تحول الطاقة في غرب أفريقيا.. 3 دول تخطط لاستثمارات مليارية بدعم من الغاز
نوار صبح
يعتمد تحول الطاقة في غرب أفريقيا بصفة رئيسة على استغلال احتياطيات الغاز، من أجل تأمين احتياجات دول القارة السمراء، والاستثمارات في مشروعات الطاقة المتجددة.
إذ تسعى الأسواق المبتدئة في غرب أفريقيا إلى بناء مزيج الطاقة المستدامة من الألف إلى الياء، والاعتماد على تطويرات الغاز المتكاملة لدعم تحولها.
وتمثّل منطقة غرب أفريقيا موطنًا لمجموعة متنوعة من اللاعبين في مجال الطاقة، من منتجي النفط الناضجين إلى استكشافات الغاز الناشئة، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويتطلب تحول الطاقة في غرب أفريقيا إزالة الكربون، وتحسين العمليات الحالية، وإعطاء الأولوية إلى تقنيات الطاقة المتجددة واحتجاز الكربون، حسبما نشرته المنصة الاستثمارية الرائدة في قطاع الطاقة الأفريقية إنرجي كابيتال آند باور (Energy Capital & Power).
نتيجة لذلك، تعمل مجموعة من فرص الشراكة والاستثمار على تشكيل العلاقات في المنطقة، التي يمكن للمستثمرين الأوروبيين والعالميين الوصول إليها في منتدى الاستثمار في الطاقة الأفريقية المقبل، الذي سيُعقد في باريس في المدة من 14 إلى 15 مايو/أيار 2024.
نيجيريا
بصفتها أكبر منتج للنفط في القارة، تسعى نيجيريا إلى جذب استثمارات أجنبية كبيرة لتحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2050، ما يضعها أهم اللاعبين بإستراتيجية تحول الطاقة في غرب أفريقيا.
أعلنت الحكومة الاتحادية النيجيرية، في قمة المناخ كوب 28، بوقت سابق من هذا الشهر، فرصًا استثمارية يبلغ مجموعها 585 مليار دولار في قطاع الطاقة، ووعدت بعوائد كبيرة، ودعم السلطات المحلية.
وعلى المدى القصير، تتضمن إستراتيجية الدولة تعزيز انتشار الطاقة المتجددة عبر عملياتها، مع تقليل كثافة انبعاثات غاز الميثان وتحقيق الحياد الكربوني على المديين المتوسط والطويل.
ومن بين هذه الفرص الاستثمارية، يتعلق 272 مليار دولار بإنتاج الكهرباء المتجددة ونقلها وتوزيعها، والبنية التحتية لنقل وتوزيع الغاز الطبيعي، وأجهزة الشحن الكهربائية.
وتكمن الفرص الاستثمارية التي يبلغ مجموعها 96 مليار دولار في تحسين معالجة النفط والغاز، وكفاءة الطاقة، واحتجاز الكربون وتخزينه، في حين كون 80 مليار دولار في اعتماد تقنيات وأنواع الوقود المحايدة كربونيًا، ويشمل المبلغ المتبقي البالغ 2.8 مليار دولار فيشمل الفرص المرتبطة بالطهي النظيف.
نتيجة لذلك، تتميز البلاد بطلب متزايد على المستثمرين الأوروبيين ومزوّدي التكنولوجيا والخدمات القادرين على تنفيذ حلول الطاقة النظيفة، ما يضعها في صدارة خطط تحول الطاقة غرب أفريقيا.
غانا
كشفت غانا، بصفتها منتجًا ناضجًا آخر في المنطقة، إطارًا طموحًا لتحول الطاقة يبلغ إجماليّه 550 مليار دولار من فرص الاستثمار، ويوفر مسارًا للحياد الكربوني.
وتركّز الخطة على نشر الحلول منخفضة الكربون في 6 فئات رئيسة، من شأنها تحقيق 90% من تخفيضات الانبعاثات المستهدفة.
وتشمل هذه الفئات الكهرباء والطاقة المتجددة واحتجاز الكربون وتخزينه والهيدروجين منخفض الكربون وتقنيات المركبات الكهربائية التي تعمل بالبطارية وتقنيات الطهي النظيف وحلول إزالة الانبعاثات.
ويُنَفَّذ العديد من المشروعات المبتكرة في غانا، التي يمكن أن تمثّل نموذجًا للمستثمرين الأوروبيين ومطوري المشروعات، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتقوم البلاد حاليًا ببناء أول محطة هجينة لها باستعمال موارد الطاقة الشمسية والمائية لتوليد 250 كيلوواط، بالإضافة إلى تجربة مشروع لطاقة الأمواج في خليج غينيا قادر على إنتاج 1000 ميغاواط وتوليد فرص استثمارية تصل إلى ملياري دولار.
على صعيد آخر، أطلقت الحكومة مشروعًا تجريبيًا هجينًا لتحويل النفايات إلى طاقة في بلدية أتويما نوابياجيا الجنوبية، يهدف إلى إنتاج 100 كيلوواط من الغاز الحيوي من النفايات البلدية، مع إمكان إنتاج الهيدروجين الأخضر.
رغم ذلك، هناك حاجة إلى تدفّق رأس المال والتكنولوجيا لاستكشاف مدى جدوى تكنولوجيات الطاقة النظيفة بشكل كامل، التي تتوفر إرادة حكومية قوية لتحقيقها.
تطوير حقل سنغومار
توفر السنغال، بصفتها واحدة من أكثر النقاط الساخنة للطاقة إثارة في أفريقيا، موارد هيدروكربونية ناشئة وبيئة تشغيل جذابة، إلى جانب القرب والعلاقات الثقافية الوثيقة مع أوروبا، حسبما نشرته المنصة الاستثمارية الرائدة في قطاع الطاقة الأفريقية إنرجي كابيتال آند باور (Energy Capital & Power).
وتنتظر البلاد أول إنتاج للنفط والغاز في العام المقبل من مشروع تطوير حقل سنغومار للنفط ومشروع تورتو أحميم للغاز المسال، على التوالي، ما يوفر فرصًا كبيرة لمزوّدي الخدمات والتكنولوجيا في مجالات معالجة الغاز وتحويل الغاز إلى كهرباء والبنية التحتية اللازمة.
في يونيو/حزيران الماضي، أطلقت السنغال شراكة التحول العادل للطاقة مع فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكندا، لدعم جهودها الرامية إلى تحقيق الوصول الشامل للطاقة، اعتمادًا على مصفوفة طاقة مستدامة منخفضة الكربون.
وتقوم البلاد حاليًا بصياغة خطة استثمارية شاملة تحدد نوع ونطاق الاستثمارات المطلوبة، ما يعزز خطط تحول الطاقة في غرب أفريقيا.
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية ترفع توقعات الطلب على النفط خلال 2024
- لبنان يكشف عن مصير استيراد الغاز من مصر والتنقيب في شرق المتوسط (خاص)
- خبير أوابك: مشروع الغاز المغربي النيجيري لن يرى النور.. وهذه 6 أسباب