التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير الهيدروجينتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةهيدروجينوحدة أبحاث الطاقة

عوامل تدعم إنتاج الحديد الأخضر عربيًا.. وعمان والإمارات تطلقان شعلة البداية (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • الإمارات تسعى إلى إنشاء مجمع لإنتاج الحديد منخفض الانبعاثات
  • عمان تختار منطقة الدقم لإقامة مصنع لإنتاج الحديد الأخضر
  • الغاز والطاقة المتجددة يؤهلان المنطقة العربية لإنتاج الحديد الأخضر
  • توقعات بتحقيق المنطقة العربية نموًا كبيرًا في إنتاج الطاقة المتجددة

يعدّ إنتاج الحديد الأخضر في المنطقة العربية من المجالات المتوقع أن تشهد نشاطًا ورواجًا في استثماراتها؛ لما تتمتع به هذه المنطقة من مميزات تؤهلها لتكون مركزًا لذلك النوع من الحديد منخفض الكربون.

ويعدّ قطاع الصلب أحد القطاعات المتسببة بشكل كبير في تلوث البيئة؛ إذ يعتمد على استعمال الفحم في الإنتاج، مع تقديرات تشير إلى أن القطاع يمثّل نحو 7% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون حول العالم.

وكانت شركة الأبحاث وود ماكنزي قد قدّرت، في تحليل سابق لها، ضرورة تراجع انبعاثات الكربون من قطاع الحديد والصلب بأكثر من 90% مقارنة مع المستويات الحالية، لتحقيق هدف خفض درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050.

وجاءت كل من الإمارات وعمان في مقدمة الدول العربية، التي تتنافس على إنتاج الحديد الأخضر، مع سعي كل منهما في أداء دور رئيس بسلاسل توريد الحديد منخفض الانبعاثات عالميًا، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

الحديد الأخضر في الإمارات

جاءت نقطة البداية للحديد الأخضر في الإمارات مع توقيع شركة "حديد الإمارات أركان"، خلال سبتمبر/أيلول 2022، دراسة إمكان إنشاء مجمع لإنتاج الحديد منخفض الانبعاثات الكربونية في أبوظبي، مع كل من شركتي "إيتوشو كوربوريشن" و"جي إف إي ستيل كوربوريشن" اليابانيتين.

ومن المقرر إنتاج الحديد الأخضر عبر عملية معززة باستعمال الغاز الطبيعي لاختزال خام الحديد، مع استعمال مصادر الطاقة المتجددة في التصنيع، وإدخال الهيدروجين الأخضر في المستقبل.

وتضمّنت الخطة الأولية للاتفاق المعلَن في ذلك الوقت، شراء خام الحديد عالي الجودة وتوريده إلى أبوظبي لإنتاج الحديد، مع توقعات دخول المجمع حيز الإنتاج بدءًا من النصف الثاني لعام 2025، وتصدير إنتاجه لدول قارة آسيا متضمنة شركة "جي إف إي ستيل" اليابانية.

وتشير الشركة الإماراتية إلى أنه في حالة اعتماد استعمال عملية اختزال خام الحديد عن طريق الهيدروجين بإنتاج الصلب، ستعمل الشركة على إدخالها ضمن تقنيات المصنع في أسرع وقت، لتعزز جهود تقليل الانبعاثات الكربونية.

وفي يونيو/حزيران 2023، وقّعت "حديد الإمارات أركان" اتفاقًا جديدًا لدراسة إنشاء مجمع متكامل لإنتاج الحديد منخفض الانبعاثات الكربونية في أبوظبي، مع كل من دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي وشركة إيتوشو كوربوريشن اليابانية.

عمال في شركة حديد الإمارات أركان
عمّال في شركة حديد الإمارات أركان - الصورة من موقع الشركة

وسبق ذلك الاتفاق توقيع الشركة الإماراتية، في مايو/أيار 2023، اتفاقًا مع شركة "دي إن في" النرويجية لإدارة المخاطر وضمان الجودة، يهدف إلى إزالة الكربون من صناعة الصلب، والممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.

