نشطاء يحاصرون محطة شل لاستيراد النفط في الفلبين.. ما علاقة كوب 28؟
أسماء السعداوي
حاصر نشطاء منظمة غرينبيس (Greenpeace)، المعنية بالدفاع عن البيئة، محطة شل "Shell" العالمية متعددة الجنسيات لاستيراد النفط في الفلبين.
ويطالب نشطاء المنظمة بوقف عمليات التنقيب والتعويض عن الأضرار والخسائر البيئية الناجمة عنها، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتلك ليست المرة الأولى التي يحاصر فيها نشطاء غرينبيس أصولًا تابعة لعملاقة النفط العالمية، ففي شهر يناير/كانون الثاني من هذا العام (2023) تسلقوا سفينة للشركة مخصصة لإنتاج النفط قبالة سواحل شمال أفريقيا للاحتجاج على أعمال التنقيب، وسافروا على متنها وصولًا إلى النرويج.
ودفع ذلك الشركة إلى اللجوء للقضاء، لمطالبة غرينبيس بعدم التعرض لمنصاتها في عرض البحر وبالمواني، وأعلنت في 9 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري (2023) رفع دعوى قضائية ضد المنظمة، لمطالبتها بدفع تعويض مالي قدره 2.1 مليون دولار من جراء الأضرار الناجمة عن اعتلاء النشطاء للمركب.
حصار محطة شل
في حصارها محطة استيراد النفط التابعة لشركة شل في الفلبين، استعملت غرينبيس سفينة "رينبو واريور" (rainbow warrior) الأيقونية، التي تقول إنها تحمل معنى كسر الحدود في إطار حملاتها الرامية لرفع راية القضايا البيئية عاليًا.
وشارك في الحصار -أيضًا- عدد من الزوارق المطاطية التي حاولت منع الوصول إلى محطة باتانغاز سيتي (Batangas City)، بحسب البيان الصحفي الذي نشرته غرينبيس عبر موقعها الرسمي.
وبحسب المنظمة، فقد نجح 29 من نشطائها العالميين وبمنطقة جنوب شرق آسيا في إغلاق 3 أرصفة بحرية بالمحطة.
من جانبه، يقول المدير التنفيذي لمنظمة غرينبيس في جنوب شرق آسيا، يب سانو، إنه أحد ملايين الفلبينيين الذين رأوا بأم أعينهم الأضرار الناجمة عن تغير المناخ.
وأضاف أن بيع شركة شل مصادر الوقود الأحفوري يُسهم في أزمة المناخ، في الوقت الذي تقلص فيه الاستثمار بالطاقة المتجددة وتطارد نشطاء المناخ بالدعاوى القضائية الترهيبية.
وأكد أن شركات الوقود الأحفوري المسؤولة عن أزمة المناخ أصبحت ثرية بفضل استغلال البشر والكوكب، وأن "مجتمعات في دول مثل بلادنا هي من يدفع الثمن".
ولذلك، طالب الحكومات خلال انعقاد قمة المناخ كوب 28 في الإمارات بالتحرك، لمنع شركات النفط من التنقيب والشروع في التعويض عن الأضرار التي تتسبّب بها تلك العمليات.
صراع غرينبيس وشل
في الدعوى، التي رفعتها شركة شل لمطالبة منظمة غرينبيس بالتعويض، صعد النشطاء أعلى منصة نفطية متحركة كانت متجهة لتطوير حقول (Penguins) لإنتاج النفط والغاز في بحر الشمال، واستعملوا الحبال للتسلق، كما رفعوا لافتة تقول "أوقفوا الحفر.. ابدؤوا في الدفع".
وبحسب المنظمة، فالسفينة مكون رئيس من معدات إنتاج النفط والغاز التي ستتيح لشركة شل فتح 8 آبار جديدة في بحر الشمال.
وسيؤدي حرق النفط والغاز الناتج عن تطوير الحقل إلى إنتاج 45 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعادل أكثر من إجمالي الانبعاثات السنوية للنرويج.
والأضرار التي تتحدث عنها شل تشمل التأخيرات في الشحن وتكاليف توفير إجراءات أمنية إضافية بالإضافة إلى النفقات القانونية، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز، الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
بدورها، وصفت غرينبيس الدعوى بأنها أكبر تهديد قانوني لقدرتها على التظاهر على مدار تاريخها الممتد لأكثر من 50 عامًا.
وبحسب غرينبيس، فقد عرضت شل خفض مبلغ التعويض إلى 1.4 مليون دولار إذا وافق نشطاء المنظمة على عدم الاحتجاج مجددًا على أي من مرافق البنى الأساسية لتطوير النفط والغاز التابعة للشركة سواء بحرًا أو داخل المواني.
لكن غرينبيس قالت إنها ستمتثل للاقتراح إذا وافقت شل على حكم قضائي أصدرته محكمة هولندية في عام 2021 لخفض الانبعاثات الناجمة عن مشروعاتها بنسبة 45% بحلول 2030، الذي استأنفت عليه شل.
موضوعات متعلقة..
- احتجاجات تهدد إنتاج النفط والغاز في نيجيريا.. و"شل" أمام القضاء (فيديو)
- نتائج أعمال شل في الربع الثالث 2023 تهبط بالأرباح 34%
- شركة شل: ائتمانات الكربون غير مفيدة لتخفيف الاحتباس الحراري (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- ارتفاع مخزونات النفط في أميركا بعكس التوقعات
- الوزيرة ليلى بنعلي تكتب لـ"الطاقة": المغرب نحو مستقبل مستدام (مقال)
- هل عاد ضخ الغاز الإسرائيلي إلى مصر عند 800 مليون قدم؟ (خاص)
- اكتشاف نحاس عالي الجودة في دولة أفريقية (صور)