- توليد الكهرباء بالفحم في إندونيسيا يشكّل النسبة الكبرى
- تلوث هائل ينتج من محطات الفحم، وإغلاقها يتطلب تمويلات ضخمة
- اتفاق لإغلاق محطة سيريبون-1 العاملة بالفحم قبل موعدها بـ7 سنوات
- %36 نسبة إنتاج الكهرباء بالفحم عالميًا
يشكّل توليد الكهرباء بالفحم في إندونيسيا النسبة العظمى، لكن التلوث الناجم وآثاره الضارة في البيئة دفعا الدولة إلى اتخاذ خطوات جدية لتحجيم دوره واستبدال مصادر وقود أنظف به.
وتستهدف إندونيسيا -التي تربّعت على عرش قائمة أكبر مصدّري الفحم في العالم خلال العام الماضي (2022)- تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وإحالة محطات الكهرباء العاملة بالفحم تدريجيًا إلى التقاعد، وحظر إنشاء أخرى جديدة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وبحسب تقديرات، يتطلب إغلاق تلك المحطات -التي تُسهم في توليد أكثر من نصف الكهرباء- تمويلات باهظة تصل إلى نحو 37 مليار دولار.
وفي تطور إيجابي، أعلن بنك التنمية الأسيوي التوصل إلى اتفاق مبدئي لإغلاق محطة كهرباء سيريبون-1 العاملة بالفحم، والتي تعدّ المغذّي الرئيس للعاصمة جاكرتا، وذلك قبل 7 سنوات من الموعد المقرر، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.
جاء الإعلان خلال فعاليات مؤتمر المناخ كوب 28 المنعقدة حاليًا بدبي في الإمارات، والتي يشهد لأول مرة إجراء أول حصيلة عالمية لأهداف اتفاق باريس للمناخ، وعلى رأسها خفض حرارة الأرض دون 1.5 درجة مئوية.
توليد الكهرباء بالفحم في إندونيسيا
يُعدّ اتفاق الإغلاق المبكر لمحطة سيريبون-1 الذي أعلنه بنك التنمية الآسيوي اليوم الأحد 3 ديسمبر/كانون الأول 2023، هو الأول في برنامج آلية انتقال الطاقة الخاصة بالبنك، الذي يستهدف مساعدة الدول في خفض الانبعاثات الكربونية المدمرة للمناخ.
وبالإضافة لدعمه شراكة الانتقال العادل للطاقة في إندونيسيا باستثمارات 20 مليار دولار في العام الماضي (2022)، يأمل البنك أيضًا تكرار تجربة الإغلاق المبكر لمحطات توليد الكهرباء بالفحم في بلدان أخرى.
يقول مسؤول تغير المناح بالبنك، ديفيد إلزينجا: "إذا لم نتعامل مع محطات الفحم تلك، لن نحقق أهدافنا المناخية".
وقّع الاتفاق كل من بنك التنمية الآسيوي، وشركة الكهرباء المملوكة للدولة بي إل إن (PLN)، وشركة سيريبون إلكتريك باور (Cirebon Electric Powe)، وهيئة الاستثمار الإندونيسية.
وبموجب ذلك، ستنتهي اتفاقية شراء الكهرباء من المحطة بقدرة 660 ميغاواط في ديسمبر/كانون الأول من عام 2035، بدلًا من الموعد المقرر في يوليو/تموز من عام 2042.
وافتتحت المحطة عام 2012، وكان من المتوقع أن تستمر بإنتاج الكهرباء لمدة 40 عامًا أو أكثر، لكن إغلاقها المبكر سيخفض انبعاثات الكربون الصادرة عنها.
ويخضع الاتفاق لإجراءات العناية الواجبة، بما في ذلك تقييم آثاره في البيئة وعمال الشركة والمجتمع بصورة أشمل ومنظومة الكهرباء الكلّية.
توليد الكهرباء بالفحم عالميًا
كشف مركز إمبر "Ember"، المتخصص في أبحاث الطاقة، أن الفحم كان المصدّر الرئيس لتوليد الكهرباء عالميًا خلال أول 8 أشهر من عام 2023؛ بنسبة 36%.
