- أوروبا تستعد للشتاء بإبرام صفقات الغاز المسال
- إبرام اتفاقية بين شينير الأميركية وأو إم في النمساوية
تشهد وتيرة إبرام صفقات الغاز المسال الأوروبية تسارعًا، إذ يقترب حلول فصل الشتاء، وتزداد معه الحاجة لتأمين إمدادات الطاقة، خاصة للحيلولة دون تكرار الأزمة التي أعقبت خروج الغاز الطبيعي الروسي -المزوّد الرئيس سابقًا- من مشهد الطاقة بالقارة العجوز.
وفي هذا الصدد، أعلنت شركة أو إم في النمساوية (OMV) إبرام عقد طويل الأجل لشراء الغاز المسال من شركة شينير الأميركية (Cheniere)، أكبر مصدّر للغاز المسال في الولايات المتحدة، وفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وبحسب البيان الصحفي الذي نشرته الشركة النمساوية عبر موقعها الإلكتروني، ستستقبل "أو إم في" الواردات عبر محطة غيت (Gate) للغاز المسال في ميناء روتردام الهولندي.
وستصدّر الشركة الأميركية ما يصل إلى 12 شحنة غاز مسال سنويًا، أو نحو 0.85 مليون طن سنويًا إلى نظيرتها النمساوية، بدءًا من أواخر عام 2029.
آخر صفقات الغاز المسال الأوروبية
بموجب الاتفاق، سيتولى تنفيذ الصفقة شركة شينير ماركتينغ (Cheniere Marketing) التابعة لشركة شينير، وشركة أو إم في غاز ماركتينغ آند تريدينغ (OMV Gas Marketing and Trading) المملوكة لشركة أو إم في.
وسترتكز عملية تسعير الإمدادات على أسعار مركز تي تي إف الهولندي (TTF).
تعليقًا على الاتفاقية، يقول نائب الرئيس التنفيذي لشركة أو إم في، بيريسلاف غاسو: "قامت شركتنا بخطوة مهمة أخرى لتنويع وحماية مصادر إمدادات بديلة للغاز الروسي لصالح عملائها على المدى الطويل".
وأضاف: "يسرّنا العمل مع شينير، أكبر مزوّد للغاز المسال في الولايات المتحدة.. يؤكد هذا العقد حكمة إستراتيجيتنا فيما يتعلق بالتصرف في مواجهة تغير ديناميكيات السوق".
من جانبه، قال نائب الرئيس التنفيذي لشركة شينير، أناتول فيغين: "هذا الاتفاق طويل الأمد بين شينير وأو إم في، سيعزز قدرة شينير على إمداد أوروبا بالغاز، حيث أمن الطاقة لديها الآن لم يكن أكثر أهمية".
وأضاف أنه يسرّ شينير تعميق علاقتها أكثر مع أو إم في التي زوّدتها شينير بالغاز المسال لأول مرة في عام 2018.
صفقات الغاز المسال السابقة
في نهاية يوليو/تموز 2023، أبرمت "أو إم في" وشركة النفط البريطانية بي بي (BP) اتفاقًا مدّته 10 سنوات، لتزويد الشركة النمساوية بالغاز المسال عبر محطة غيت المملوكة لشركتي غاسوني (Gasunie) وفوباك (Vopak).
وبموجب البيان الصحفي المنشور عبر موقع بي بي الرسمي، ستورّد الشركة البريطانية ما يصل إلى مليون طن من الغاز المسال سنويًا من محفظتها العالمية المتنوعة، بدءًا من عام 2026.
وتعليقًا على الصفقة، قال الرئيس التنفيذي لشركة إو إم في، ألفريد ستيرن: "إن إحدى أولوياتنا الرئيسة في "أو إم في" هي دفع تنويعنا الحالي لمصادر الإمدادات التي تشتمل على الغاز، من إنتاجنا الحالي، والمصادر الخارجية من النرويج، بالإضافة إلى شحنات الغاز المسال الإضافية".
وأضاف: "تعكس اتفاقيتنا مع بي بي إسهامنا الكبير في تعزيز أمن الإمدادات إلى عملائنا في النمسا وأوروبا.. شراكتنا مع "بي بي" التي تمتد إلى 10 أعوام بدءًا من عام 2026، هي خطوة إستراتيجية مهمة نحو تنويع وحماية مصادر إمداداتنا على المدى الطويل".
وفي نهاية سبتمبر/أيلول 2023، أبرمت "أو إم في" اتفاقًا آخر لشراء الغاز المسال من شركة إكوينور النرويجية (Equinor) بدءًا من الأول من أكتوبر/تشرين الأول (2023).
وبموجب الاتفاق، ستشتري الشركة النمساوية الغاز بأسعار السوق، وستُسلّم إكوينور الشحنات إلى مركز تداول الغاز "تريدينغ هاب يوروب" (Trading Hub Europe)، الذي يدير أسواق الغاز بألمانيا.
ويضيف العقد ما إجماليّه 12 تيراواط/ساعة سنويًا من الغاز لمحفظة شركة أو إم في.
يُشار هنا إلى أن بعض دول أوروبا يستعمل وحدات القياس "تيراواط" و"غيغاواط" في تعاملاتها الخاصة بالغاز، ويشير غيغاواط/ساعة إلى 3.2 مليون قدم مكعبة من الغاز، وتيراواط/ساعة 3.2 مليار قدم مكعبة من الغاز.
سابين باس
في السياق نفسه، أعلنت شركة شينير تطورًا مهمًا بشأن توسعة محطة سابين باس (Sabine Pass) للغاز المسال الواقعة بولاية لويزيانا الأميركية، والتي حلّت في المركز الأول على قائمة أكبر 10 محطات غاز مسال في العالم.
وفي بيان صحفي أصدرته الشركة يوم الأربعاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أعلنت شينير إبرام اتفاقية إمداد بالغاز طويلة الأمد مع شركة "إيه آر سي ريسورسز يو إس كوربوريشن" (ARC Resources U.S. Corp) التابعة لشركة "إيه آر سي ريسورسيز" الكندية، ضمن أعمال المرحلة الـ5 من مشروع توسعة المحطة.
وبموجب الاتفاق، وافقت "إيه آر سي" على بيع 140 ألف مليون وحدة حرارية بريطانية يوميًا من الغاز المسال لمدة 15 عامًا للمرحلة الـ5، لبدء عمليات التشغيل التجارية لخطّ الإنتاج الأول منها، والـ7 في محطة سابين باس.
وستجري عمليات التسعير بناءً على سعر مركز تي تي إف الهولندي، بعد خصم رسوم إعادة التغويز الثابتة وتكاليف شحن الغاز المسال الثابتة ورسوم الإسالة الثابتة.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- وجود سابين باس على قمة أكبر 10 محطات غاز مسال عالمية:
ودخلت المحطة حيز التشغيل الفعلي عام 2016، وتصل سعة إسالة الغاز الطبيعي بها إلى 30 مليون طن سنويًا بعد إطلاق خط الإنتاج السادس في فبراير/شباط (2022).
وفي وقت سابق من هذا العام (2023)، بدأت شينير عملية مراجعة مع لجنة تنظيم الطاقة الفيدرالية الأميركية، بشأن مشروع توسعة المرحلة الـ5 من محطة إسالة الغاز سابين باس.
ويشتمل المشروع على ما يصل إلى 3 خطوط كبيرة لإنتاج الغاز المسال، تبلغ سعة كل منها قرابة 6.5 ملايين طن سنويًا، ووحدة إعادة تسييل الغاز المغلي (BOG) بسعة إنتاجية تلامس 0.75 مليون طن سنويًا من الغاز المسال، ومستودعات تخزين سعة 220 ألف متر مكعب.
موضوعات متعلقة..
- صفقة غاز مسال أميركية ضخمة لمدة 15 عامًا
- واردات الغاز المسال الأوروبية تنخفض للشهر الرابع رغم الشتاء.. ما الأسباب؟
- صادرات الغاز المسال العالمية ترتفع لأعلى مستوى منذ 6 شهور
اقرأ أيضًا..
- 6 وزراء ومسؤولين يكتبون لـ"الطاقة"; بمناسبة قمة المناخ (ملف خاص)
- نشطاء يحاصرون محطة شل لاستيراد النفط في الفلبين.. ما علاقة كوب 28؟
- هل عاد ضخ الغاز الإسرائيلي إلى مصر عند 800 مليون قدم؟ (خاص)
- ارتفاع مخزونات النفط في أميركا بعكس التوقعات