توترات باب المندب تهدد صادرات نفط 4 دول.. ليبيا والجزائر أكبر المتضررين
أسماء السعداوي
تتخذ بعض شحنات النفط الخام من مضيق باب المندب طريقًا للوصول إلى الأسواق العالمية، لكن الهجمات الأخيرة لجماعة الحوثي اليمنية على ناقلات النفط تهدد سلامة عملية الشحن.
ويوجد مضيق باب المندب بين اليمن وجيبوتي بأقصى جنوب البحر الأحمر، ويربط بين القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا، مرورًا بقناة السويس المصرية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وبهدف الضغط لوقف الحرب المتواصلة في قطاع غزة، أعلنت جماعة الحوثي أنها ستستهدف جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل (بغضّ النظر عن جنسيتها)، محذّرة شركات الشحن الدولية من التعامل مع مواني تل أبيب.
وبانتظام، تغذّي إمدادات النفط الخام القادم من دول ليبيا والجزائر وقازاخستان وأذربيجان عددًا من مصافي التكرير بشرق آسيا، ويُنقل عبر مضيق باب المندب في البحر الأحمر.
ويُنقل مزيج "سي بي سي" (CPC) القازاخستاني ومزيج الصحراء الجزائري ومزيج آذري الخفيف الأذربيجاني وإنتاج حقل الشرارة الليبي، عبر المضيق.
وبسبب التوترات، أعربت مصافي تايلاندية وإندونيسية وكورية جنوبية عن مخاوفها إزاء الهجمات التي كان آخرها اليوم (18 ديسمبر/كانون الأول 2023)، عندما أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية بوقوع حادث بالقرب من مضيق باب المندب، على بعد ميلين بحريين من إحدى السفن.
وقالت المصافي، إنها تبحث اتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح لتسليم شحنات النفط، تجنبًا لمخاطر الشحن في المضيق، بحسب تقرير نشرته وكالة "إس آند بي غلوبال" (spglobal).
مخاوف مصافي شرق آسيا
يهدد الوضع الحالي المتوتر لشحن النفط عبر مضيق باب المندب بإنهاء واردات النفط المارة بالبحر الأحمر وقناة السويس.
يُضاف إلى ذلك أن مصافي التكرير الأسيوية تعتمد بنسبة ضئيلة أصلًا على ذلك الطريق، مقارنة بإجمالي واردات الخام.
وفي المقابل، تُنقل كل شحنات الخام القادمة من الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية وغرب أفريقيا إلى بلدان الشرق الأقصى عبر طريق رأس الرجاء الصالح المارّ بجنوب أفريقيا، كما أن الخام الحامض القادم من دول الخليج إلى الهند وشرق أسيا بعيد عن المخاطر.
وأشارت مصافٍ في جنوب شرق آسيا وكوريا الجنوبية إلى أن هجمات الحوثيين المتكررة على السفن المارّة بمضيق باب المندب "تدق جرس الإنذار"، رغم أنها (المصافي) تشتري كميات صغيرة من الخام منخفض الكبريت من ليبيا والجزائر وقازاخستان وأذربيجان.
وتُشحن الأغلبية العظمى من شحنات النفط الخام من تك البلدان على متن الناقلات الكبيرة جدًا (حمولتها أكثر من 200 ألف طن متري (مليون و420 ألف برميل)، وتسافر عبر طريق رأس الرجاء الصالح، حسبما تقول مصادر من داخل مصافي التكرير الكورية الجنوبية والتايلاندية والإندونيسية.
(الطن= 7.1 برميلًا).
لكن نفط حقل الشرارة ومزيج مسلة ومكثفات مليتة في ليبيا وكذلك مزيج الصحراء الجزائري و"سي بي سي" القازاخستاني وآذري الأذربيجاني الخفيف، تُنقل على متن ناقلات حمولتها بين 125 و200 ألف طن متري أو ناقلات أصغر حجمًا، وتسافر عبر قناة السويس مرورًا بمضيق باب المندب، وصولًا إلى مواني الشرق الأقصى.
رأس الرجاء الصالح بديلًا
تحاول مصافي التكرير التايلاندية والكورية الجنوبية تجنّب المخاطر اللوجستية لنقل النفط عبر مضيق باب المندب، عن طريق توجيه بعض -أو كلّ- شحنات مزيج "سي بي سي" والصحراء الجزائري والنفط الليبي إلى مواني غرب أفريقيا، حسبما تقول مصادر.
ومن هناك، يمكن تحميل تلك الشحنات إلى جانب مشتريات النفط الخام النيجيري والأنغولي والأميركي المنقولة عبر الناقلات الكبيرة جدًا.
ويُنقل معظم -أو كلّ- شحنات النفط الأميركي والغرب أفريقي إلى تايلاند في الناقلات الكبيرة جدًا، التي تتخذ من رأس الرجاء الصالح سبيلًا لها.
يؤكد ذلك الاتجاه مصدر من داخل مصفاة نفط تايلاندية تديرها الدولة بقوله، إنه من الممكن دراسة إفساح المجال داخل الناقلات الكبيرة لتحميل شحنات النفط الليبي الخفيف والحلو.
وتراجعت واردات تايلاند من النفط الخام الليبي بنسبة 13% على أساس سنوي إلى 34.774 برميل يوميًا خلال الأشهر الـ10 الأولى من هذا العام (2023)، بحسب بيانات الجمارك المحلية.
وفي المقابل، قفزت واردات تايلاند من النفط الأميركي بنسبة 56% خلال المدة المذكورة إلى 108.064 برميل يوميًا، وذلك على أساس سنوي.
خفض المشتريات
بعيدًا عن الأزمة اللوجستية الحالية، تقول مصافٍ تايلاندية وإندونيسية وكورية جنوبية، إنها تدرس مقترحًا بخفض مشتريات النفط الليبي والقازاخستاني والجزائري والأذربيجاني.
يؤكد ذلك محلل الأسواق في شركة برتامينا الإندونيسية (Pertamina) بقوله، إن درجات الخام المذكورة تشكّل حصة صغيرة، ويمكن استبدالها بسهولة عبر الاستعانة بمورّدين آخرين.
كما تقول مصافي تكرير في تايلاند وتايوان واليابان، إن آسيا لا تحتاج بالضرورة إلى الاعتماد على إمدادات النفط الليبية والجزائرية والأذربيجانية والقازاخستانية، لأن هناك الكثير من إمدادات الخام الأميركي الخفيف والحلو الوفيرة ذات السعر الجاذب.
وأشار تجّار ومحللون في كوريا الجنوبية إلى أنه من الممكن استبدال الخام الجزائري أيضًا بالخام الأميركي، لأنه لا يوجد داعٍ لنقل شحنة صغيرة من الخام وسط المخاطر.
وعن ذلك، يقول محلل في جمعية النفط الكورية، إن كوريا الجنوبية تشتري عادة نحو 600 ألف برميل شهريًا من النفط الجزائري، لكن عند مقارنتها بمتوسط المشتريات من الخام الأميركي التي تتراوح ين 10 و12 مليون برميل، فالأمر لا يستحق المخاطرة لمواصلة شراء الشحنات الجزائرية.
الوضع في الصين
تمرّ واردات مصافي التكرير المستقلة في الصين (أكبر مشترٍ للنفط الخام في العالم) من خام "سي بي سي" عبر مضيق باب المندب.
واستوردت المصافي الخاصة في الصين نحو مليون طن من مزيج "سي بي سي" خلال أول 11 شهرًا من هذا العام (2023).
وكانت معظم المشتريات من قبل شركتي "كيم تشاينا" (ChemChina) و"دونغ مينغ بتروكيميكال" (Dongming Petrochemical).
وفي السياق نفسه، لم يؤثّر الوضع في البحر الأحمر بصورة كبيرة في مشتريات شركة "سينوبك" (Sinopec) التي تديرها الدولة خلال الوقت الحاضر، لأنها لم تستورد تقريبًا أيّ شحنات من المنطقة المتضررة على مدار العام، حسبما يقول مصدران من داخل مصافي التكرير بالشركة.
موضوعات متعلقة..
- استهداف ناقلة نفط نرويجية بصاروخ حوثي.. كانت في طريقها إلى إسرائيل
- ناقلة نفط تابعة لشركة إسرائيلية تقع في يد الحوثيين.. التفاصيل كاملة
- خبير دولي: منطقة شرق المتوسط مرتبكة "طاقويًا" بعد حرب غزة (صوت)
اقرأ أيضًا..
- أمينة بنخضرة: المغرب يتفاوض لبيع الغاز من الأنبوب النيجيري.. ومفاجأة حول موعد التدشين (حوار)
- تاريخ صناعة الغاز المسال في الكويت.. وما قصة الخط الخامس؟
- خبير أوابك: تكلفة إنتاج الهيدروجين 7 أضعاف الغاز.. والدول العربية تملك 4 مميزات
- مصادر مصرية: قطع الكهرباء سيستمر مدة طويلة.. والأولوية لتصدير الغاز
اليمنيين أبطال هما مش قراصنة هما وضعو شرط وقف القصف على اخواتنا فغزة وإدخال مساعدات ويتم وقف الهجوم على السفن المتجه إلى ومن إسرائيل فقط لا أفهم ماكم هدا الغباء العالمي القصة سهلة وبسيطة يساعدو على وقف القصف والقتل في غزة والأمر يتحل بدل مايتكبدو الكثير من الأموال مقابل معركة خاسرة وفتح وتوسيع الموضوع .ولعنة الله على كل من تحالف في هدا الحلف لانو ضد وقف القتل على خواتنا في غزة
أعتقد أن الهجمات محصورة على السفن المتحدة لاسراءيل ولذلك بالنسبة للجزاءىر ليس هناك خوف على شحناتها بحكم ان الجزائر من دول الممانعة مثلها مثل اليمن وعلاقاتها طيبة جدا معها .