سياراتتقارير السياراترئيسية

السيارات الكهربائية تهدد اقتصاد سلوفاكيا والتشيك

تسريح العمالة وخفض الصادرات

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • صناعة السيارات تخفض البطالة من 20% إلى 4% في مدينة سلوفاكية.
  • مسؤول تشيكي يلوم الاتحاد الأوروبي بسبب تهديد صناعة السيارات.
  • السيارات تهيمن على 25% من صادرات سلوفاكيا والتشيك.
  • صناعة السيارات تدفع نمو اقتصاد سلوفاكيا والتشيك إلى معدل أعلى من المتوسط الأوروبي خلال عقدين.

يهدد التحول إلى السيارات الكهربائية في أوروبا نمو اقتصادات دولها، خاصة في جمهوريتي سلوفاكيا والتشيك، وينذر بزيادة معدل البطالة في الدول التي تستقبل استثمارات ضخمة في صناعة المركبات منذ عقود، وفق دراسة حديثة.

وأشارت دراسة لمنظمة "غلوبسك" المستقلة للأبحاث في سلوفاكيا (GLOBSEC)، إلى أن دولة مثل سلوفاكيا، مُعرضة لخسارة محتملة لنسبة 4.5% من قوة العمل لوظائفها، "في أسوأ سيناريو متوقع".

وأوضحت الدراسة، التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة، أن عدد تلك الوظائف المهددة يبلغ 85 ألف وظيفة.

وتحوّلت مدينة دولني كوبين السلوفاكية، التي تقع وسط القارة العجوز، إلى مركز صناعة السيارات الأوروبية أو "ديترويت أوروبا"، على غرار ديترويت أميركا، التي تحتضن تلك الصناعة في الولايات المتحدة.

موطن الاستثمارات

خلال العقود الثلاثة الماضية، تحوّلت مدينة دولني كوبين السلوفاكية إلى موطن لاستثمارات هائلة من كبريات شركات إنتاج السيارات العالمية، مثل "ميبا إيه جي" النمساوية (Miba AG).

وبدأت المدينة في مطلع العام الجاري (2024) تتجه نحو صناعة السيارات الكهربائية المتسارعة، والتي يدعمها الاتحاد الأوروبي.

ويضخ منتجو السيارات استثمارات ضخمة -حاليًا- في التحول إلى المركبات الكهربائية، وأعلنت شركة مثل فولكسفاغن إيه جي (Volkswagen AG) إنتاج طرازات سيارات الدفع الرباعي الكهربائية بالكامل بعد عام 2025 في سلوفاكيا، في حين قالت فولفو (Volvo) إنها ستدشن مصنعًا بالقرب من المدينة في منطقة كوسيس لبدء إنتاج السيارات الكهربائية في 2026.

وترى دراسة حديثة لمنظمة "غلوبسك" أن المشكلة الآن تكمن في وضع شبكة الإمدادات المكونة من عدد هائل من الشركات لهذه الصناعة، التي تدعم اقتصاد البلاد، مع التحول السريع إلى صناعة السيارات.

وفي جمهورية التشيك، موطن صناعة طراز سكودا من فولكسفاغن الألمانية، قرر رئيس الوزراء بيتر فيالا، أن تكون مساعدة صناعة السيارات المحلية في عملية التحول إلى السيارات الكهربائية أولوية إستراتيجية.

وبالمثل، تعزز سلوفاكيا دفاعاتها مع هذا التحول، وتتفاوض الحكومة –حاليًا- مع عدد من المستثمرين المتنوعين لإقامة مصانع بطاريات.

وقال رئيس اتحاد صناعة السيارات السلوفاكي ألكسندر ماتوسك: "عدم إدارة التحول يعني مواجهة مشكلة توظيف"، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ، اليوم الإثنين 8 يناير/كانون الثاني 2024.

مصنع بطاريات سيارة كهربائية في أوروبا
مصنع بطاريات سيارة كهربائية في أوروبا - الصورة من أرتيرا ببلك أفايرز

أهمية الصناعة للاقتصاد

لا يتسم الأمر بالمبالغة عند وصف مدى أهمية صناعة السيارات في كل من سلوفاكيا والتشيك، اللتين انفصلتا عن اتحادهما المسمى "تشيكوسلوفاكيا" عام 1993، وباتت كل واحدة منها صاحبة أكبر معدل في العالم لإنتاج المركبات بالنسبة لكل مواطن.

وتعتمد صادرات جمهوريتي سلوفاكيا والتشيك بنسبة 25% على صناعة السيارات؛ ما قاد معدلات النمو إلى 3.5% في الأولى، و2.5% في الثانية، خلال العقدين الماضيين، وهو أعلى من متوسط النمو في الاتحاد الأوروبي.

وتسيطر صناعة السيارات والصناعات المغذية لها على نصف الإنتاج السلعي في سلوفاكيا. ويبلغ عدد العمالة فيها 260 ألف شخص في 4 شركات للسيارات، و350 من الصناعات المغذية في أنحاء البلاد.

ويزيد عدد العمال في جمهورية التشيك في الصناعة بمقدار الضعف عن عددهم في سلوفاكيا.

وتقع مدينة دولني السلوفاكية -التي يقطنها نحو 18 ألف نسمة- في منطقة زيلينا، واستغرق الأمر عقدين من الزمن لتنجح شركات مثل كيا الكورية الجنوبية (Kia)، وميبا وفولكسفاغن وستيلانتيس (Stellantis) لخفض معدل البطالة من 20% إلى 4% فقط.

ولا يخفي عمدة المدينة جان بريلبوك، تخوّفه من التحول إلى السيارات الكهربائية، وقال: "أعرف من خلال محادثاتي مع المصنعين أنهم مستعدون لهذا التحول، لكنهم يعتمدون على عملائهم في التكيف معه".

وتابع: "نحن نرى في التحول إلى السيارات الكهربائية تهديدًا خطيرًا.. عند التفكير في هذا الأمر يقفز إلى ذهني مباشرةً ما حدث مع شركة نوكيا للهاتف المحمول".

كفاح شركات التشيك

تكافح مئات الشركات في صناعات السيارات المغذية في أنحاء جمهورية التشيك للحفاظ على أوامر الشراء ومعها العمال، في صناعة تشهد أعنف اضطراب منذ عمليات الخصخصة التي بدأت في تسعينيات القرن الماضي.

والسيارات الكهربائية في حد ذاتها ليست مصدرًا للقلق، لكن انخفاض احتياجاتها من الصناعات المغذية، هو الذي يهدد هذا الكم الهائل من الوظائف؛ إذ إنها تمثل عُشر ما تحتاج إليه المركبات ذات المحرك الذي يعمل بالوقود الأحفوري.

ومن بين إعلانات كبريات شركات صناعة السيارات عن استثماراتها المرتقبة في السيارات الكهربائية، قالت سكودا (Skoda) التي تأسست قبل 128 سنة، إنها ستضخ نحو 6.1 مليار دولار بحلول عام 2027.

وصرّح رئيسها التنفيذي كلاوس زلمر، بأن استثمارات السيارات الكهربائية تأتي استعدادًا لحظر أوروبي لبيع مركبات الوقود الأحفوري بحلول 2035.

مصنع سيارات في سلوفاكيا
مصنع سيارات في سلوفاكيا - الصورة من دويتش فيله

لوم الاتحاد الأوروبي

ألقى رئيس رابطة صناعة السيارات التشيكية زدنك زاجيسك، باللوم على الاتحاد الأوروبي في تصاعد التهديد لصناعة السيارات في بلاده، وقال إن التحول السريع إلى السيارات الكهربائية لا يحد من قدرة الشركات على مواجهة هذا التحدي فقط، بل يضعفها اتجاه المنافسة الصينية.

وبدأت شركات صناعة السيارات في تسريح عدد من موظفيها، مثل "كونغسبرغ أوتوموتيف" المحلية في سلوفاكيا؛ إذ طردت 192 عاملًا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي؛ بسبب ارتفاع التكلفة.

ويبدو أن كلًا من سلوفاكيا والتشيك، اللتين حفرتا لهما اسمًا لامعًا في صناعة السيارات العالمية عامة، والأوروبية خاصة، بعد انفصالهما من الاتحاد التشيكسلوفاكي، تواجهان مستقبلًا صعبًا على صعيد جذب الاستثمارات لتلك الصناعة.

ويفضل المستثمرون الاتجاه إلى دول أخرى بدأت تكوين إمبراطورية جديدة في صناعة السيارات الكهربائية، مثل المجر وبولندا؛ إذ تضمان -حاليًا- نحو 12 مصنعًا تحت الإنشاء للبطاريات.

وقال وزير الاقتصاد السلوفاكي السابق نائب رئيس "غلوبسك" فازيل هوداك: "المشكلة هي أنه عندما تختار شركات صناعة السيارات التوسع؛ فإنها قد توجه الإنتاج الجديد إلى حيث يوجد لديها موردون قريبون للبطاريات".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق