توقعات أسواق النفط في 2024.. وهل تستمر تخفيضات أوبك+؟ (صوت)
أحمد بدر
اختلفت توقعات أسواق النفط في 2024 عمّا كان متوقعًا لها في مطلع العام الجاري، إذ ذهب أغلب المحللين إلى أن الربع الرابع من 2023 سيشهد ارتفاعًا في أسعار النفط قد يصل إلى حاجز الـ90 دولارًا ويتجاوزه، ولكن هذا السيناريو اختلف لأسباب عديدة.
يقول مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن أهم أسباب اختلاف السيناريو كان تراجع معدلات النمو الاقتصادي، وبشكل خاص في الصين، الأمر الذي خفّض الطلب على النفط، بجانب ارتفاع المخزونات في كل من الصين واليابان والهند وأميركا.
وأوضح، خلال حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، بمنصة "إكس"، جاءت بعنوان "أسواق النفط في 2024 ودور السعودية وروسيا"، أن الطلب على النفط عادة ما يتراجع في الربع الأول -فصليًا- من كل عام، إذ ينخفض أحيانًا ليكون بنحو مليوني برميل يوميًا، وإذا كان الشتاء دافئًا يكون الانخفاض كبيرًا.
أثر الخفض الطوعي لإنتاج النفط
يقول الدكتور أنس الحجي، إنه بجانب قرار دول أوبك+ بتمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط من جهة، والتخفيضات الطوعية من جانب دول أخرى، فإن الأمر يتعلق بأنه إذا كان الانخفاض في الطلب أكبر من التخفيض الطوعي، فهذا يعني انخفاض أسعار النفط.
ولكن، وفق الحجي، بسبب العوامل السياسية ترتفع أسعار النفط حاليًا، وليس بسبب تغير الوضع الاقتصادي في هذه الدول، ولكن واضح الآن -على خلاف التوقعات القديمة في بداية 2023- أن وضع أسواق النفط في 2024 سيكون صعبًا.
وأضاف: "من ثم من المتوقع أن تُبقي دول أوبك+ تخفيضاتها طيلة العام، بينما تقوم دول خارج أوبك بزيادة الإنتاج"، مؤكدًا ضرورة النظر إلى توقعات وكالة الطاقة الدولية وأوبك وإدارة معلومات الطاقة الأميركية لعام 2024.
بالنسبة لوكالة الطاقة الدولية، بحسب الدكتور أنس الحجي، فهي تتوقع الآن أن ينمو الطلب على النفط بمقدار 1.1 مليون برميل يوميًا، إذ يرى أن هذا خبر جيد، ويعني ارتفاع الطلب على النفط في عام 2024 إلى أعلى مستوى له في التاريخ، على خلاف التوقعات التي انتشرت في عامي 2019 و2020 بأنه بلغ ذروته.
ومن ثم، وفق الحجي، سيبدأ الطلب على النفط بالانخفاض الآن، وهو يستمر بالنمو، وحتى وكالة الطاقة الدولية التي تحارب النفط تتوقع أن ينمو، ولكن هناك إشكال كبير في هذا التوقع، وهو أن الوكالة تتوقع أن ينمو الطلب بمقدار 1.1 مليون برميل يوميًا، ولكنها تتوقع أيضًا أن ينمو إنتاج خارج دول أوبك بمقدار 1.2 مليون برميل.
وتابع: "بعبارة أخرى، تتوقع الوكالة أن دول خارج أوبك ستفي بكل هذه الزيادة في الطلب، ومن ثم لا حاجة لأن تزيد دول أوبك الإنتاج بأيّ شكل، ومن ثم -هنا- تزيد حصة دول خارج أوبك على حساب دول أوبك، التي تقوم بتخفيض الإنتاج".
توقعات أوبك وإدارة معلومات الطاقة
قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن أوبك لديها رؤية مختلفة لأسواق النفط في 2024، إذ تتوقع أن يرتفع الطلب على النفط بضعف ما تراه وكالة الطاقة الدولية، وأن ينمو بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا، وأن إنتاج خارج أوبك سينمو بمقدار 1.4 مليون برميل يوميًا.
ويعني هذا، وفق الدكتور أنس الحجي، أنه ستكون هناك حصة بحدود 800 ألف برميل يوميًا يمكن أن تستفيد منها دول أوبك بزيادة الإنتاج خلال العام، ولكن هناك مشكله كبيرة في توقّع أوبك، وهي أنها إذا كانت ترى ذلك، وسبق أن قالته في 2023، فلماذا خفضت السعودية وروسيا ودول أخرى إنتاجها؟
وأوضح أنه وفق حسابات أوبك، من المفروض أن يزيد الإنتاج، ولكن هذه الدول تخفض الإنتاج، ومع هذا انخفضت الأسعار، فهناك مشكلة كبيرة في توقعات أوبك، إذ إنها تتنافى مع تمديد التخفيضات المقررة في أكتوبر/تشرين الأول 2022 إلى آخر 2024.
وبالنسبة إلى توقعات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، قال الحجي، إنها ترى أن الطلب على النفط سينمو بمقدار 1.34 مليون برميل يوميًا، وهو تقدير قريب من وكالة الطاقة الدولية، إلّا أنها توقعت أن ينمو إنتاج دول خارج أوبك بمقدار 860 ألف برميل يوميًا فقط.
وأضاف: "بعبارة أخرى، ترى أوبك أن إنتاج دول خارج أوبك سينمو بحدود 540 ألف برميل يوميًا، فوق توقعات إدارة معلومات الطاقة، بينما تتوقع إدارة معلومات الطاقة أن ينخفض إنتاج النفط الأميركي، وهو ما لا نراه، إذ نتوقع زيادة كبيرة وتغيرات ضخمة".
ولكن، بحسب الدكتور أنس الحجي، نظرًا إلى كل هذه التوقعات الخاصة بأسواق النفط في 2024، يتضح أن -ما عدا توقّع أوبك المبالغ فيه بالنسبة للطلب على النفط- إنتاج خارج أوبك يفي بكل النمو، أو بكل نمو الطلب على النفط.
وتابع: "من ثم سيكون الوضع حرجًا، خاصة أن الطاقة الإنتاجية الفائضة في دول أوبك -دول الخليج تحديدًا- مرتفعة، وستلقي بظلالها على أسواق النفط في 2024، إذ ما زالت المخزونات مرتفعة في الصين، التي لديها حاليًا 940 مليون برميل، أي كمية هائلة، قد تمكّنها من سحب مليوني برميل يوميًا لمدة عام ونصف".
ولفت إلى أنه إذا استمر الوضع الاقتصادي على ما هو عليه في الولايات المتحدة، فالواضح أن هناك مشكلة، لأن الطلب على النفط في الولايات المتحدة في 2023 ما زال أقلّ منه في 2022، وهذا يدلّ على وجود مشكله حقيقية.
لذلك، يرى الحجي أن هناك مشكلة كبيرة تنتظر أسواق النفط في 2024، على خلاف التوقعات الأولية التي طرحها الخبراء مطلع العام الجاري 2023.
موضوعات متعلقة..
- أنس الحجي: أسواق النفط في 2024 تستعد لأحداث كبرى.. أبرزها الانتخابات الأميركية (صوت)
- ملامح أسواق النفط في 2024.. أبرز التحديات والمخاوف
- ملامح أسواق النفط والغاز عالميًا خلال 2024 (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- مزارع الرياح التجارية في أميركا تهدد أسعار المنازل القريبة (دراسة)
- خبير بريطاني: التخلص الفوري من الوقود الأحفوري يقتل معظم البشر
- مشروعات النفط والغاز العالمية تواجه اختبار التضخم (دراسة)