جدير بالذكر أن شركة "حديد الإمارات أركان" تبذل جهودًا نحو خفض الانبعاثات الكربون من عملياتها، إذ نجحت العام الماضي في خفض كثافة الانبعاثات الكربونية عبر وحدات إنتاج الصلب بنسبة 35%، من خلال استعمال 80% من مصادر الكهرباء النظيفة، واحتجاز الكربون وتخزينه، وخردة الحديد.

الحديد الأخضر في عمان

تعدّ سلطنة عمان من أوائل الدول العربية الساعية إلى نحو الحديد الأخضر، وبدأ ذلك عندما أعلنت مجموعة جندال شديد للحديد والصلب في ديسمبر/كانون الأول الماضي اختيارها المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم لإنشاء مصنع لإنتاج الحديد الأخضر، تصفه بأنه الأكبر من نوعه.

ومن المقرر أن يقع مصنع إنتاج الحديد الأخضر البالغة استثماراته نحو 3 مليارات دولار بمساحة تصل إلى كيلومترين مربعين في المخطط التابع لميناء الدقم.

وسيعتمد المصنع، الذي من المتوقع أن يبدأ تنفيذه في 2024 بعد انتهاء دراسات الجدوى الاقتصادية، على مصادر الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر في عمليات التصنيع.

وتتوقع سلطنة عمان أن ينتج مصنع شركة جندال شديد 5 ملايين طن من الحديد الأخضر عند اكتماله؛ ليصدر كامل إنتاجه إلى مصانع السيارات، وكذلك المصانع التي تنتج طواحين الهواء أو الأدوات المنزلية.

وفي مايو/أيار 2023، وقّعت شركة "فالي" اتفاقية حجز أرض لإنشاء مجمع صناعي متكامل للحديد الأخضر بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وذلك مع شركة ميناء الدقم.

ومن المقرر أن يقع المجمع على مساحة تبلغ 6.78 كيلومترًا، ليضم 3 مصانع تختص في تركيز الخام، والقولبة الخضراء، والحديد المختزل، على أن يعتمد المجمع على الغاز الطبيعي لإنتاج الحديد المختزل، ومن ثم تطبيق تقنيات الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر بدلًا من الغاز في المستقبل.

وتوضّح فالي أن استعمال الغاز الطبيعي لإنتاج الحديد المختزل يعمل على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 60%، مقارنة بطريقة دمج أفران الصهر والأكسجين الأساسي.

يشار إلى أن شركة ميناء الدقم تستهدف أن يصبح الميناء أحد الأماكن الرئيسة لتصنيع الحديد الأخضر، اعتمادًا على مخطط الدقم بأن يصبح الميناء مركزًا مستقبليًا للهيدروجين الأخضر ومنتجاته المشتقة.

وتستهدف الشركة المنفّذة لذلك المجمع الوصول إلى حياد الكربون في عملياتها بحلول عام 2050، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

العرب من أبرز الدول المؤهلة

تعدّ المنطقة العربية مؤهلة لقيادة سوق الحديد الأخضر عالميًا، بفضل إمكانات المنطقة في إنتاج الغاز والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، إحدى الطرق الأساسية في إنتاج ذلك النوع منخفض الكربون.

وتمتلك الدول العربية، مع نجاحها في ضخ وجذب استثمارات ضخمة، مشروعات عديدة لإنتاج الطاقة النظيفة تدعم موقفها عالميًا في تأدية دور رئيس بسلاسل توريد الحديد الأخضر، بالإضافة إلى امتلاكها احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي، ذلك الوقود الأحفوري الذي يُصنَّف بأنه انتقالي نحو التقنيات النظيفة.

محطة طاقة شمسية بجوار توربينات للرياح
محطة طاقة شمسية بجوار توربينات للرياح - أرشيفية

ومن المتوقع أن تحقق المنطقة العربية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا نموًا كبيرًا في إنتاج الطاقة المتجددة خلال الأعوام الـ5 المقبلة بمقدار 3 أمثال السعة الحالية، بقيادة 5 دول عربية، وفقًا لتقرير صادر عن منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول (أوابك).

