توقعات بنمو سوق السيارات الكهربائية في الهند خلال 2024 وما بعده (تقرير)
نوار صبح
- ارتفاع أسعار البطاريات والأجزاء الإلكترونية أثّر في ربحية الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية
- انتهاء عمر البطاريات تحدٍّ آخر يواجه المصنعين والمستهلكين
- الهند تدعم حاليًا الوقود الأحفوري المستعمل في سيارات محرك الاحتراق الداخلي
- الهند تشهد استثمارًا كبيرًا في البنية التحتية للبطاريات في السنوات القليلة المقبلة
على الرغم من التحديات العديدة، من المتوقع أن تنمو سوق السيارات الكهربائية في الهند خلال عام 2024 وما بعده، مع ريادة استثمارات القطاع الخاص المرتبطة بالحوافز الحكومية.
وقال رئيس قطاع تصنيفات الشركات في وكالة التصنيف الائتماني آي سي آر إيه ICRA، روهان كانوار غوبتا، إن ارتفاع أسعار البطاريات والأجزاء الإلكترونية منذ عام 2022 أثر في ربحية الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية.
وأضاف غوبتا: "سيظل تحقيق وفورات الحجم في تصنيع البطاريات أمرًا بالغ الأهمية في خفض تكلفة السيارة الكهربائية، والمساعدة في تحقيق تكافؤ الأسعار مع سيارات محرك الاحتراق الداخلي في المستقبل"، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وأشار إلى أن التحسينات في كفاءة استعمال الطاقة تظل ضرورية، لأن انتشار البنية التحتية للشحن لن يتحسن إلا بصورة تدريجية"، وفقًا لما نشرته وكالة آرغوس ميديا (argusmedia).
تحديات السيارات الكهربائية في الهند
يواجه قطاع السيارات الكهربائية في الهند تحديًا يتمثل في نقص معالجة الليثيوم، على الرغم من اكتشاف احتياطيات الليثيوم في ولايتي جامو وكشمير وراجستان هذا العام.
وسوف يستغرق الأمر سنوات حتى تتمكن الهند من تطوير التكنولوجيا اللازمة لاستخراج الليثيوم ومعالجته محليًا.
وعلى هامش معرض الهند للتنقل الإلكتروني في بنغالورو في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال المدير الإقليمي لشركة أوكيناوا أوتوتيك الهندية، أوداي إن: "حتى الآن لا يوجد إنتاج لأيون الليثيوم في الهند"، وفق وكالة آرغوس ميديا (argusmedia).
وأضاف "عندما يأتي إنتاج أيون الليثيوم إلى الهند، ستنخفض تكلفة البطارية في الوقت نفسه".
ويمثّل انتهاء عمر البطاريات تحديًا آخر يواجه المصنعين والمستهلكين، وعادةً ما تدوم بطاريات السيارات الكهربائية بضع سنوات فقط، على عكس سيارات محرك الاحتراق الداخلي التي يمكن إعادة تزويدها بالوقود بصورة مستمرة.
وقد تمنع الحاجة إلى استبدال البطاريات، كل بضع سنوات، المستهلكين من اختيار السيارات الكهربائية بدلًا من سيارات محرك الاحتراق الداخلي في السنوات المقبلة.
التغلب على التحديات
تنمو سوق الدراجات الكهربائية ذات العجلتين بمعدل مكون من رقمين مئويين على مدار الأعوام الـ15 المقبلة، حسبما قال الرئيس الإقليمي لشركة تصنيع السيارات الكهربائية الهندية أولا إلكتريك Ola Electric، فيشواش شارما، إذ قلل من المخاوف المتعلقة بالربحية.
وأضاف أن خفض الدعم في يونيو/حزيران 2023 أثر في مبيعات الأشهر القليلة التالية، لكن السوق تخلصت من هذا التأثير.
ويتجلى ذلك من خلال ارتفاع المبيعات في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 إلى أعلى مستوى لها منذ مايو/أيار 2023 إلى 153 ألفًا و441 وحدة، قبل أن تتراجع قليلًا إلى 140 ألفًا و842 وحدة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حسبما تظهر بيانات موقع فاهان الحكومي.
وقال شارما، إن الهند تدعم حاليًا الوقود الأحفوري المستعمل في سيارات محرك الاحتراق الداخلي، مضيفًا أن دعم السيارات الكهربائية سيجري نقله ببطء إلى شركات التجميع، وإلى الشركات المرتبطة بالبنية التحتية للشحن وتطوير البطاريات، ما يؤدي إلى خفض التكاليف.
وأضاف شارما، أنه سيكون هناك استثمار كبير في البنية التحتية للبطاريات في السنوات القليلة المقبلة، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأشار إلى أن الشركات المصنعة الكبرى تواصل تكبد الخسائر، لأنها "تنفق مبالغ كبيرة"، من أجل اختراق السوق، ولكن بمجرد تحقيق ذلك فإن تبديد الأموال سينتهي.
ومن المرجح -أيضًا- أن تقدم الحكومة نسخة ثالثة من خطة اعتماد وتصنيع أسرع للسيارات الكهربائية في الهند (Fame-3) قريبًا، مع انتهاء إعانات Fame-2 في 31 مارس/آذار المقبل.
وتخطط الحكومة لإنفاق 500 مليار روبية (6 مليارات دولار) على خطة Fame-3، حسبما قال المشاركون في السوق لوكالة آرغوس ميديا (argusmedia).
ويُظهر انتعاش مبيعات السيارات الكهربائية، بعد بضعة أشهر من خفض الدعم، أن المستهلكين عادة لا يمانعون في دفع تكاليف إضافية، خصوصًا بالنسبة إلى المرْكبات الكهربائية ذات العجلتين، بحسب مشرف الأبحاث في مجال التنقل الإلكتروني، في شركة كلايمت تريندز، أرتشيت فورسول.
وقال فورسول، إن الزيادة في عدد طرازات السيارات الكهربائية في السوق أتاحت للمستهلكين المزيد من الخيارات.
في المقابل، طرح صانعو السيارات الكهربائية، مثل أولا إلكتريك Ola Electric، وآثير إنرجي Ather Energy، سيارات ذات مواصفات أقل للحفاظ على ثبات الأسعار.
الاستثمار من القطاع الخاص مفتاح
قال مشرف الأبحاث في مجال التنقل الإلكتروني، في شركة كلايمت تريندز، أرتشيت فورسول، إن حكومات مختلف الولايات بدأت دفع نمو سوق السيارات الكهربائية، باستعمال مجموعة من الحوافز، لكن 80% من الاستثمارات المستقبلية المرتبطة بالحوافز ستأتي من القطاع الخاص.
على سبيل المثال، ستعمل حكومة ولاية تاميل نادو على تطوير البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية في 6 مدن من خلال التعاون بين الشركات التي تديرها الدولة وشركات القطاع الخاص.
وستقدم الدولة إعانات للمشروعات الجديدة والتوسعية في إنتاج السيارات الكهربائية ومكوناتها والبنية التحتية للشحن، مع اضطرار المنتجين إلى اختيار إحدى الإعانات المتاحة، من بين حوافز أخرى.
اقرأ أيضًا..
- سوق الطاقة العالمية.. 5 توجهات ترسم ملامح 2024
- أبرز مشروعات الهيدروجين العربية.. خبير أوابك يتحدث عن 4 دول
- خطط سلطنة عمان لتأمين إمدادات الطاقة محليًا وعالميًا (مقال)