استثمارات الهيدروجين الأخضر تضع الصين في المركز الأول عالميًا
محمد عبد السند
- الصين تتصدّر المركز الأول عالميًا في استثمارات الهيدروجين الأخضر
- الهيدروجين الأخضر حل واعد لإزالة الكربون ومصدر مهم لتعزيز أمن الطاقة
- السياسات الحكومية الداعمة لمستقبل خالٍ من الكربون في الصين عززت استثمارات الهيدروجين الأخضر
- أعلنت الصين مستهدفها الطموح لإنتاج ما يتراوح بين 100 ألف و200 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا
- يؤدي تسريع وتيرة إنتاج الهيدروجين الأخضر دورًا مهمًا في صادرات الصين من المواد الكيماوية القائمة على الهيدروجين
تعكس استثمارات الهيدروجين الأخضر في الصين الأهمية القصوى التي توليها السلطات لهذا الوقود بصفته حلًا واعدًا لإزالة الكربون من القطاعات التي يصعب إمداداها بالكهرباء، كما أدرجته بكين في أحدث إستراتيجياتها الوطنية للتنمية.
لكن برغم أن الصين أكبر منتج ومستهلك للهيدروجين على مستوى العالم، فإن أقلّ من 0.1% من الهيدروجين الذي تنتجه يأتي من مصادر الطاقة المتجددة، والمعروف باسم الهيدروجين الأخضر، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويُنتَج الهيدروجين الأخضر عن طريق شطر جزيئات الماء بالكهرباء الكهرباء المولّدة من مصادر متجددة، عبر تقنية التحليل الكهربائي، ويوصف بأنه بديل نظيف للوقود الأحفوري في الصناعات التي تصعب إزالة الكربون منها.
وبناءً على هذا، لامست استثمارات الهيدروجين الأخضر في الصين ما إجمالي قيمته 300 مليار يوان صيني (42.04 مليار دولار أميركي) خلال الشهور الـ9 الأولى من العام الجاري (2023)، وفق ما نشرته صحيفة غلوبال تايمز (Global Tomes) الصينية، نقلًا عن تلفاز الصين المركزي سي سي تي في (CCTV).
(اليوان الصيني = 0.14 دولارًا أميركيًا).
عوامل الدعم
يأتي نمو استثمارات الهيدروجين الأخضر في الصين مدعومًا بالسياسات الحكومية الداعمة؛ إذ تطرح المجتمعات المحلية الصينية مجموعة من التدابير المحددة الرامية لتعزيز تطوير القطاع، والذي يُعوَّل عليه في إيجاد قيمة كبيرة ببناء مستقبل منخفض الكربون.
وتمتلك الصين أكبر عدد من محطات إعادة التزود بوقود الهيدروجين في العالم، وتُخطط لإنشاء أنابيب لنقل الهيدروجين عبر مسافات طويلة، وفق تقرير الشبكة التلفزيونية الصينية، الذي رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وخلال الشهور الـ9 الأولى من العام الحالي (2023)، بلغ عدد مشروعات الهيدروجين الأخضر العاملة، أو تلك التي ما تزال قيد الإنشاء، أو حتى المعلّقة رغم حصولها على تراخيص بناء، 57، بإجمالي استثمارات قدرها 300 مليار يوان.
وبينما يستكشف العالم مزيدًا من حلول الكهرباء منخفضة الكربون، وتتطلع الصين لتحقيق أهداف مزدوجة للوصول إلى ذروة الانبعاثات والحياد الكربوني، تدخل الشاحنات والسيارات والقاطرات والسفن العاملة بخلايا وقود الهيدروجين المرحلة التجريبية.
الهيدروجين الأخضر
قال خبير من مركز الصين للتبادلات الاقتصادية الدولية سي سي آي إي إي (CCIEE) جينغ تشونمي، إن الهيدروجين الأخضر لم يمثّل سوى أقلّ من 1% من جميع إنتاج الهيدروجين في الصين.
غير أنه من المتوقع أن تقفز تلك النسبة إلى ما نسبته 15% بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، بينما يقلل الإبداع التكنولوجي المتواصل واقتصاد النطاق من تكلفة إنتاج الهيدروجين إلى 20 يوانًا لكل كيلوغرام من مستواها الحالي عند 25 يوانًا لكل كيلوغرام، وفق تشونمي.
ويُقصد بـ"اقتصاد النطاق" الإستراتيجية المتّبعة لخفض التكاليف من خلال تنويع الإنتاج.
ويؤدي تسريع وتيرة إنتاج الهيدروجين الأخضر دورًا مهمًا في صادرات الصين من المواد الكيماوية القائمة على الهيدروجين مثل الأمونيا الاصطناعية؛ إذ تعمل سوق الصادرات الرئيسة، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، على رفع المستوى البيئي، ومن هنا تبرز أهمية استثمارات الهيدروجين الأخضر في الصين.
وأجرت شبكة خطوط أنابيب النفط والغاز الصينية (China Oil and Gas Pipeline Network Corporation) بنجاح تجربة انفجار في خط أنابيب يحمل مزيجًا من الهيدروجين والغاز الطبيعي، لتمهّد البيانات التي خلصت إليها الطريق أمام تطبيق مستقبلي لاستعمال شبكة الأنابيب القائمة في البلاد لنقل الهيدروجين.
أول دليل استرشادي
في أغسطس/آب (2023)، أصدرت الصين أول دليل استرشادي للبناء على مستوى البلاد لمعايير سلسلة صناعة طاقة الهيدروجين، في محاولة لتنفيذ النشر الوطني لهذه الصناعة النظيفة ووضع نظام كامل نسبيًا لتطوير صناعة الطاقة الهيدروجينية بحلول أواسط العقد الحالي (2025).
ومن المتوقع أن تلامس سوق طاقة الهيدروجين في ثاني أكبر بلد تعدادًا للسكان في العالم ما إجمالي قيمته 43 مليون طن بحلول عام 2030، وفق تقديرات صادرة عن تحالف طاقة الهيدروجين الصيني (China Hydrogen Alliance) المدعوم من الدولة.
وفي أوائل نوفمبر/تشرين الثاني (2023)، أصدرت مقاطعة غواندونغ الواقعة جنوب الصين دليلًا استرشاديًا، يطالب بتسريع وتيرة تطوير صناعة الهيدروجين وتوسيع نطاق الصناعة إلى 300 مليار يوان بحلول عام 2027، وهو ما سيتطلب تعزيز استثمارات الهيدروجين الأخضر في الصين، وفق تقارير إعلامية.
وقال خبراء الصناعة، إن صناعة الهيدروجين في الصين تشهد نموًا ملحوظًا، وهي تقود العالم الآن من حيث الإنتاج، موضحين أن السوق الصينية تتّسم بالديناميكية في إنتاج الهيدروجين وتطبيقه.
وفي العام الماضي (2022)، أعلنت الصين مستهدفها الطموح لإنتاج ما يتراوح من 100 ألف إلى 200 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، وامتلاك نحو 50 ألف مركبة تعمل بالوقود الهيدروجيني بحلول عام 2025، في إطار خطة للتحول إلى الطاقة المتجددة.
موضوعات متعلقة..
-
إنتاج الهيدروجين الأخضر في الهند يطلق 30 ضعفًا من الانبعاثات (تقرير)
-
خط أنابيب عملاق لنقل الهيدروجين الأخضر في الصين
-
شل تبدأ إنتاج الهيدروجين الأخضر لتسيير مركبات دورة الألعاب الشتوية في الصين
اقرأ أيضًا..
-
رئيس مجموعة إينوك يكتب لـ"الطاقة": شركتنا داعم أساس لتحول الطاقة في الإمارات
-
إنتاج الغاز في مصر ينخفض لأقل مستوى منذ 3 سنوات ونصف
-
اكتشاف غاز في مصر على يد شركة عالمية
-
أمين عام أوابك: دول النفط والغاز تواجه تحديات.. و4 بلدان لديها خطط كبيرة للطاقة المتجددة (حوار)