التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةكهرباء

خطة بايدن لتحول الطاقة تواجه عراقيل "بالجملة" بعد مرور عام على إقرارها (تقرير)

تأجيل أكثر من 56 غيغاواط من مشروعات الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • إلغاء مشروعات طاقة الرياح البحرية عرّض مصانع الطاقة الشمسية للخطر
  • التوقعات القاتمة لصناعات الطاقة النظيفة تُمثّل أخبارًا قاسية لبايدن
  • تعهد بايدن بتحقيق اقتصاد محايد كربونيًا بحلول 2050 يواجه تحديات
  • قانون خفض التضخم يهدف إلى دعم سلسلة توريد الطاقة النظيفة في أميركا

تتزايد التحديات التي تعرقل خطة بايدن لتحول الطاقة في الولايات المتحدة، ويتضح ذلك في تراجع الطلب على السيارات الكهربائية، ومصانع الطاقة الشمسية المعرضة للخطر وإلغاء مشروعات طاقة الرياح البحرية.

وبعد مرور عام على إقرار أكبر تشريع بشأن تغير المناخ في تاريخ الولايات المتحدة، الذي كان يهدف إلى إحداث طفرة في تطوير الطاقة النظيفة الأميركية، فإن الوقائع الاقتصادية تعوق تقدّم خطط الرئيس جو بايدن في هذا الاتجاه، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأدى ارتفاع تكاليف التمويل والمواد، وسلاسل التوريد غير الموثوقة، وتأخر وضع القوانين في واشنطن، والتباطؤ في إصدار التراخيص، إلى إحداث فوضى تمثّلت في إلغاء مشروع شركة تطوير طاقة الرياح البحرية، أورستد الدنماركية، في شمال شرق الولايات المتحدة.

وتسبّب ذلك في تقليص خطط تصنيع السيارات الكهربائية لدى شركات تيسلا وفورد وجنرال موتورز، حسبما نشرته وكالة رويترز (Reuters).

خطة بايدن لتحول الطاقة.. توقعات قاتمة

تُعدّ التوقعات القاتمة لصناعات الطاقة النظيفة بمثابة أخبار غير سارّة للرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يواجه تعهده بتحقيق اقتصاد محايد كرونيًا بحلول عام 2050 تحديات، لا يمكن لقانون خفض التضخم التاريخي، الذي تبلغ قيمته المليارات من الإعفاءات الضريبية، حلها بمفرده.

وبعد أن شارك في قمة الأمم المتحدة للمناخ خلال العام الماضي في مصر، ووصف قانون خفض التضخم بأنه دليل على تقدم غير مسبوق في مكافحة تغير المناخ، من المتوقع أن يغيب بايدن عن قمة المناخ في دبي هذا العام، وسط تحذيرات شديدة من أن العالم يتحرك ببطء شديد لتجنب الأسوأ من ظاهرة الاحتباس الحراري.

ويقول خبراء الطاقة النظيفة إن الانتكاسات المتزايدة ستجعل تحقيق أهداف الولايات المتحدة الطموحة لإزالة الكربون، بحلول منتصف القرن، أكثر صعوبة.

وقال نائب رئيس شؤون البيئة النظيفة لدى الرابطة الأميركية للطاقة النظيفة (إيه سي بي)، جون هينسلي: "على الرغم من أننا نرى أرقامًا صحية تُنشر كل 3 أشهر ونستمر في السير على طريق النمو، فإنها بالتأكيد ليست بالمستوى المطلوب لتحقيق بعض هذه الأهداف".

في المقابل، فإن ديناميكيات ارتفاع التكاليف وسلاسل التوريد غير الموثوقة تؤثر في المشروعات بمناطق أخرى.

ويكشف الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- ملامح خطة بايدن لمكافحة التغير المناخي:

بايدن- سياسة بايدن

مدى الالتزام بخفض الانبعاثات

لا توجد دولة كبرى تسير على الطريق الصحيح لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات المنصوص عليها في اتفاق باريس للمناخ، الذي يهدف إلى الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية، وفقًا لمؤسسة وود ماكنزي لأبحاث الطاقة.

وقال مسؤول في البيت الأبيض، إنه على الرغم من وجود انتكاسات واختناقات في الاقتصاد الكلي على المستوى المحلي فيما يتعلق بنشر الطاقة المتجددة فإن هناك الكثير من الأمثلة على التقدم، بما في ذلك سوق السيارات الكهربائية الآخذة في التوسع.

واسشتهد بأعمال شركة كومينيون إنرجي، التي تحقق تقدمًا في أكبر مزرعة رياح بحرية في البلاد قبالة سواحل ولاية فرجينيا.

وقال المستشار القومي لشؤون المناخ في البيت الأبيض، علي الزيدي: "إن الولايات المتحدة ستحقق أهدافها المناخية".

10 ملايين منزل

ظهرت آثار العراقيل التي تواجهها خطة بايدن لتحول الطاقة واضحة جلية، إذ جرى تأجيل أكثر من 56 غيغاواط من مشروعات الطاقة النظيفة، أي ما يكفي لتزويد ما يقرب من 10 ملايين منزل، منذ أواخر عام 2021، وفقًا لتحليل الرابطة الأميركية للطاقة النظيفة.

وتمثّل مرافق الطاقة الشمسية ثلثي هذه التأخيرات، ويرجع ذلك جزئيًا إلى القيود المفروضة على الواردات الأميركية.

وتحاول واشنطن مكافحة استعمال العمل القسري والتهرب من التعرفات الجمركية في سلسلة توريد الألواح التي تهيمن عليها البضائع الصينية، حسبما نشرته وكالة رويترز (Reuters) في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

ويرى المطورون أن قضايا مثل السماح بالاختناق المروري، والمعارك المحلية بشأن مكان إقامة مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وعملية الربط بالشبكة، التي يمكن أن تستغرق 5 سنوات في المتوسط، تُعدّ من بين أكبر التحديات التي تواجه الصناعة.

وقال نائب رئيس السيناريوهات والتقنيات لدى مؤسسة وود ماكنزي لأبحاث الطاقة براكاش شارما: "لقد زاد الاستثمار في عدد من المجالات، ولكن عندما يتعلق الأمر ببعض تلك التراخيص والموافقات المطلوبة لدفع المشروعات إلى الأمام، أو تطوير البنية التحتية، فهذه مشكلة لا يستطيع قانون خفض التضخم حلها".

على صعيد آخر، أدى نقص الإمدادات والطلب القوي على مصادر الطاقة المتجددة من المرافق والشركات إلى ارتفاع أسعار العقود، ما قد يعني ارتفاع التكاليف على المستهلكين.

وارتفعت أسعار عقود الطاقة الشمسية بنسبة 4%، لتصل إلى 50 دولارًا/ميغاواط/ساعة للمرة الأولى في الربع الثالث، وفقًا لشركة التتبع ليفل تن.

وقال الرئيس التنفيذي لأعمال طاقة الرياح في شركة جنرال إلكتريك فيرنوفا، فيك أباتي: إن التقدم يحدث بشكل أبطأ مما توقعه البعض، لكنه لم يكن خارج المسار بصورة أساسية.

ويهدف قانون خفض التضخم إلى دعم سلسلة توريد الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة من خلال تحفيز الإنتاج المحلي للمعدات مثل الألواح الشمسية وتوربينات الرياح، إلّا أن الشركات المصنعة حذّرت مؤخرًا من أن القدرات الآسيوية الجديدة تهدد جدوى العشرات من المصانع الأميركية المرتقبة.

مزرعة الطاقة الشمسية في جامعة كاليفورنيا بمدينة ميرسيد
مزرعة الطاقة الشمسية في جامعة كاليفورنيا بمدينة ميرسيد - الصورة من رويترز

في الوقت نفسه، ربما تكون الاضطرابات في صناعة طاقة الرياح البحرية الناشئة في الولايات المتحدة هي النكسة الأكثر أهمية.

وقد سعت الشركات المطورة، مثل "أورستيد"، و"بي بي"، و"إكوينور"، إلى إعادة التفاوض بشأن العقود أو إلغائها بسبب ارتفاع التكاليف، وألغت مشروعات بمليارات الدولارات.

لذلك، فإن هدف نشر 30 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية بحلول عام 2030 -الذي تتضمنه خطة بايدن لتحول الطاقة- يُعدّ الآن بعيد المنال، إلى حدّ كبير، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

من ناحية أخرى، تعمل بعض الشركات على تأخير قرارات الاستثمار في انتظار صياغة وزارة الخزانة قوانين بشأن طريقة استعمال الإعفاءات الضريبية التي يمنحها قانون خفض التضخم.

على سبيل المثال، قال مدير الشؤون الفيدرالية لدى شركة (بي أوه إي تي) لصناعة الإيثانول، روبرت وولثر، إن شركته تنتظر تصميم الإعفاءات الضريبية لوقود الطيران المستدام في إطار قانون خفض التضخم، لمعرفة ما إذا كان الوقود المعتمد على الذرة يمكن أن يكون مؤهلًا بصفته مواد خامًا.

وأكد وولثر: "لن ننطلق في أي عمل حتى نعرف قيمة هذه الإعفاءات الضريبية".

رغم ذلك، يمكن للولايات المتحدة أن تفخر بطريقة تعاملها مع تغير المناخ، خصوصًا عند مقارنتها بالجهود الأخيرة نسبيًا التي بذلتها إدارة ترمب للتراجع عن السياسات التي تحمي المناخ، وفقًا لباحث في جامعة ستانفورد الأميركية، دان رايشر.

وأضاف رايشر: "أعتقد أنه يمكننا الذهاب إلى قمة المناخ والتباهي بأننا نحرز بعض التقدم الحقيقي".

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق