نفطأخبار النفطرئيسية

ناقلة النفط هيرويك إيدون تعود إلى نيجيريا لبدء محاكمة طاقمها

مي مجدي

أثارت ناقلة النفط هيرويك إيدون ضجة كبيرة خلال الشهور الماضية، بعد احتجازها في مياه غينيا الاستوائية يوم 12 أغسطس/آب (2022)، جراء تحميل شحنة نفط غير قانونية من حقل "أكبو" النيجيري.

وقالت السلطات في غينيا الاستوائية -مؤخرًا-، إنها ستعيد الناقلة الضخمة التي ترفع علم جزر مارشال وطاقمها إلى نيجيريا لإجراء المزيد من التحقيقات، حسبما نقل موقع سبلاش المتخصص في أخبار النقل البحري (Splash 24/7).

وسبق أن اعتقلت السلطات في غينيا الاستوائية ناقلة النفط هيرويك إيدون بعد مرور 4 أيام من محاولتها تحميل شحنة نفط من حقل "أكبو".

وقالت البحرية النيجيرية، إن الناقلة لم تحصل على التصاريح اللازمة لتحميل شحنة النفط، وبقيت محتجزة في ميناء لوبا بغينيا الاستوائية بانتظار نتائج التحقيقات، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

بداية الأزمة

كانت ناقلة النفط هيرويك إيدون قد وصلت إلى حقل أكبو في 7 أغسطس/آب، لتحميل شحنة خام باعتها شركة شل إلى شركة النفط البريطانية بي بي.

وقالت شركة النفط البريطانية، إنها استأجرت الناقلة على أساس رحلة واحدة، وبعد عملية الاعتقال، اضطرت الشركة لتأمين سفينة بديلة للبضائع.

في حين أفادت البحرية النيجيرية أن شركة النفط المملوكة للدولة أبلغتها أن ناقلة النفط هيرويك إيدون لم يكن مسموحًا لها بالوجود في حقل أكبو، ومن ثم أرسلت دورية للتحقق من مهمتها والتصاريح اللازمة لدخول الحقل.

وأضافت أن قبطان السفينة أوضح أن الناقلة ليس لديها التصاريح اللازمة، ومن ثم صدرت أوامر بتغيير اتجاهها واتّباع خفر السواحل.

ووفقًا للبحرية النيجيرية، تَواصلَ قبطان ناقلة النفط هيرويك إيدون مع وكيل الشحن، ورفض التعاون، وهربت الناقلة من المنطقة، وخرجت من المياه الدولية، بعدما قدّمت إنذارًا زائفًا بوقوع هجوم قراصنة.

وبعد بضعة أيام، وبناءً على طلب من البحرية النيجيرية، اعترضت سفينة تابعة للبحرية في غينيا الاستوائية الناقلة، ورافقتها إلى مالابو، واحتُجزت منذ 13 أغسطس/آب (2022).

طاقم السفينة

يتكون طاقم ناقلة النفط هيرويك إيدون من 26 شخصًا، من بينهم 16 عاملًا هنديًا، و8 سريلانكيين، وبولندي، وفلبيني.

ونُقل 15 من أفراد الطاقم إلى الشاطئ، واحتجِزوا منذ ذلك الحين في مالابو، بينما تُرك باقي أفرد الطاقم على متن الناقلة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "أو إس إم" الرائدة في مجال إدارة السفن والخدمات البحرية أموند نورباي، إن البحّارة عوملوا معاملة المجرمين دون أيّ تُهم رسمية أو إجراءات قانونية لقرابة 3 أشهر.

ورغم دفع غرامة في نهاية شهر سبتمبر/أيلول (2022) مقابل الإفراج عن السفينة وطاقمها، ظلت السفينة والطاقم محتجزين، وفقًا لشركة أو إس إم.

وعملت شركة "أو إس إم" مع مالك الناقلة وشركات التأمين والمستشارين القانونيين واللاعبين في الصناعة لإنهاء الأزمة.

ومع ذلك، حذّر نورباي من التطورات الأخيرة لنقل السفينة إلى نيجيريا، ووصفها أنها خطوة ستحدّ من التوصل إلى أيّ حل سريع.

وكانت مجموعة هانتر النرويجية قد باعت ناقلة النفط إلى شركة "راي كار كاريرز" في يونيو/حزيران (2022)، مقابل 95 مليون دولار.

بيان من طاقم ناقلة النفط

جاء في بيان صادر عن طاقم ناقلة النفط هيرويك إيدون بأنه لم يتعرض لسوء معاملة أو مضايقات من قبل السلطات في غينيا الاستوائية، لكنه شدد أن المحتجزين على متن السفينة وعلى الشاطئ في حالة نفسية حرجة، وصحتهم الجسدية في تدهور.

وقالت الهند، إنها على اتصال بالسلطات في غينيا الاستوائية ونيجيريا للإفراج المبكر عن البحارة الهنود وباقي أفراد الطاقم.

وأفادت السفارة الهندية في غينيا الاستوائية أن جميع أفراد الطاقم بخير، وكشفت أن البحارة المحتجزين على الشاطئ عادوا إلى السفينة مرة أخرى.

وفي وقت سابق، ناشدَ البحارة الهنود المساعدة في الإفراج عنهم، وإعادتهم إلى الهند من غينيا الاستوائية.

ووفقًا للبيان، تعاونَ طاقم السفينة مع جميع التحقيقات التي أجرتها سلطات غينيا الاستوائية، إلى جانب استجوابهم من قبل مسؤولين نيجيريين 3 مرات.

وقال أفراد الطاقم، إن البحرية في غينيا الاستوائية اعتقلتهم بناءً على طلب من نيجيريا، إذ كان من المفترض تحميل شحنة من النفط في حقل أكبو، لكن عملية التحميل تأخرت.

وأوضح البيان أن زورقًا مجهولًا اقترب من ناقلة النفط زاعمًا أنه تابع للبحرية النيجيرية، وطلب منهم التقدم واتّباع التعليمات، لكن الوقت كان متأخرًا، وبذل الطاقم قصارى جهده للتأكد من هوية الزورق.

وبناءً على المعلومات المتاحة وكون نيجيريا منطقة خطرة، أبحر الطاقم بعيدًا وبأقصى سرعة بحسن نية، خوفًا من هجوم قراصنة والحفاظ على سلامة وأمن الناقلة.

وفي اليوم التالي الموافق 9 أغسطس/آب (2022)، حصل الطاقم على معلومات تفيد بأن الزورق المجهول هو سفينة تابعة للبحرية النيجيرية.

التسليم إلى نيجيريا

في الوقت نفسه، لم تُخفِ البحرية النيجرية رغبتها في نقل ناقلة النفط هيرويك إيدون والطاقم إلى نيجيريا.

وقال الشريك في شركة المحاماة البحرية "تاثام" ستيفن أسكينز، إن الطاقم سيتعرض للاحتجاز في ظروف غير إنسانية، وسيبقى رهنًا لإجراء المزيد من التحقيقات، أو إطلاق سراحهم بكفالة.

وأشار أسكيمز إلى أن عملية التسليم إلى نيجيريا ترقى إلى مستوى التسليم غير القانوني، والذي وصفته محكمة الاستئناف في لندن -مؤخرًا- بأنه أحد أخطر انتهاكات حقوق الإنسان.

وأضاف أن التهم التي يواجهها الطاقم لمحاولة سرقة النفط عقوبتها السجن مدى الحياة.

ويرى أن الخطوة الأخيرة ستسبّب ذعرًا في قطاع الناقلات، وستثير تساؤلات تتعلق بتجاهل البحرية النيجيرية المتكرر للقانون الدولي.

سرقة النفط في نيجيريا

في غضون ذلك، كشفت مؤسسة النفط الوطنية في نيجيريا أن حملتها المكثفة للتصدي للصوص حدّت من حجم سرقة النفط في دلتا النيجر الغنية بالنفط، مشيرةً إلى أن البلاد ستعزز الإنتاج في وقت قريب.

ومع ذلك، يعتقد النقّاد أن مشكلة الفساد لم تُحلّ، وتساءلوا عمّا إذا كان من يقف وراء السرقة سيحاكَم أم لا.

وكانت نيجيريا حتى وقت قريب أكبر منتج للنفط في أفريقيا، قبل أن تتراجع إلى المركز الرابع في سبتمبر/أيلول (2022)، وأرجعت السلطات ذلك إلى سرقة النفط.

وقال الرئيس النيجيري محمد بخاري، إن عمليات السرقة تضع اقتصاد البلاد في مأزق.

وأظهرت بيانات من هيئة تنظيم قطاع النفط في نيجيريا أن إجمالي إنتاج النفط والمكثفات في البلاد انخفض إلى 1.14 مليون برميل خلال شهر سبتمبر/أيلول (2022)، مقابل 1.18 مليون برميل يوميًا في أغسطس/آب (2022).

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق