إعادة تدوير شفرات توربينات الرياح بطريقة إبداعية (صور)
أسماء السعداوي
يتزايد الاهتمام بالبحث عن طرق جديدة لإعادة تدوير شفرات توربينات الرياح بعد انتهاء عمرها التشغيلي البالغ 25 عامًا، في ظل الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة لخفض استهلاك الوقود الأحفوري.
وفي هذا الصدد، نجح القائمون على شركة كانفوس (Canvus) الناشئة في ولاية أوهايو الأميركية مؤخرًا في استغلال تلك الشفرات بعيدًا عن دفنها في مكب النفايات، عبر تحويلها إلى أشكال فنية قابلة للاستعمال في المتنزهات العامة، مثل المقاعد والطاولات وأحواض الزارعة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
يأتي ذلك في وقت حاسم؛ إذ تقول وزارة الطاقة الأميركية، إنه سينتهي العمر التشغيلي لما يصل إلى 9 آلاف شفرة توربين رياح بحلول عام 2026، وهو ما يسلّط الضوء على الحاجة لمواصلة الاستفادة من تلك الشفرات بطرق أخرى لتحقيق الاستدامة وحماية البيئة.
طريقة إعادة تدوير شفرات توربينات الرياح
في البداية، ترسل شركات تصنيع توربينات الرياح الضخمة، مثل فيستاس (Vestas) وجنرال إلكتريك (General Electric) وأفانغريد (Avangrid)، الشفرات المستعملة إلى مصنع شركة كانفوس التي تأسست في أبريل/نيسان من العام الماضي (2022).
وبدورها، تتعاون الشركة مع المنظمات المدنية وغير الربحية لتزويد المدن والبلدات الأميركية بالمقاعد والطاولات وأحواض الزراعة المصنوعة من شفرات توربينات الرياح المُعاد تدويرها، وذلك بحسب تقرير نشره موقع "إلكتريك" (electrek).
كما تعمل مع الشركة شبكة من الفنانين للرسم على تلك المنتجات في إطار برنامجها "جاهز ومستعد".
وبعد جلبها إلى المصنع، تُقطَع الشفرات بوساطة منشار حبل ثم طلائها بمادة الإيبوكسي.
وبالإضافة لإعادة تدوير شفرات توربينات الرياح، تستعمل الشركة أيضًا مواد أخرى معادًا تدويرها مثل إطارات السيارات والأحذية والمخلفات البلاستيكية.
يقول نائب رئيس "كانفوس"، بريان دوناهو، إن شركته باعت المئات، إن لم يكن الآلاف، من تلك المنتجات داخل الولايات المتحدة.
كما تستهدف الشركة إعادة تدوير ما يتراوح بين 10 آلاف و15 ألف شفرة توربين رياح سنويًا، لكن ذلك يستلزم التوسع في قدرات خط الإنتاج الحالية.
طريقة جديدة للبيع
لم تقدّم شركة كانفوس طريقة جديدة لإعادة تدوير شفرات توربينات الرياح فحسب، بل قدّمت طريقة مبتكرة أيضًا لبيع تلك المنتجات الإبداعية والتي لا يمكن دونها إتمام عملية الشراء.
وتبدأ عملية البيع بالمجتمعات التي تضع قائمة بالمنتجات التي تريد من شركة كانفوس صناعتها، ثم يدفع رعاة مقابل تلك المنتجات والتي يبلغ سعرها في المتوسط نحو 6 آلاف دولار.
وقد يكون أولئك الرعاة شخص أو عائلة أو مشروع يريد إحياء ذكرى أحد الأفراد عبر زيادة ظهور اسمه بالأماكن العامة.
ويحمل كل مقعد رمز الاستجابة السريع (QR) الذي يقدّم مزيدًا من المعلومات بشأن الراعي الذي موَّل المنتج ليستعمله الجميع.
وبالطريقة نفسها، وضعت مدينة ويسترفيل بالولاية قائمة لإنتاج 9 مقاعد ومقاعد مزودة بأحواض زراعة لنشرها في طريق إيري المخصص للمتنزهين وقائدي الدراجات، وبالفعل تقدَّم رعاة لتمويل 4 من تلك المقاعد، وما زالت الأخرى قيد الانتظار.
سوق شفرات توربينات الرياح
من المتوقع أن ينمو سوق شفرات توربينات الرياح عالميًا بنسبة 20.50% بين عامي 2023 و2032، وفق تقرير أوردته منصة "غلوبال نيوز واير" (Global Newswire) واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وبحسب التقرير الصادر عن شركة أبحاث السوق "ماركت ريسيرش فيوتشر" (Market Research Future)، سيصل حجم تلك السوق إلى نحو 83.03 مليار دولار أميركي بحلول نهاية عام 2032.
وكان لفيروس كورونا تأثير في سوق شفرات توربينات الرياح؛ إذ أدى إلى تأخيرات في إنجاز المشروعات وتعطل سلاسل الإمداد، لكن مع تعافي الاقتصادات والتركيز على جهود الحياد الكربوني، من المتوقع أن تشهد السوق نموًا كبيرًا.
ومن أبرز التحديات التي تواجه نمو السوق حاليًا هي تلك المتعلقة بقطاعات النقل والخدمات اللوجستية المتضمنة توصيل شفرات التوربينات الضخمة إلى مزارع الرياح البرية أو البحرية النائية.
كما أن حجم تلك الشفرات ووزنها يجعل عملة النقل صعبة ومُعقّدة، ومن ثم يتطلب معدّات وبنية تحتية خاصة.
وأيضًا، تتضمن عملية تصنيع تلك الشفرات تكاليف باهظة وتقنيات تصنيع متقدمة، وهو ما قد يؤثّر في ربحية الشركات، ويعرقل نمو السوق.
موضوعات متعلقة..
- أول شفرات توربينات الرياح القابلة لإعادة التدوير في آسيا
- بلدة أميركية تتحول إلى مكبّ لآلاف شفرات توربينات الرياح المهمَلة (تقرير)
- تقنية مذهلة.. توربينات تحت الماء تولد كهرباء 3 أضعاف الطريقة العادية (فيديو)
اقرأ أيضًا..
- وزير البترول المصري يكتب لـ"الطاقة": التحول الطاقي والتوافق البيئي وجهان لعملة واحدة تسمى الاستدامة
- قمة المناخ كوب 28 في الإمارات.. معلومات عن الاستضافة الخامسة عربيًا
- ما تكلفة السيارات الكهربائية.. وهل يسبب توقف نموها أزمة طاقة؟ (تقرير)
- احتياطيات الليثيوم في أفريقيا بقبضة المارد الصيني (تقرير)