تقارير النفطرئيسيةروسيا وأوكرانيانفط

الطائرات الإيرانية المسيرة قد تهدد إمدادات النفط الأوروبية عبر مضيق هرمز (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • نحو خُمس النفط العالمي يمر عبر مضيق هرمز سنويًا
  • ما يقرب من 20% من الغاز الطبيعي المسال العالمي يمر عبر المضيق
  • العراق يصدّر نحو 21.4 مليون طن من النفط الخام إلى الاتحاد الأوروبي
  • إيران تستهدف سفنًا صغيرة للاشتباه في تهريبها النفط أو الاصطدام بسفنها

من المحتمل أن يتنامى خطر الطائرات الإيرانية المسيّرة عقب توجّه حكومة طهران لتزويد السفن البحرية التابعة للحرس الثوري بهذا النوع من الطائرات؛ ما يهدد إمدادات النفط الأوروبية عبر مضيق هرمز، في وقت تسعى القارة العجوز فيه إلى التعافي من تداعيات الحرب الروسية المستمرة.

وجاءت الخطوة الإيرانية بعد أن أعلن الجيش الأميركي أنه قد يزوّد سفنه التجارية القادمة عبر مضيق هرمز بحراس مسلحين، في محاولة منه للحد من عمليات استيلاء إيران على السفن المدنية والتجارية، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويقع مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عُمان، ويفصل بين خليج عُمان والخليج العربي، ويُعدّ أحد أهم مضائق نقل النفط العالمية، حسبما نشرته شبكة الأخبار الأوروبية يورو نيوز (euronews).

أهمية مضيق هرمز لإمدادات النفط الأوروبية

يمر نحو خُمس النفط العالمي عبر مضيق هرمز سنويًا، ويعادل ذلك نحو 20.5 مليون برميل يوميًا من مجموعة متنوعة من المنتجات النفطية، بما في ذلك المكثفات والنفط الخام.

ويمر ما يقرب من 20% من الغاز المسال العالمي عبر المضيق، وهو ما يمثّل نحو 80 مليون طن متري.

وعلى الصعيد الأوروبي، استورد الاتحاد الأوروبي نحو 1.9 مليار متر مكعب من الغاز المسال من قطر في عام 2022.

ويصدّر العراق نحو 21.4 مليون طن من النفط إلى الاتحاد الأوروبي، وتشحن الولايات المتحدة، وهي ثاني أكبر مورد للنفط إلى الاتحاد الأوروبي، وتمثّل نحو 10% إلى 13% من واردات النفط، نحو 1.4 مليون برميل من النفط والمكثفات يوميًا عبر مضيق هرمز.

وتَستعمل مضيقَ هرمز معظمُ الدول الكبرى المنتجة للنفط، ومنها على سبيل المثال: الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وإيران والكويت والعراق.

واحتجزت إيران، على مدى السنوات القليلة الماضية، العديد من الناقلات الدولية من الولايات المتحدة واليابان والسعودية وسنغافورة وكوريا الجنوبية وغيرها، بسبب انتهاكات مزعومة لقوانين الشحن، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ولم تفرج إيران عن هذه السفن إلا بعد أن أطلقت الدول الأخرى سراج السفن الإيرانية المحتجزة سابقًا.

من ناحية ثانية، تستهدف إيران سفنًا صغيرة من دول مثل تنزانيا وجزر مارشال، للاشتباه في تهريبها النفط، أو الاصطدام بسفنها.

تصنيع الطائرات الإيرانية المسيرة

واصلت إيران توريد المزيد من الطائرات المُسيَّرة وتصميماتها إلى روسيا على الرغم من الطلبات الدولية المتكررة بالتوقف عن ذلك.

وقد سمح ذلك لروسيا بتشييد المزيد من المصانع لإنتاج الطائرات المُسيَّرة على نطاق واسع بناءً على التصاميم الإيرانية، بهدف استهداف المزيد من منشآت الطاقة الأوكرانية.

وقد يكون لهذا دور فاعل في إطالة أمد الصراع بين روسيا وأوكرانيا وتعطيل إمدادات النفط بين روسيا والاتحاد الأوروبي بصورة أكبر.

وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبي قد خفّض بشدة وارداته من النفط الروسي منذ بداية الحرب في أوكرانيا، إلا أن روسيا ما تزال تمثل نحو 1.4 مليون طن متري من صادرات النفط الخام في مارس/آذار 2023.

بدورها، صدّرت إيران ما يزيد على 1700 طائرة مُسيَّرة من سلسلة "مهاجر وشاهد" إلى روسيا بحلول أغسطس/آب 2022، وفقًا لوكالة استخبارات الدفاع "ديفنس إنتيليجنس إيجنسي".

بالإضافة إلى ذلك، جرى وضع خطط لإنتاج 6 آلاف طائرة مُسيَّرة أخرى مصممة إيرانيًا في روسيا بحلول أوائل عام 2023.

وبحلول يوليو/تموز 2023 تقريبًا، كانت روسيا تستعمل، في كثير من الأحيان، الطائرات الإيرانية المسيرة الانتحارية في هجماتها ضد أوكرانيا.

وجرى تهريب معظم الطائرات الإيرانية المسيرة التي صُدّرت إلى روسيا باستعمال شركة الطيران الحكومية الإيرانية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من القوارب، حسبما نشرته شبكة الأخبار الأوروبية يورونيوز (euronews).

وبدأ هذا التعاون في التنامي، إذ أعربت موسكو عن اهتمامها بشراء الصواريخ الباليستية من إيران.

صورة أرشيفية لمضيق هرمز
صورة أرشيفية لمضيق هرمز - الصورة من وكالة الصحافة الفرنسية

كيف يمكن للعقوبات الدولية أن تهدد مضيق هرمز؟

حاولت الولايات المتحدة في السابق فرض عقوبات على إيران لردع مشروعها النووي الذي ينمو بسرعة، وكان السبب الرئيس وراء ذلك عدم الامتثال لبرامج السلامة، فضلًا عن التهديد الذي يمكن أن يشكله البرنامج النووي الإيراني لدى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وسارعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة إلى فرض العقوبات، التي استهدفت قطاعات الطاقة النووية والطاقة والصواريخ وغيرها من الأسلحة والشحن والمصارف والتأمين والتجارة الدولية.

وتمثل الهدف الرئيس من وراء ذلك في تقييد دخل إيران من صادراتها النفطية والصناعات الأخرى مثل الشحن.

وردّت إيران، في كثير من الأحيان، بالتهديد بإغلاق مضيق هرمز أو تقييد حركة الملاحة فيه، ما أدى إلى عرقلة تجارة النفط والطاقة الدولية.

على صعيد آخر، أثار الصراع الحالي بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية مخاوف متزايدة من احتمال امتداده إلى مناطق جديدة في الشرق الأوسط، ما قد يُعرّض إيران لمزيد من العقوبات الدولية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب دورها في تفاقم الصراع، ولو بصورة غير مباشرة.

وقد يؤدي ذلك إلى تسبب إيران في المزيد من المشكلات بمضيق هرمز، إما عن طريق مهاجمة المزيد من السفن وإما الاستيلاء عليها، وإما -في أسوأ السيناريوهات- التسبب في إغلاق ممر الشحن.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق