع بري للغاز المسال في جنوب أفريقيا- إمكانات الغاز الطبيعي بأفريقيا، لتحقيق التنمية وتلبية احتياجات الطاقة.
الغاز.. وقود انتقالي
تعمل جنوب أفريقيا على توسيع عملياتها في مجال النفط والغاز من أجل الحد من اعتمادها على الفحم والمساعدة في تمهيد الطريق لإزالة الكربون.
وذكر تقرير غرفة الطاقة الأفريقية (African Energy Chamber) الصادر مؤخرًا بعنوان "حالة الطاقة الأفريقية 2024"، أن إنتاج الغاز الطبيعي آخذ في الارتفاع على مستوى العالم وفي أفريقيا بصفة خاصة.
وعلى الرغم من الدعوات التي أطلقتها المنظمات البيئية والدول الغنية لوقف الاستثمار في مشروعات النفط والغاز الطبيعي في أفريقيا، يبدو أن العديد من الشركات العاملة حاليًا في القارة تدرك قيمة الغاز الطبيعي بصفته وقودًا انتقاليًا.
في المقابل، تميز حل أزمة المناخ بالمبالغة منذ مدة طويلة؛ حيث إن إزالة الكربون ليست هدفًا يمكن تحقيقه بين عشية وضحاها أو دون بناء البنية التحتية اللازمة لدعم تطوير مصادر الطاقة المتجددة، حسب التقرير.
وتُعَد مثل هذه المهمة بسيطة نسبيًا بالنسبة للدول الغربية، التي استغرقت قرونًا من الزمن في بناء اقتصاداتها وبنيتها التحتية بالاعتماد على الوقود الأحفوري.
ولا ينطبق ذلك على الدول الأفريقية، التي ظلت لمدة طويلة تفتقر إلى فرص التنمية نفسها، ويتعيّن عليها الآن اللحاق بالركب بوتيرة متسارعة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
الشركات الرائدة
تُعَد شركة توتال إنرجي الفرنسية، مسؤولة عن الكثير من أنشطة الاستكشاف وإنتاج الغاز الطبيعي في أفريقيا.
وبعد اكتشاف حقلين ضخمين للغاز في جنوب أفريقيا عامي 2019 و2020، تواصل توتال إنرجي جهودها في التنقيب والإنتاج هناك، على الرغم من جهود دعاة حماية البيئة لمنع المزيد من النشاط.
وتتولّى الشركة قيادة مشروع الغاز المسال في موزمبيق، الذي يُعَد أحد أهم مشروعات تطوير المواد الهيدروكربونية في أفريقيا.
وتزيد شركة فينترسال ديا الألمانية المستقلّة مشاركتها في مشروع رقان نورد للغاز الطبيعي في الجزائر بنسبة 4.5%، وتستحوذ الشركة على حصة شركة المرافق الإيطالية إديسون في المشروع.
وأعلنت شركة فينترسال ديا، التي تتمتع بحضور قوي في شمال أفريقيا، أول إنتاج للغاز مع شركائها شيرون إنرجي، وشركة إينا إندستريا نافتا، والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية في منطقة شرق دمنهور في دلتا النيل البرية في وقت سابق من هذا الخريف.
إمكانات الغاز الطبيعي في أفريقيا
يخلص تقرير غرفة الطاقة الأفريقية (African Energy Chamber) الصادر مؤخرًا بعنوان "حالة الطاقة الأفريقية 2024" إلى أنه ما زالت هناك إمكانات هائلة من الغاز الطبيعي في أفريقيا، وأنها في وضع يسمح لها بزيادة إنتاجها.
ويضيف التقرير أنه يمكن لأفريقيا الاستفادة من سوق الغاز المسال، الذي يعاني نقص الخدمات وتلبية الطلب المستمر في أوروبا، ويشير إلى زيادة إنتاج أفريقيا من الغاز الطبيعي في عام 2023 بنحو 265 مليار متر مكعب إلى أكثر من 280 مليار متر مكعب بحلول عام 2025.
وتقود شمال أفريقيا حاليًا غالبية إنتاج القارة، على الرغم من أنه من المتوقع أن يظل إنتاجها ثابتًا طوال المدة المتبقية من عشرينيات القرن الـ21.
ومن المتوقّع ارتفاع الإنتاج خلال النصف الثاني من هذا العقد مع زيادة موزمبيق إنتاجها من الغاز المسال. ومع بدء تشغيل شركات الغاز الجديدة في بقية أنحاء القارة؛ فإن هذا الاتجاه في زيادة الإنتاج سوف يصبح أكثر وضوحًا.
في الوقت نفسه، من المتوقع أن تزيد نيجيريا والجزائر التركيز على صادرات الغاز المسال، مع تدفقات إضافية مقبلة من مصر وغينيا الاستوائية وموزمبيق والمياه قبالة السنغال وموريتانيا.
ويقف قطاع الغاز الطبيعي في أفريقيا على أهبة الاستعداد لتهيئة القارة بأكملها لإزالة الكربون، كما يفعل العديد من الشركات العاملة في بلدان القارة.
تجدر الإشارة إلى أنه لا يمكن تحقيق هدف القارة التي تغذيه الطاقة المتجددة، ما لم يدرك العالم المتقدم ذلك ويسمح للدول الأفريقية بالانتقال وفقًا لجدولها الزمني الخاص، وليس جدولًا يفرضه عليها الآخرون.
موضوعات متعلقة..
- الغاز الطبيعي في أفريقيا يثير الجدل أوروبيًا.. ودعوات لمواصلة التنقيب
- الطلب على الغاز الطبيعي يرتفع 36% بحلول 2050.. وأفريقيا ضحية نقص الاستثمار
- تحول الطاقة في أفريقيا لن يحدث دون الاعتماد على الغاز الطبيعي (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أرامكو تخفض سعر النفط إلى آسيا لأقل مستوى في 27 شهرًا
- أسواق الطاقة العربية في 2023.. 4 تطورات رئيسة تركت آثارًا عالمية (تقرير)
- 3 انتخابات رئاسية قد تؤثر في قطاع الطاقة العالمي خلال 2024 (تقرير)