إنتاج السيارات الكهربائية في أميركا الشمالية ينعش أنشطة المعادن النادرة
أحمد أيوب
يبدو أن التوسع في إنتاج السيارات الكهربائية في أميركا الشمالية وخارجها يزيد فرص تعدين المعادن الأرضية النادرة التي تدخل في مكونات السيارات الكهربائية عمومًا والبطاريات خصوصًا.
يأتي ذلك مع توسيع نطاق إنتاج واستعمال المركبات الكهربائية في كل من الولايات المتحدة الأميركية وكندا، التي تتلقى دعمًا حكوميًا كبيرًا في البلدين، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وحسب تقرير حديث لأحد المعاهد البحثية الكندية، فإن الالتزام بتعهدات إنتاج مكونات السيارات الكهربائية في أميركا الشمالية وخارجها يتطلب إقامة 388 منجمًا جديدًا للّيثيوم والنيكل والكوبالت وغيرها من المعادن التي تدخل في هذه الصناعة المهمة، وفقًا لما نشره موقع ماغلهيد ماغازين Mugglehead Magazine، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
المزيد من مناجم التعدين
قال تقرير لمعهد فريزر البحثي الكندي، الخميس 23 نوفمبر/تشرين الثاني 202، -مستشهدًا بما ذكرته وكالة الطاقة الدولية-، إن العالم سيحتاج إلى 50 منجمًا جديدًا لتعدين الليثيوم، و60 منجمًا إضافيًا لإنتاج النيكل، و17 منجمًا لتعدين الكوبالت بحلول عام 2030.
وأشار التقرير إلى أن إقامة هذه المناجم تأتي ضمن إطار الوفاء بمتطلبات إنتاج مكونات السيارات الكهربائية في أميركا الشمالية وخارجها.
وتابع أن زيادة معدل إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية يتطلب بطبيعته المزيد من المعادن اللازمة لعملية الإنتاج.
وأضاف أنه ستكون هناك حاجة إلى 90 منجمًا جديدًا لإنتاج الكاثود والأنود، و81 منجمًا للسيارات الكهربائية عمومًا، و90 منجمًا لخلايا البطاريات أيضًا.
تقول وكالة الطاقة الدولية، إن الجدول الزمني لإنتاج خام الليثيوم يمكن أن يستغرق ما بين 6 و9 سنوات، ويمكن أن يستغرق إنتاج النيكل من 13 إلى 18 عامًا، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف التقرير: "باستثناء التطورات الهائلة في تكنولوجيا البطاريات، فإن هذا التوسع الهائل والسريع بإنتاج السيارات الكهربائية في أميركا الشمالية وخارجها التي تعمل بالبطاريات سيتطلب توسعًا هائلًا وسريعًا في تعدين وتكرير المعادن والعناصر الأرضية النادرة".
وتوقّع تقرير صدر في أبريل/نيسان 2023 من قِبل شركة أبحاث السوق متعددة الجنسيات تكنافيو "Technavio" بلوغ قيمة السوق العالمية لبطاريات السيارات الكهربائية نحو 54 مليار دولار أميركي في عام 2027.
السيارات الكهربائية في أميركا وكندا
أدخلت الحكومة الكندية لوائح للتخلص التدريجي من المركبات التي تعمل بالوقود الأحفوري في نهاية العام الماضي 2022، وتستهدف أن تكون نسبة 35% من جميع المركبات متوسطة الحجم والثقيلة المبيعة في البلاد كهربائية بحلول عام 2030، على أن ترتفع تلك النسبة إلى 100% بحلول عام 2040.
وتعمل كندا على زيادة قدرتها الإنتاجية من السلع الأساسية لخفض الانبعاثات الكربونية مثل مشروعات منجم "جيمس باي" لإنتاج الليثيوم في منطقة كيبيك، وعملية تعدين العناصر الأرضية النادرة في نيتشالاتشو بالأقاليم الشمالية الغربية بها، ولكن ستظل هناك حاجة إلى إضافة عدد كبير من المناجم الجديدة لتلبية الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية في أميركا الشمالية.
وفي الوقت نفسه، أنشأت البلاد العديد من مصانع البطاريات، مثل منشأة إنتاج بطاريات الليثيوم أيون بتكلفة 7 مليارات دولار التابعة لشركة نورثفولت Northvolt في كيبيك، ومصنع بطاريات إي-وان مولي E-One Moli الذي سيُبنى في فانكوفر خلال العام المقبل.
واستثمرت شركة فورد للسيارات Ford مليار دولار في أبريل/نيسان 2023، لإعادة تصميم مجمع أوكفيل لتجميع السيارات الكهربائية في أونتاريو.
وفي الوقت نفسه، تستهدف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن تكون نسبة 50% من السيارات والشاحنات الخفيفة المبيعة في الولايات المتحدة، كهربائية أو هجينة كهربائية في المقام الأول، بحلول نهاية العقد الحالي.
وتُلزم الإدارة أيضًا الحكومة الأميركية بالتوقف تمامًا عن شراء المركبات التي تعمل بالبنزين بحلول عام 2035، ويعكس هذا الزيادة في الطلب على السيارات الكهربائية في أميركا الشمالية.
موضوعات متعلقة..
- أكبر 10 دول لديها شركات تمتلك مناجم المعادن الحيوية (إنفوغرافيك)
- مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا قد تتجاوز مليون وحدة.. هل تواصل النمو؟
- كندا تدعم السيارات الكهربائية بخطة حكومية لزيادة المبيعات
اقرأ أيضًا..
- خطة بايدن لتحول الطاقة تواجه عراقيل "بالجملة" بعد مرور عام على إقرارها (تقرير)
- قناة السويس تدعم تجارة النفط والغاز.. وهذه أهمية المضائق الدنماركية والتركية (تقرير)
- انتشار سيارات الدفع الرباعي يعرقل طموحات خفض الانبعاثات (تقرير)