أنس الحجي: السعودية تؤدي دورًا مهمًا بأسواق النفط في 2024.. وهكذا يتلاعب الروس (صوت)
أحمد بدر
من المتوقع أن يتواصل الدور المهم الذي تؤديه كل من السعودية وروسيا في أسواق النفط في 2024، لا سيما فيما يخص قيادة منظمة أوبك وتحالف أوبك+، والخفض الطوعي للإنتاج والصادرات، الذي أعلنتاه.
وقال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن الحديث عن دور الرياض وموسكو خلال العام المقبل (2024) يفرض التركيز أولًا على موضوع صادرات النفط الروسية في الوقت الحالي.
وأضاف، خلال حلقة "أنسيات الطاقة"، عبر منصة "إكس"، التي قدّمها بعنوان "أسواق النفط في 2024 ودور السعودية وروسيا": "يجب الانتباه إلى أن صادرات النفط الروسي (عبر البحر)، رغم كل العقوبات من جانب الاتحاد الأوروبي مجموعة الـ7 بما فيها أميركا، ورغم وجود السقف السعري، كانت الأعلى في تاريخ موسكو على الإطلاق".
إلّا أن الحجي نبّه إلى ضرورة الحذر في استنتاج أو الوصول لأيّ نتائج من هذه المعلومات، لأن روسيا كانت تصدِّر للاتحاد الأوروبي عبر أنابيب، وانخفضت صادرات الأنابيب بشكل كبير، فحوّلت موسكو الصادرات إلى السفن والبحر.
إنتاج روسيا النفطي وصادراتها
قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن الصادرات الكلّية لروسيا انخفضت عمومًا، وانخفض الإنتاج نفسه، إذ كانت تنتج 11.6 مليون برميل يوميًا من السوائل النفطية في عام (2019)، الآن تنتج 10.6 مليون برميل يوميًا، بينما الصادرات لم تنخفض بشكل كبير.
وأضاف: "بالنسبة إلى الصادرات البحرية، فقد زادت بشكل كبير، لأن روسيا حولت جزءًا كبيرًا من صادرات الأنابيب إلى البحر، وهناك أمر آخر، هو ضعف الاقتصاد الروسي بسبب الحرب، ما أدى إلى انخفاض الطلب على النفط داخل روسيا، ومكّنها من زيادة الصادرات دون زيادة الإنتاج".
وأوضح الدكتور أنس الحجي أنه من الواضح تمامًا أن الروس ما يزالون يتلاعبون في الإنتاج والصادرات، عند الحديث عن حصتهم في أوبك+، وما يجب أن يلتزموا به، مضيفًا: "هنا أودّ أن أذكر موضوعًا مهمًا، وهو أنه خلال اجتماع أوبك الأخير، لم تتفق دول أوبك+ على تخفيض الإنتاج بصفة مجموعة".
ولكن، وفق الحجي، بعد انتهاء الاجتماع، أعلنت السعودية تمديد التخفيضات الطوعية حتى نهاية الربع الأول من 2024، والتي تُقدَّر بنحو مليون برميل يوميًا، إلى جانب التخفيضات السابقة التي تمتد لنهاية العام المقبل، والتي تستهدف خفض المعروض بأسواق النفط في 2024.
كما أعلنت روسيا تمديد خفض النفط الخام بمقدار 300 ألف برميل يوميًا حتى نهاية الربع الأول، بجانب 200 ألف برميل من زيت الوقود، ولكن الغريب في الأمر أن كل الدول التي أعلنت تخفيضات طوعية كانت تخفض الإنتاج، عدا موسكو التي أعلنت خفض الصادرات، وهذه نقطة خلافية.
لماذا تركز روسيا على الصادرات؟
قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن هناك عددًا من النظريات المتعلقة بأسباب تركيز روسيا على الخفض الطوعي بالنسبة للصادرات، بدلًا من التركيز على خفض الإنتاج، مثل باقي دول أوبك، والتي منها:
النظرية الأولى: أن السعودية هددت روسيا بأن تلتزم، ولا توجد أدلة على الالتزام الروسي، لأن أغلب السفن التي تغادر المواني الروسية تغلق أجهزة التتبع، ومن ثم لا يمكن معرفة ما يحدث في الإنتاج أو الصادرات.
ومن ثم، بحسب الحجي، طالبت السعودية روسيا بإيجاد طريقة للتأكد تمامًا من خفضها، فكان الحل الأمثل هو التركيز على الصادرات، لأنه لا يمكن التركيز على الإنتاج في هذه الحالة.
النظرية الثانية: أن روسيا لا يمكنها خفض الإنتاج خلال فصل الشتاء، بسبب أن الآبار الموجودة لديها إذا توقفت خلال الشتاء لا يمكن العودة إليها مرة أخرى، وتتسبب في مشكلات.
وأوضح الحجي أنه لا أحد يدري ما الوضع على وجه التحديد، ولكن روسيا تركّز على الصادرات، إذ أعلنت حكومتها قبل أيام أن هناك مزيدًا من تخفيضات الصادرات، لسببين، أولهما يتعلق بالطقس وتوقّف الصادرات من بعض المواني، والثاني هو أعمال الصيانة التي خفضت الكميات بنحو 50 ألف برميل يوميًا.
أسواق النفط في 2024
قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إنه بالنظر إلى التوقعات المختلفة الخاصة بأسواق النفط في 2024، والطلب على النفط، سواء من جانب وكالة الطاقة الدولية أو أوبك وإدارة معلومات الطاقة الأميركية، يُلْحَظ أن إنتاج دول خارج أوبك سيفي بكل متطلبات نمو الطلب.
ومن ثم، وفق الحجي، يجب الالتزام بالحصص الإنتاجية، وبالتخفيضات، ما يعني -إذا كانت الأرقام صحيحة- أن التخفيض الذي أقرّته السعودية وروسيا وحلفاؤهما، والذي ينتهي في الربع الأول من العام المقبل، يجب تمديده حتى نهاية العام.
وأوضح الدكتور أنس الحجي أنه إذا كان انخفاض الطلب على النفط في الربع الأول بسبب الانخفاض الفصلي من جهة، وإذا كان الشتاء دافئًا، قد ينتهي الأمر بحرب أسعار، لأنه لا يمكن أن تواصل دول أوبك التخفيض، بينما دول خارج أوبك، وخاصة أميركا والبرازيل والنرويج وغايانا، تزيد إنتاجها بهذا الشكل.
وأضاف: "من ضمن الأمور السيئة بالنسبة لأسواق النفط في 2024، أن عدد المضاربات المتفائلة بارتفاع أسعار النفط، بلغ خلال الأسبوع الماضي أدنى مستوى له منذ عام 2011، وهو أمر لا يوفر السيولة في السوق، وهناك أيضًا تشاؤم، يرجع جزء منه إلى عدم قدرة دول أوبك على الاتفاق بينها على خفض الإنتاج، وعدم زيادة التخفيضات الطوعية".
لذلك، يرى الحجي أن هناك إشكالًا كبيرًا بالنسبة لدور السعودية وروسيا في أسواق النفط في 2024، إذ يتضح من المعطيات الحالية أن عليهما تمديد التخفيضات الطوعية من الربع الأول حتى نهاية العام، وكل هذا يفترض عدم وجود أحداث سياسية كبيرة، قد تؤدي بالدول المنتجة لتخفيض الإنتاج بشكل كبير.
موضوعات متعلقة..
- ملامح أسواق النفط في 2024.. أبرز التحديات والمخاوف
- أرامكو السعودية توفر إمدادات كاملة من النفط لعملائها في آسيا
- ملامح أسواق النفط والغاز عالميًا خلال 2024 (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- مزارع الرياح التجارية في أميركا تهدد أسعار المنازل القريبة (دراسة)
- خبير بريطاني: التخلص الفوري من الوقود الأحفوري يقتل معظم البشر
- مشروعات النفط والغاز العالمية تواجه اختبار التضخم (دراسة)