ومن حيث الإنتاج الفعلي، ارتفع توليد الكهرباء بالفحم إلى مستوى جديد عند 837.7 تيراواط/ساعة، بزيادة 0.6% على أساس سنوي، وأعلى بنحو 7% -أيضًا- عن المدة نفسها من عام 2019.
وإجمالًا، شكّل الوقود الأحفوري نسبة تزيد عن 60% من الكهرباء العالمية، واعتلت الهند قائمة كبار مستعملي ذلك الوقود في توليد الكهرباء بنسبة 75%، ثم جاءت بولندا بنسبة 73%، فالصين 65%، ثم الولايات المتحدة بنسبة 59%، وتركيا 57%.
وفي أوروبا، تراجعت حصة الفحم في مزيج الكهرباء من نحو 16% إلى 14%، وفي أميركا الشمالية انخفضت من 21% إلى 14% أيضًا، لكن في آسيا، ظلت حصة الفحم مستقرة بنسبة كبيرة عند 56%.
وبالرغم من أن الصين قد خفضت نصيب الفحم في مزيج الكهرباء من أكثر من 65% في 2019 إلى أقلّ من 59% في أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام (2023)، فإن حصته بالهند ما زالت فوق 70%، كما يأتي أكثر من نصف الكهرباء من الفحم في إندونيسيا والفلبين وبولندا.
وتعليقًا على ذلك، يقول الكاتب في شؤون الطاقة غافين ماغواير، في مقال نشرته وكالة رويترز، إن استمرار الفحم بوصفه حجر أساس لتوليد الكهرباء في دول العالم، ينفي صحة الافتراضات السائدة بشأن خروج الفحم من أنظمة الطاقة في ضوء إغلاق المحطات الغربية مؤخرًا.
وأضاف أن تلك النسب المرتفعة تضمن استمرار الدعم الكبير للاستهلاك الإجمالي للفحم في السنوات المقبلة، رغم الجهود المبذولة في كل مكان للحدّ من استعمال الفحم.
مشروع أبادي ماسيلا
في سياق متصل، وافقت السلطات على خطة معدلة لتطوير مشروع أبادي ماسيلا (Abadi Masela) لإنتاج الغاز والغاز المسال والمكثفات، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وبإجمالي استثمارات تصل إلى نحو 20 مليار دولار، سيشهد المشروع استخراج الغاز من حقول بحرية، وتدشين محطة برية للغاز المسال.
ومن المتوقع أن ينتج المشروع نحو 9.5 مليون طن سنويًا من الغاز المسال، أو ما يعادل 150 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز الطبيعي، و35 ألف برميل من المكثفات يوميًا.
وقدّمت شركة إنبكس اليابانية Inpex (المستثمر الرئيس بالمشروع) خطة تطوير معدلة في وقت سابق من هذا العام (2023)، لإدراج تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه.
وتضمنت التغييرات على الخطة السابقة للتطوير، تعديل بناء محطة غاز مسال عائمة لتصبح برية، كما كانت الخطة الأولى تستهدف بدء العمل والتشغيل في عام 2027، ثم تأجّل الموعد إلى 2029.
ويقع مشروع أبادي ماسيلا" في شرق البلاد، وهو مرتبط بحقل أبادي البحري داخل حدود مربع ماسيلا في بحر آرافورا.
كما يقع حقل الغاز على عمق يتراوح بين 400 و800 متر مربع تحت سطح البحر، وتصل مساحة الإنتاج التي تغطيها العقود المبرمة بالمربع إلى 2503 كيلومترات مربعة.
موضوعات متعلقة..
- نمو استهلاك الفحم في إندونيسيا خارج الشبكة.. ما قصة محطات الكهرباء الأسيرة؟
- تمويلات خضراء تنتظر محطات الفحم في إندونيسيا.. ورفض بيئي قاطع
- تغويز الفحم في إندونيسيا أمام انتكاسة كبيرة بعد انسحاب شركة أميركية (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- سلطنة عمان تعتزم إنشاء أول مسار تجاري للهيدروجين السائل في العالم
- محطة طاقة شمسية في السعودية تضم 5.6 مليون لوح.. ما القصة؟
- ما علاقة الغاز المسال الأميركي بالسياسة؟ أنس الحجي يجيب
- هل انطفأت ثورة السيارات الكهربائية في أميركا.. أم هي استراحة محارب؟