تقارير الطاقة المتجددةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددة

مشروع ياباني جديد للحد من الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني

باستثمارات 350 مليون دولار

ترجمة: سالي إسماعيل

اقرأ في هذا المقال

  • المرحلة التجريبية للمشروع الياباني الأسترالي تلقت استثمارات بـ 350 مليون دولار
  • تدشين أول سفينة في العالم مصممة لنقل الهيدروجين السائل خلال 2021
  • الموعد النهائي الجديد للحياد الكربوني في 2050 سيؤثر إيجابيًا على المشروع
  • تكافح اليابان لزيادة إنتاجها من الطاقة المتجددة مع انخفاض موارد الوقود الأحفوري

تكثّف اليابان جهودها الرامية إلى توفير خيارات وقود جديدة أكثر مراعاة للبيئة، وسط تعهّدات بأن تصبح دولة محايدة للكربون، في غضون 30 عامًا.

ويعدّ مشروع الهيدروجين الياباني الجديد، بمثابة خطوة طموحة في هذا الشأن، بالنظر إلى أن طوكيو لديها القليل من موارد الوقود الأحفوري، وتعتمد بقوّة على استيراد الغاز الطبيعي المسال والفحم والطاقة النووية، خاصّةً في أعقاب الحادث الذي وقع في محطّة "فوكوشيما"، عام 2011.

ويُقصد بـ"الحياد الكربوني" أن يكون صافي الانبعاثات صفرًا، أو أن أيّ انبعاثات ناجمة عن حرق الوقود الأحفوري تقابلها إجراءات، مثل زراعة الأشجار التي تعمل على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.

يهدف مشروع سلسلة توريد الطاقة الهيدروجينية -وهو مشروع مشترك (ياباني-أسترالي) يُعرف اختصارًا بـ"إتش إيه إس سي"- إلى إنتاج كمّيات وفيرة من الوقود، وبأسعار معقولة لليابان، بحسب تقرير نشرته وكالة "فرانس برس".

ويأتي هذا المشروع في سياق معاناة الدولة المعرّضة للكوارث الطبيعية، من أجل زيادة إنتاجها من الطاقة المتجدّدة، ما يدفع اليابان للبحث في مجموعة متنوّعة من بدائل الوقود.

وتجدر الإشارة إلى أن اليابان استثمرت بشكل كبير في الهيدروجين، الذي يُنتج البخار فقط، ولا يُنتج ثاني أكسيد الكربون، عند احتراقه، الأمر الذي يجعلها محطّ اهتمام بعضهم.

وفي الوقت الحالي، تنتج اليابان الهيدروجين محلّيًا في أشكال الغاز السائل والمضغوط، أغلبها من الغاز الطبيعي والنفط، لكن الإنتاج المحلّي محدود ومكلف.

ومن شأن مشروع سلسلة توريد الطاقة الهيدروجينية، أن يكون بمثابة تجربة لمعرفة ما إذا كانت اليابان تتمتّع بالقدرة على توفير إمدادات دائمة من الهيدروجين السائل من أستراليا، حتّى يتمّ حرقه لتوليد الكهرباء.

ومن المقرّر إنتاج الهيدروجين وتسييله في ولاية فيكتوريا الأستراليّة، حيث سيُستَخرَج من نوع من الفحم يعرف باسم الليغنيت (أو الفحم البني).

ويُعدّ ما يُعرف بالفحم البني ذاك بمثابة بديل جذّاب وأرخص ثمنًا، من أجل إنتاج الهيدروجين المحلّي لليابان، على الرغم من التكاليف الإضافية المتمثّلة في نقله نحو 9000 كيلومتر (5600 ميل) عبر البحر.

وتلقّت المرحلة التجريبية للمشروع -المموّل جزئيًا من جانب السلطات اليابانية والأستراليّة- استثمارات بنحو 500 مليون دولار أسترالي (350 مليون دولار أميركي).

ومن المفترض أن يتحوّل موقع على جزيرة اصطناعية غرب اليابان، خلال العام المقبل، إلى محطّة تجريبية لأوّل سفينة في العالم مصمّمة لنقل الهيدروجين السائل، وهي سفينة يابانية الصنع تسمى "سويسو فرونتير".

وبالنسبة للوقت الحالي، يُستخدم الخزّان الكروي ذو قطر يبلغ 19 مترًا (60 قدمًا) في الموقع ذاته لتخزين الهيدروجين السائل المنتج محلّيًا.

وحال نجاح الاختبارات، بحلول عام 2022 أو 2023، سيجري تمديد المشروع، على أن يدخل مرحلة تجارية، بعد عام 2030، ثمّ سيتمّ بناء محطة جديدة في اليابان، إلى جانب بناء سفن أكبر.

ومع ذلك، من أجل نقل الهيدروجين السائل عبر البحر، فإنّه يحتاج إلى التبريد عند سالب 253 درجة مئوية (سالب 423.4 درجة فهرنهايت)، وهي عملية مكلفة، تستهلك الكثير من الطاقة.

إنتاج الهيدروجين

تعتمد فكرة اعتماد الهيدروجين الأخضر إلى حدّ كبير على كيفية إنتاجه، حيث يمكن تصنيعه عن طريق التحليل الكهربائي لعنصر الماء، عبر استخدام الكهرباء التي يجري الحصول عليها من خلال الطاقة المتجدّدة.

وفي الواقع، يخلّف إنتاج الهيدروجين من الفحم 20 مِثلاً من ثاني أكسيد الكربون، حيث إن الطنّ الواحد المنتج عن طريق الفحم يعادله انبعاثات تُقدَّر بنحو 20 طنًا من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يوازي أكثر من ضعف انبعاثات الكربون الناجمة عن إنتاج الهيدروجين من الغاز الطبيعي.

وفي حين يشير خبراء إلى مدى تعقيد مسألة مقارنة الانبعاثات الناجمة عن إنتاج الهيدروجين بتلك الناتجة عن حرق الفحم، فهم يتّفقون على أنّه لن يعدّ صديقًا للبيئة، ما لم يجرِ إنتاجه بشكل متجدّد.

ويرى داعمو المشروع الياباني، مثل "موتوهيكو نيشيمورا" من شركة "كاواساكي للصناعات الثقيلة"، أن الموعد النهائي الذي حدّدته اليابان للوصول إلى الحياد الكربوني، في عام 2050، سيكون ذا تأثير إيجابي كبير على المشروع.

لكن، على النقيض، يفضّل المدير التنفيذي في طوكيو غاز، شيجيرو موراكي، الاستثمار في وقود الأمونيا بدلًا من ذلك، قائلًاً-في إشارة لمشروع سلسلة توريد الطاقة الهيدروجينية-: "حتّى مع أساليب احتجاز الكربون وتخزينه، لا يمكن عدُّه بمثابة هيدروجين أخضر".

في حين يُشكّك دعاة حماية البيئة في المشروع بشدّة، مثل "نيكولاس أبيرل" من مجموعة حملة "بيئة فيكتوريا"، وذلك بقوله: "إنّهم يخشون وضعًا تصبح فيه عملية تحويل الفحم للهيدروجين، بمثابة تجارة فقط، دون احتجاز الكربون، حيث يمكن أن تحاول شركات المُضي قُدمًا في ذلك، رغم التأثيرات المناخية".

وتابع: "من شأن إنتاج الهيدروجين من الفحم على نطاق تجاري دون احتجاز الكربون، أن يكون بمثابة تخريب مناخي".

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق