رئيسية تقارير الطاقة المتجددة طاقة متجددة

خبراء: توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في الجزائر يقل 6 مرات عن تكلفة الغاز

الجزائر: عماد الدين شريف

2023-12-25

0 964

شدد عدد من الخبراء على ضرورة الاستثمار الأمثل لإمكانات الطاقة المتجددة في الجزائر؛ بما يُمَكِّن البلاد من تحقيق إستراتيجيتها في تحول الطاقة، وتأمين احتياجاتها من الطلب على الكهرباء.

وأجمع العديد من الخبراء في مجال الطاقة والطاقات المتجددة -خلال مشاركتهم في ورشة حول الطاقات المتجددة، نظّمها، أمس الأحد 24 ديسمبر/كانون الأول، النادي الجزائري للتميز والكفاءات العالية وتابعتها منصة الطاقة المتخصصة- على أهمية وضع رؤية واضحة في البرامج الوطنية المقررة في مجال تحول الطاقة.

وأكد الخبراء أن توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في الجزائر يقل بنحو 6 مرات عن تكلفة إنتاجه من الغاز، داعين إلى سرعة الاستثمار في هذا النوع الواعد من مصادر الطاقة.

تكلفة أقل 6 مرات

قال الباحث وعميد كلية العلوم في جامعة الشارقة نوار ثابت، إنّ التحكم في التكنولوجيا الحديثة من شأنه تقليص حجم النفقات وتكلفة المشروعات الخاصة بالطاقة المتجددة في الجزائر.

وذكر أنّ إشكالية الاستثمار في هذا النوع من المشروعات كان يصطدم في وقت سابق مع التكلفة العالية في مرحلة الإنجاز، موضحًا أنّ أحدث ما توصل إليه العلم والبحوث يجعل توليد الطاقة الشمسية أقل تكلفة بـ6 مرات مقارنة بتلك المولّدة باستعمال توربينات الغاز.

واستدل على ذلك بمشروع إنتاج 2000 ميغاواط من الطاقة الشمسية، الذي تمكّنت من خلاله الشركات المنجزة من تقليص التكلفة بـ6 مرات من مشروعات محطات الغاز الطبيعي بوصفه مصدرًا، وهو الأمر الذي يبرّر كون إنتاج الكهرباء عبر العالم اعتمد خلال السنة الحالية على الطاقة المتجددة بنسبة فاقت 80%.

وأضاف أنّ نحو 67% من إنتاج الطاقة المتجددة في العالم، خلال العام الجاري، جاءت من الطاقة الشمسية وثلث من طاقة الرياح، وهي الإمكانات المتوافرة في الجزائر وتنتظر استثمارها.

تأخر في البرامج

أشار نوار ثابت إلى وجود تأخر في الاستثمار بالطاقة المتجددة في الجزائر، على الرغم من تملك إمكانات كبيرة في الاستثمار بطاقة الرياح وغيرها من الإمكانات الطبيعية، والطاقات البشرية؛ إذ تُعَد الجزائر من بين أولى الدول العربية التي استثمرت في صناعة ألواح وخلايا الطاقة الشمسية التي انطلقت منذ ثمانينيات القرن الماضي، لكن ليس بالقدر الكافي والكفاءة المطلوبة؛ الأمر الذي يتطلب العمل في إطار الشراكات للتحكم في التكنولوجيا انطلاقًا من تحديد الهدف وتوفير الإرادة السياسية لبلوغه.

ودعا إلى الاستفادة من الكفاءات الوطنية خارج البلاد، وذلك من خلال تطوير البيئة البحثية، وإشراكهم في رسم البرامج والمخططات عبر استشارتهم على أقل تقدير وتوظيفها في المشروعات الكبرى المقررة.

وشدد على ضرورة العمل على ضخ أموال الاستثمار في المجال البحثي؛ لضمان تكافؤ المنافسة بين ما تنتجه المصانع الوطنية من تجهيزات خاصة بالمحطات الشمسية الكهروضوئية وما تفرضه السوق الدولية في هذا المجال (الإنتاج الصيني للألواح الشمسية).

جانب من ورشة عمل الطاقة المتجددة في الجزائر

تحول الطاقة

أشار الخبير الدولي في مجال الطاقة كمال يوسف تومي، إلى أهمية التحضير للبيئة العملية؛ لتحقيق التحول الطاقوي المنشود في الجزائر.

وشدد على الاهتمام بالعنصر البشري؛ كونه العامل الفاصل في كل تغيير مراد بلوغه؛ ومن ثم العمل على التحكم في التكنولوجيا والحلول التقنية، مما توصلت إليه آخر الأبحاث في هذا المجال، من أجل الاستفادة بأكبر قدر ممكن من الإمكانات التي تمتلكها الجزائر في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وأشار الخبير الدولي في الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة علي شقنان، إلى البرامج الطموحة التي أطلقتها السلطات العمومية في هذا المجال، ولا سيما برنامج 15 ألف ميغاواط في آفاق 2035، والذي برمج في شطره الأول 3000 ميغاواط مقسمة على مشروعين؛ ما اعتبره خطوة عملية لتحقيق هدف المزيج الطاقوي في الجزائر وتنويع مصادر الطاقة بطريقة سلسلة؛ ومن ثم الاستفادة من الطاقات الأحفورية في الجزائري، خاصة الغاز الطبيعي.

وأكد ضرورة التحضير للعمل بالطاقات النظيفة، مشيرًا إلى الإمكانات الموجودة، كما هو الشأن بالنسبة إلى حجم الإشعاع السنوية للشمس، وتوفر شبكة واسعة وقرب المسافة من أوروبا، التي تُعَد أحد أهم العملاء الطاقويين للجزائر، داعيًا خلال السياق ذاته للاستثمار في العامل البشري من خلال تكوين الموارد البشرية وتدريبهم للتحكم في أحدث التكنولوجيات بالمجال.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..