أفريقيا تستضيف أكبر مشروع تعدين في العالم.. تكلفته 20 مليار دولار
بعد 27 عامًا من التحديات
الطاقة
يستعد أكبر مشروع تعدين في العالم للانطلاق أخيرًا وبدء الأعمال، بعد تعقيدات دامت نحو 27 عامًا، شهدت خلالها أوراق المشروع والدولة المضيفة، سلسلة من الانتكاسات والمفاجآت.
ومن المتوقع أن يبدأ مشروع تطوير خام الحديد والسكك الحديدية والمواني، بقيمة 20 مليار دولار في منطقة نائية في غرب أفريقيا، خلال العام الجاري (2024) منذ أن حصلت شركة ريو تينتو (Rio Tinto) الأنغلو-أسترالية، لأول مرة على رخصة استكشاف في جبال سيماندو بجنوب شرق غينيا، في 1997، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وخلال هذه السنوات الطويلة، واجه أكبر مشروع تعدين في العالم تحديات ضخمة، تمثّلت في انقلابين بالدولة التي يبلغ عدد سكانها نحو 13 مليون شخص، بالإضافة إلى 4 رؤساء دول، و3 انتخابات رئاسية، ومدد حكم انتقالية.
أزمات التراخيص والمعارك القضائية
في الوقت نفسه، كانت شركة ريو تينتو في مأزق؛ إذ تعاقب على المشروع 6 رؤساء تنفيذيين، وخلال ذلك فقدت الشركة نصف الترخيص، وخاضت معارك قضائية طويلة الأمد مع شركات منافسة، وأجرت تسويات مع السلطات الأميركية بشأن مزاعم فساد.
بالإضافة إلى ذلك، سعت الشركة إلى الخروج من أكبر مشروع تعدين في العالم بالكامل، إلا أنها لم تتمكن من إتمام عملية البيع، وفشلت في هذا التخارج، قبل أن تشهد نقلة جديدة بحلول العام الجديد، وفق ما نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز" (Financial Times) البريطانية.
في مطلع العام الجاري (2024)، وبمجرد حصول الشركات الصينية الشريكة لريو تينتو، على الموافقة الأخيرة من بكين، تعتزم الشركة المدرجة في بورصة لندن، البدء في المشروع الأكثر تعقيدًا في تاريخها، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وقال الرئيس التنفيذي لأعمال النحاس في شركة ريو تينتو بولد باتار، إن أكبر مشروع تعدين في العالم يُعَد الأفضل؛ فلا توجد مشروعات أخرى بهذا الحجم، لافتًا إلى أنه على مدار السنوات الـ7 الماضية، كان المسؤول التنفيذي عن تنفيذ الاتفاقيات التجارية المعقدة للمشروع.
وعن تكلفة المشروع، قالت الصحيفة البريطانية إنها ستكون ضخمة للغاية، بحيث لا تستطيع شركة واحدة تعمل في مجال التعدين أن تطوره بمفردها؛ إذ إنه يجري حاليًا بشراكة بين ريو تينتو وحكومة غينيا، بالإضافة إلى 7 شركات أخرى؛ منها 5 شركات صينية.
الأعمال المنتظرة في المشروع
من المقرر أن تبني شركة ريو تينتو منجمًا واحدًا لخام الحديد، وهو المشروع المعروف باسم "سيمفير" (Simfer)، وذلك بالشراكة مع تحالف تقوده شركة شينالكو (Chinalco)، أكبر منتج للألومنيوم في العالم.
كما سيُقام منجم ثانٍ، معروف باسم مشروع "دبليو سي إس" (WCS) من جانب شركة باوو (Baowu)، وهي أكبر منتج للصلب في العالم، بالشراكة مع تحالف تقوده مجموعة "وينينغ" (Winning) العالمية التي تتخذ من سنغافورة مقرًا لها.
ويشارك الطرفان، خلال الوقت نفسه، في تمويل بناء خط سكة حديدية بطول 552 كيلومترًا، يلتف داخل المناطق الجبلية في غينيا وصولًا إلى البحر، وتطوير ميناء للمياه العميقة على ساحلها الأطلسي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
بالإضافة إلى ذلك، سيكون على شركة ريو تينتو والتحالف الذي تقوده شينالكو الصينية، تمويل خط سكة حديدية إضافي بطول 70 كيلومترًا لربط منجمها بالخط الرئيسي، إذ ستبلغ حصة الشركة الأنغلو-أسترالية 6.2 مليار دولار ضمن التكلفة الإجمالية، أي أكثر من إجمالي النفقات الرأسمالية السنوية للشركة.
يشار إلى أن الأعمال الأساسية ضمن أكبر مشروع تعدين في العالم، كانت قد بدأت بالفعل على طول ممر السكك الحديدية، وبمجرد موافقة بكين على استثمار شركة شينالكو، ستبدأ ريو تينتو العمل في بناء المنجم؛ إذ من المتوقع شحن الخام الأول في عام 2025.
ومن المتوقع أيضًا أن يصل حجم الإنتاج الكامل لأكبر مشروع تعدين في العالم، إلى 60 مليون طن سنويًا بحلول عام 2028، أي ما يمثل نحو 5% من سوق خام الحديد العالمي المنقول بحرًا.
موضوعات متعلقة..
- أكبر مشروع تعدين في العالم يحصل على مهلة "عسكرية"
- أكبر شركة تعدين في العالم تستعد لإنتاج البوتاس من مشروع جانسن العملاق
- قطاع الطاقة الأفريقي يترقب 5 مشروعات في 2024
اقرأ أيضًا..
- إغلاق حقل الشرارة رسميًا.. وليبيا تفقد 350 ألف برميل نفط يوميًا
- أرامكو تخفض سعر النفط إلى آسيا لأقل مستوى في 27 شهرًا
- أسواق الطاقة العربية في 2023.. 4 تطورات رئيسة تركت آثارًا عالمية (تقرير)