ومن المتوقع -بحسب التقرير- استحواذ السعودية والإمارات وسلطنة عمان ومصر والمغرب خلال المدة الزمنية من 2022 حتى 2027 على أكثر من 72% من إجمالي النمو المتوقع للطاقة المتجددة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وعلى صعيد دولة الإمارات، توقعت أوابك أن تضيف البلاد نحو 9.5 غيغاواط من الطاقة المتجددة بين عامي 2022 و2027 بقيادة الطاقة الشمسية الكهروضوئية، أي ما يمثّل 4 أمثال القدرة الحالية، الأمر الذي يساعدها بشكل كبير على إنتاج الحديد الأخضر.

بينما من المتوقع أن تضيف سلطنة عمان ما يصل إلى 4.8 غيغاواط من الطاقة المتجددة بقيادة -أيضًا- الطاقة الشمسية الكهروضوئية.

ووفقًا لأوابك، تستهدف عمان تخصيص أكثر من نصف القدرة الجديدة ما يعادل نحو 2.8 غيغاواط، لإنتاج الهيدروجين، الأمر الذي يدعم موقفها في إنتاج الحديد الأخضر، خاصة أن السلطنة تستهدف إنتاج أكثر من مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، كما يرصد الإنفوغرافيك التالي:

إنتاج الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان

وفيما يتعلق بالهيدروجين المراهَن عليه لإنتاج الحديد الأخضر، تشهد المنطقة العربية تنافسًا كبيرًا حول إنتاج الهيدروجين الأخضر، مع تسارع وتيرة إعلان مشروعات جديدة تُصنَّف بأنها من بين الأكبر في العالم منذ عام 2022.

وجاءت مصر والسعودية والإمارات وسلطنة عمان في مقدمة الدول العربية التي وقّعت اتفاقيات لتنفيذ مشروعات للهيدروجين الأخضر، كان آخرها تحقيق الإغلاق المالي لتنفيذ أكبر مصنع لذلك الوقود عالميًا في مدينة نيوم السعودية.

وشهد الربع الأول من العام الجاري إطلاق مشروعات جديدة للهيدروجين الأخضر في الدول العربية ليرتفع العدد الإجمالي لمشروعات المنطقة إلى 77 مشروعًا، وفقًا لما رصدته أوابك.

وتعمل الإمارات على تنفيذ نحو 12 مشروعًا لإنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء والهيدروجين الأزرق وتطبيقات الهيدروجين في قطاع النقل، في حين تعتزم سلطنة عمان تنفيذ 11 مشروعًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء.

تكلفة خفض الكربون في صناعة الصلب

رغم زخم الحديث عن الحديد الأخضر، هناك تقارير تؤكد صعوبة إزالة الكربون من صناعة الحديد والصلب بحلول عام 2050، إذ يحتاج القطاع إلى استثمار نحو 1.4 تريليون دولار من أجل إزالة انبعاثات الكربون، وفقًا لتحليل شركة وود ماكنزي.

ويأتي ذلك في الوقت الذي يحتاج العالم فيه إلى إنتاج 2.2 مليار طن من الصلب لتلبية الطلب في 2050، وهو الأمر الذي يصعب من مهمة خفض الانبعاثات الكربونية بصورة كاملة في الحديد والصلب، الذي يعتمد على الفحم.

ومع ذلك، لم تستبعد شركة الأبحاث إمكان انخفاض انبعاثات الكربون في صناعة الصلب بنسبة 30% بحلول 2050، ولكن شريطة اعتماد وتعزيز دور الهيدروجين الأخضر في عملية الاختزال المباشر للحديد.

ودعت وود ماكنزي الصين إلى تعزيز سياسة تسعير الكربون للعمل على خفض انبعاثات القطاعات، إذ تعدّ بكين أكبر منتج للصلب في العالم بنسبة تتجاوز الـ60%.

وتبلغ أسعار الكربون في الصين فوق 7 دولارات للطن، في حين إن الاستثمار المطلوب بالتقنيات النظيفة لصناعة الصلب يتطلب زيادة الأسعار فوق 100 دولار للطن.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق