تقارير الكهرباءرئيسيةعاجلكهرباء

زلزال اليابان يضرب محطات الكهرباء ويترك الآلاف في الظلام

أسماء السعداوي

فاجأ زلزال اليابان سكان شبه جزيرة نوتو في مقاطعة إيشيكاوا شمالًا خلال أول أيام العام الجديد (2024)، مخلّفًا وراءه دمارًا لم يفلت منه قطاع الكهرباء. وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وبحسب بيانات وكالة الأرصاد اليابانية؛ فقد كان الزلزال بقوة 7.6 درجة على مقياس ريختر، وهو الأقوى الذي تتعرض له "نوتو" منذ عام 1885.

وتسبّب الزلزال في انقطاع إمدادات الكهرباء بسبب الدمار الذي أصاب المرافق، كما خرجت محطات تعمل بالفحم والغاز من الخدمة.

يأتي ذلك الانقطاع في وقت حرج بالنسبة للشبكة؛ إذ يرتفع الطلب لأغراض التدفئة خلال فصل الشتاء.

انقطاع الكهرباء في اليابان

تسبّب زلزال اليابان في خروج 1.2 غيغاواط على الأقل من قدرات توليد الكهرباء بالفحم من الخدمة في محطة ناناو أوتا الحرارية بعدما أُغلقت الوحدتان الأولى والثانية بقدرة 500 ميغاواط و700 ميغاواط على الترتيب.

وانخفض إنتاج الكهرباء -أيضًا- في محطة توياما شينكو لتوليد الكهرباء العاملة بالغاز الطبيعي بقدرة 500 ميغاواط، إلى 300 ميغاواط فقط، إلا أن المحطة ما زالت تعمل، حسبما جاء في بيان أصدرته وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة.

محطة كهرباء توياما شينكو
محطة كهرباء توياما شينكو - الصورة من "wikidata"

وحتى الساعة الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي (02:00 ظهرًا بتوقيت مكة المكرمة)، كان الظلام يسود نحو 43 ألف منزل بعد انقطاع الكهرباء في إيشيكاوا ونيغاتا ومحافظات أخرى، بسبب الأعطال التي أصابت مرافق التوزيع والاستقبال، وليس خطوط النقل والمحطات الفرعية.

ولم تتأثر الإمدادات الإجمالية لشركة "هوكوريكو إلكتريك" (Hokuriku Electric) بسبب دعم شركة "كانساي إلكتريك" (Kansai Electric)، وفق ما ذكره تقرير نشرته وكالة "إس آند بي غلوبال" (spglobal).

وفي الساعة 05:35 مساء بالتوقيت المحلي (11:35 مساء بتوقيت مكة المكرمة)، أغلقت شركة جيرا (JERA) أكبر شركات الكهرباء في اليابان، الوحدة الثانية بقدرة 595 ميغاواط من محطة جويتسو الحرارية، لمعرفة ما إذا كانت هناك أضرار ناجمة عن زلزال اليابان.

ثم أعلنت، في وقت لاحق، أنها ستسأنف تشغيل الوحدة غدًا الثلاثاء 2 يناير/كانون الثاني 2024.

تسونامي جديد

جراء زلزال اليابان، أُطلقت تحذيرات من حدوث موجات تسونامي قد يصل ارتفاعها إلى 3 أمتار في المناطق اليابانية الواقعة على ساحل بحر اليابان.

تلا ذلك إعلان مماثل من قِبل السلطات في مناطق ساخالين وفلاديفوستوك وخاباروفسك وبريموري بأقصى الشرق في روسيا.

وتُعد منطقة أقصى الشرق الروسي إحدى أهم مناطق إنتاج النفط والغاز في روسيا، وموطنًا للعديد من المواني وخطوط الأنابيب التي توصل إمدادات الطاقة الروسية إلى الأسواق الآسيوية.

وتعليقًا على مخاوف بشأن تأثير زلزال اليابان في تلك الإمدادات، قال متحدث باسم شركة ترانسنفط (Transneft) مشغل الأنابيب الروسية، إنه لم تحدث أي أعطال أصابت الشبكة إلى الآن.

من آثار زلزال اليابان
من آثار زلزال اليابان - الصورة من شبكة "سي إن إن" الأميركية

كارثة فوكوشيما النووية

توجد اليابان داخل منطقة حزام الزلازل، وهو ما يجعلها عُرضة لتكرار الهزات الأرضية التي كان أشدها يوم 11 مارس/آذار من عام 2011 بقوة 9.1 درجة على مقياس ريختر.

وتسبب ذلك الزلزال الأكبر في تاريخ اليابان، بتضرر المفاعل النووي في فوكوشيما؛ ما تسبب بإطلاق انبعاثات كبيرة من المواد المشعة تضرر منها الملايين من الأشخاص.

وأدت موجات تسونامي الناتجة عن الزلزال إلى زيادة الحرارة في المحطات رقم 1 و2 و3؛ ما تسبب في انصهار قلب المفاعل النووي وإطلاق الهيدروجين، ثم وقع انفجار داخل مبنى احتواء المفاعل بالمحطات 1 و3 و4، أعقب ذلك تسرب الإشعاع النووي القاتل.

وبعد ذلك، قررت اليابان وقف مفاعلاتها خوفًا من تكرار الكارثة التي سرّعت من خروج الطاقة النووية من مشهد الطاقة في ألمانيا.

لكن أزمة الطاقة العالمية في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022، أعادت بريق الطاقة النووية إلى عيون طوكيو؛ أملًا في توفير مصدر كهرباء نظيف وموثوق بعيدًا عن الانبعاثات الكربونية التي يطلقها الوقود الأحفوري، وتحقيقًا لهدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وفي 31 مايو/أيار 2023، وافق البرلمان الياباني على قانون يسمح بتمديد عمر المفاعلات النووية لأكثر من 60 عامًا، مع الامتثال لقواعد السلامة الجديدة، وبناء وحدات جديدة لتحل بدلًا من القديمة.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم (2023)، قررت اليابان تشغيل أكبر مفاعل اندماج نووي في العالم يعمل بالبلازما "جيه تي-60 إس إيه".

وكان من المقرر تشغيل المفاعل في 2016، إلا أن الأمر تأجل جراء زلزال 2011 ومشكلات أخرى تتعلق بالتصميم والمشتريات.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلنت طوكيو اعتزامها تشغيل المفاعل رقم 2 في محطة شيكا النووية مطع 2026، والذي كان مغلقًا منذ كارثة فوكوشيما.

وفي يوليو/تموز، أُعلنت إعادة تشغيل أقدم مفاعل نووي في اليابان رقم 1 في محطة تاكاهاما بمحافظة فوكوي، بعد إغلاقه 12 عامًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق