دخل مشروع إنتاج الحديد الأخضر في الإمارات مرحلة التنفيذ، من خلال شراكة بين شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، وشركة "حديد الإمارات أركان".
من شأن المشروع التجريبي الرائد أن يسهم في تعزيز الجانب التجاري والحدّ من الانبعاثات في قطاع الصلب الذي يستحوذ على 8% من الانبعاثات الكربونية عالميًا، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأعلنت "مصدر" (إحدى الشركات الرائدة عالميًا في مجال الطاقة المتجددة) اليوم الأربعاء 22 نوفمبر/تشرين الثاني (2023)، إبرام شراكة مع حديد الإمارات أركان (إحدى أكبر الشركات المدرجة العاملة في قطاع تصنيع الحديد والصلب ومواد البناء والتشييد على مستوى المنطقة)، لتطوير مشروع مبتكر للهيدروجين الأخضر بهدف الحدّ من الانبعاثات الكربونية بقطاع الصلب الكثيف الاستهلاك للطاقة في الدولة.
مشروع الحديد الأخضر
يعدّ مشروع الحديد الأخضر في الإمارات الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو حاليًا في مرحلة الإنشاء، ويقع ضمن مرافق مجموعة "حديد الإمارات أركان" في المدينة الصناعية بأبوظبي.
وقد تمّ تزويد المشروع بالمحللات الكهربائية للمساعدة في إنتاج الحديد الأخضر، الذي يعدّ منتجًا عالي الجودة تسعى شركات الصلب العالمية إلى إنتاجه، بغية تحقيق أهدافها الخاصة بالوصول إلى الحياد الكربوني.
ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل المنشأة في أوائل عام 2024، إذ سيُستَعمَل الهيدروجين الأخضر بدلًا من الغاز الطبيعي لاختزال خام الحديد، وهي خطوة أساسية في عملية إنتاج الحديد، بحسب ما ذكرت وكالة وام.
ويسهم ارتفاع الطلب العالمي على الحديد الأخضر بتعزيز النمو في قطاع الصلب الإماراتي، إذ تطمح الدولة إلى أن تكون من بين الدول الرائدة في إزالة الكربون من مختلف مراحل سلسلة القيمة العالمية لإنتاج الصلب.
ويعكس مشروع إنتاج الحديد الأخضر في الإمارات حرص قطاعي الطاقة النظيفة والصناعات الثقيلة في الدولة على التعاون واتخاذ خطوات فعّالة لتسريع الحدّ من الانبعاثات في الصناعات الثقيلة، وهي خطوة رئيسة لدعم تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين وجعل الإمارات من ضمن الدول الرائدة بإنتاج الهيدروجين بحلول 2031.
انبعاثات صناعة الصلب
تسهم صناعة الصلب بما يتراوح بين 7 و8% من انبعاثات الكربون في العالم، ويعدّ الحدّ من الانبعاثات الكربونية مسارًا أساسيًا للمضي نحو تحقيق الحياد المناخي في المستقبل.
وستركّز قمة المناخ كوب 28 (COP28) التي تُعقد في الإمارات نهاية الشهر الجاري، على أهمية تعزيز المشروعات المبتكرة التي تسهم في الحدّ من الانبعاثات، بالتوازي مع تسريع وتيرة التقدم والتنمية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة مصدر، محمد جميل الرمحي: "يسرّنا التعاون مع حديد الإمارات أركان في هذا المشروع المبتكر لإزالة الكربون من هذا القطاع الحيوي".
وأشار إلى أن إنتاج الصلب يعدّ عنصرًا أساسيًا لدفع عجلة التنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل، إذ ينطوي المشروع على إمكانات هائلة لتقليل الانبعاثات بالتوازي مع زيادة العائد التجاري.
وأضاف الرمحي: "تواصل مصدر منذ أكثر من 17 عامًا ريادتها العالمية لقطاع الطاقة المتجددة، وستستمر في توظيف الابتكار وتعزيز الشراكات من أجل بناء مستقبل أكثر استدامة، لا سيما مع اقتراب انعقاد (COP28) الذي يؤكد مكانة الإمارات العالمية الرائدة في مجال المناخ.
المشروعات المستدامة
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة "حديد الإمارات أركان" المهندس سعيد غمران الرميثي: "إننا نؤمن بأهمية الشراكات ودورها في تحقيق الطموحات المتعلقة بإزالة الكربون، ويسعدنا أن نتعاون مع مصدر لتحقيق هذا الهدف، خاصة أنها شركة رائدة تمتلك سجلًا حافلًا بتطوير وتنفيذ مشروعات الطاقة المستدامة في دولة الإمارات والعالم.
وأضاف: "بصفتنا أول شركة لصناعة الحديد والصلب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن بين الشركات الرائدة عالميًا في تبنّي حلول الهيدروجين الأخضر لإنتاج الحديد بشكل مستدام، فإن المشروع يمثّل خطوة مهمة لتعزيز التزامنا بتحقيق أهداف الاستدامة للشركة".
وأكد الرميثي أن "حديد الإمارات أركان"، ومن خلال اعتمادها على التقنيات المتطورة وتعزيز الشراكات الإستراتيجية، تسهم في جهود تحوّل القطاع نحو مستقبل أكثر استدامة، بما يتماشى مع مبادرة الإمارات الإستراتيجية لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وقد حققت مجموعة "حديد الإمارات أركان" مستويات متقدمة في مجال التقليل من كثافة الانبعاثات الكربونية لتكون أقلّ من نصف المتوسط العالمي لقطاع صناعة الصلب، وفي عام 2022، خطت خطوات كبيرة في تعزيز كفاءة الطاقة، ونجحت في تخفيض كثافة الطاقة وكثافة الانبعاثات الكربونية، وتحقّق ذلك من خلال استعمال 80% من مصادر الكهرباء النظيفة، واحتجاز الكربون، واستعمال الخردة المعدنية.
وتلتزم "حديد الإمارات أركان" بخفض انبعاثات الكربون بنسبة 40% بحلول عام 2030، بهدف أساس يتمثل في تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وتلتزم "مصدر" بتعزيز جهود إزالة الكربون في القطاعات التي يصعب التخفيف من انبعاثاتها بهدف تحقيق أهداف الحياد الكربوني على مستوى العالم. وخلال العام الماضي، قادت الشركة مجموعة عمل "قطاع إزالة الكربون" في إطار مبادرة الأسواق المستدامة التي أطلقها جلالة الملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا.
موضوعات متعلقة..
- عوامل تدعم إنتاج الحديد الأخضر عربيًا.. وعمان والإمارات تطلقان شعلة البداية (تقرير)
- الإمارات تخطط لاستخدام الهيدروجين في إنتاج "الحديد الأخضر"
اقرأ أيضًا..
- وزيرة البيئة المصرية تكتب لـ"الطاقة": مؤتمر المناخ.. وحشد الجهود لتحقيق انتقال عادل للطاقة
- قطاع النفط والغاز في النرويج ينتعش بـ9 مليارات دولار من إكوينور
- أمين عام أوابك: دول النفط والغاز تواجه تحديات.. و4 بلدان لديها خطط كبيرة للطاقة المتجددة (حوار)