تقارير التغير المناخيالتغير المناخيالتقاريررئيسية

تغير المناخ في أفريقيا ينتظر علاجًا سريعًا على مائدة كوب 28

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • دول الخليج العربي تدرك حاجة أفريقيا لعلاج عاجل لأزمة تغير المناخ
  • السعودية تتعهد باستثمار ملياري دولار بمشروعات وقود الطهي في أفريقيا
  • الإمارات تستثمر 4.5 مليار دولار بالطاقة المتجددة في القارة السمراء
  • تقديرات باحتياج أفريقيا إلى أكثر من نصف تريليون دولار لعلاج تغير المناخ حتى نهاية العقد الحالي

تحتاج مواجهة تغير المناخ في أفريقيا إلى حلول سريعة وناجعة بقرارات تُتخذ في قمة المناخ كوب 28، التي انطلقت يوم الخميس 30 نوفمبر/تشرين الثاني (2023) في الإمارات.

ويرى الكاتب ومستشار وزارة الطاقة السعودية فرانك كان، في مقال اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، أن القارة السمراء لا تسهم إلّا بنسبة ضئيلة جدًا في الانبعاثات العالمية، ولكن الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ باتت تضربها دون هوادة، في وقت يعاني فيه معظم دولها من الهشاشة الاقتصادية.

وقال، إنه في الوقت الراهن يُواجه العالم تحديات خطيرة ومتعددة، وتأتي أفريقيا في مقدمة المناطق المعرّضة لتلك التحديات، وفق ما جاء في المقال المنشور على موقع "آرابيان غلف بزنس إنسايت" (Arabian Gulf Business Insight).

وأوضح أن تغير المناخ في أفريقيا، بالإضافة إلى التركيبة السكانية، والتاريخ، يتآمرون لجلب مجموعة من المشكلات إلى القارة، وتتجه للأسوأ ما لم ينجح صانعو السياسات المناخية في وضع علاج يعيد العالم للعمل وفق اتفاقية باريس، في قمة المناخ كوب 28.

تغير المناخ في أفريقيا أصعب

لا تتجاوز انبعاثات أفريقيا نسبة 2-3% من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، لكنها تُعدّ من أكثر المناطق عرضة لأزمة تغير المناخ، وفق برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة.

وقال الكاتب ومستشار وزارة الطاقة السعودية فرانك كان، في مقاله: "لم تستطع أفريقيا الاستمتاع بعوائد ثرواتها الهيدروكربونية، والاستفادة منها في تعزيز الصناعة في دولها، مثل أوروبا وأميركا وأجزاء من قارة آسيا، إذ إن التنمية الاقتصادية تحركت بخطى بطيئة حتى بعد تحرُّر دولها من الاحتلال".

ولفت إلى أن كل العناصر تشكّل وصفة مثالية لتفاقم كوارث تغير المناخ في أفريقيا، فصندوق النقد الدولي يتوقع أن يزيد عدد سكان القارة إلى 2.5 مليار نسمة بحلول 2050، وجميعهم سيحتاجون إلى الطاقة لتعزيز قدرتهم على العيش.

وتابع: "من جمهورية وسط أفريقيا إلى الصومال والسودان، تعاني الدول الهشة من الفيضانات والجفاف والعواصف وعدد من الكوارث الطبيعية الأخرى المرتبطة بتغير المناخ، أكثر من غيرها من الدول".

الجفاف أحد كوارث تغير المناخ في أفريقيا
الجفاف في أفريقيا - الصورة من الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة

معاملة خاصة

ينعكس تغير المناخ في أفريقيا على الدول الفقيرة منها بصورة أسوأ، إذ تخفض الكوارث الطبيعية الناجمة عنه الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4% في تلك الدول بعد 3 سنوات من وقوعها، مقارنة بـ 1% فقط في الدول المتقدمة، حسبما ذكر صندوق النقد الدولي.

لذلك يتساءل الكاتب ومستشار وزارة الطاقة السعودية فرانك كان، في مقاله الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، عمّا إذا كانت القارة تستحق معاملة خاصة في قمة المناخ كوب 28.

ويرى الكاتب أن دول الخليج العربي تزداد وعيًا بأهمية وجود إجراء عاجل بشأن أفريقيا، وهذا يؤكده ما جاء على لسان المشاركين من الإمارات والسعودية في أسبوع المناخ الأفريقي، الذي عُقِد بشهر سبتمبر/أيلول 2023، في العاصمة الكينية (نيروبي).

وتعهّد رئيس قمة المناخ كوب 28 سلطان الجابر بتمويل قيمته 4.5 مليار دولار لمساعدة أفريقيا في تطوير قطاع الطاقة إلى طاقة أنظف، خلال أسبوع المناخ في نيروبي، إذ قال حينها: "نحتاج إلى جراحة عاجلة للهيكل التمويلي ليناسب حقبة جديدة في أفريقيا".

ويأتي تمويل تغير المناخ في أفريقيا الإماراتي من شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" (Masdar)، وهي شركة الطاقة المتجددة في أبوظبي، إذ تضخ استثمارات لتطوير مشروعات طاقة شمسية ورياح خلال هذا العقد (حتى 2030).

مشروعات طاقة متجددة
مشروعات طاقة متجددة - الصورة من أفريكان بزنس

وتعهدت السعودية، خلال القمة السعودية الأفريقية، التي عُقِدت في العاصمة (الرياض)، مطلع الشهر الجاري، باستثمار ملياري دولار بمشروعات وقود الطهي النظيف في القارة، الذي تشتد الحاجة إليه، خاصةً في المناطق الأكثر فقرًا، التي تعاني شحًا في الكهرباء الضرورية للاحتياجات المحلية، وفق الكاتب.

وقال: "لقد كان فقر الطاقة في القارة حاضرًا في عقول الوفود المشاركة في القمة".

هدف أبعد من صندوق الخسائر والأضرار

أشارت تقديرات معهد بروكينغز الأميركي إلى أن دول العالم تعهدت بضخّ 30 مليار دولار سنويًا للتكيف مع آثار تغير المناخ في أفريقيا، خلال عامي 2019 و2020.

غير أن الكاتب ومستشار وزارة الطاقة السعودية، فرانك كان، أوضح أن القارة تحتاج إلى تمويلات تزيد عن نصف تريليون دولار، تُقدَّر بنحو 580 مليار دولار أميركي، حتى نهاية العقد الحالي، لتنفيذ مشروعات تحول الطاقة، وتبنّي الطاقة المتجددة والنظيفة، ما يمثّل تحديًا أمام صانعي السياسات في قمة المناخ كوب 28.

قمة المناخ كوب 28

ويرى الكاتب فرانك كان أنه من الأفضل تقليل التركيز الجدلي في قمة المناخ القادمة على صندوق الخسائر والأضرار، الذي لم تظهر كثير من ملامحه حتى الآن، والذي يستهدف دعم فقراء العالم في مواجهة خسائر تغير المناخ.

وبرّر وجهة نظره بكون التقديرات الأولية لهذا الصندوق ضئيلة، إذ إنها تدور حول 100 مليار دولار، وهي لا تتناسب مع تدهور الأوضاع، خاصة في أفريقيا.

وحثّ الكاتب قادة الدول المشاركة في قمة المناخ كوب 28 على جعل طموحاتهم أبعد من مستهدف هذا الصندوق، وأن يذهب جزء رئيس من هذا التمويل المرتقب إلى مناطق أشد احتياجًا إليه، وهي أفريقيا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق